هل ينشئ ماسك نفقاً تاريخياً يربط روسيا بألاسكا؟

كريترنيوز/ متابعات /رضا أبوالعينين
أثارت فكرة إنشاء نفق تحت مياه مضيق بيرينغ يربط روسيا بألاسكا اهتماماً إعلامياً واسعاً بعد أن طرحها مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الملياردير الأمريكي إيلون ماسك خلال الأيام الأخيرة.
ونشر كيريل ديميترييف، مدير صندوق الثروة السيادي الروسي والمبعوث الخاص للرئيس بوتين، اقتراحه على منصة «إكس»، داعياً شركة ماسك المتخصصة في حفر الأنفاق، «ذا بورينغ كومباني»، للقيام بالمشروع.
ووصف ديميترييف النفق المقترح بأنه «رابط بطول 70 ميلاً يرمز إلى الوحدة»، في إشارة إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
وعندما سُئل الرئيس ترامب من قبل أحد الصحفيين خلال مأدبة غداء في البيت الأبيض يوم أمس الجمعة، حضرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن الفكرة، أجاب بأنها «فكرة مثيرة للاهتمام»، مضيفاً: «سأفكر في الأمر».
من جانبه، أعرب زيلينسكي عن عدم ارتياحه للفكرة، موضحاً أنه «غير سعيد بها» عندما سأله ترامب عن رأيه في إمكانية إنشاء النفق، أما إيلون ماسك، فلم يصدر عنه أي تعليق رسمي حتى الآن.
ويُعرف ماسك بقيادته عدداً من أبرز الشركات العالمية، مثل شركة السيارات الكهربائية «تسلا»، وشركة الفضاء «سبيس إكس»، ومنصة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً). كما أسس عام 2017 «ذا بورينغ كومباني» لتطوير شبكات النقل تحت الأرض، الأمر الذي يجعل الشركة خياراً مناسباً للمشروع وفق رؤية ديميترييف.
رغم ذلك، فإن الفكرة ليست جديدة. فقد طُرحت منذ عقود لكنها لم تلقَ اهتماماً جدياً بسبب التكلفة الباهظة، وضعف حجم التجارة بين روسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين البلدين.
ويشير خبراء إلى أن النفق قد لا يكون عملياً اقتصادياً، إذ إن معظم صادرات روسيا، بما فيها الغاز الطبيعي المسال، يمكن شحنها بسهولة أكبر عبر السفن مقارنة بالسكك الحديدية أو الطرق.
كما أن منطقة تشوكوتكا الروسية، المقترح أن تكون نقطة انطلاق النفق، تفتقر إلى البنية التحتية المتطورة، ما يزيد من صعوبة المشروع.
وقال سيمون ساردجيان، مدير «مشروع روسيا ماترز» في جامعة هارفارد، إن روسيا لم تكن من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة حتى قبل العقوبات المفروضة بعد الحرب في أوكرانيا، موضحاً أن الشكوك حول جدوى النفق ستظل قائمة حتى في حال رفع العقوبات.
يأتي طرح «نفق بوتين – ترامب» كما أطلق عليه، في وقت يخطط فيه الزعيمان لعقد لقاء في بودابست لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، على أن يعلن البيت الأبيض عن موعده قريباً.