آداب وفنون

التعاون

قصة قصيرة/ منال حسن السهامي

بعد الانتهاء من الدوام في معمل الخياطة تقوم المسؤولة عن العاملات بإعطائهنَّ نصيحةً كل يوم، وكالعادة أعطتهُن نصيحة اليوم، حيث كانت نصيحتها: (إنّ قوة الفريق تكمنُ في التعاون والتنسيق واحترام الكل للفرد والفرد للكل، ولا يوجد فريقٌ ناجح دونما تعاون)، وأخذت تكرر: (التعاون ثم التعاون، والتعاون لا جدوة له دون تنسيق).
وقد كُنَّ يستمعن لها جيدًا..

وما إن انتهت من نصيحتها، حتى قامت واحدةٌ من العاملات بطرح سؤال ضمن هذا الموضوع قائلةً: فهمت التنسيق، وفهمت الاحترام، لكن لِمَ التعاون إذا كان الكل يفهمن عملهن، وأنتِ تعطيهنّ إجازةً إذا لزِمت، فلماذا التعاون؟!
فأجابتها: إن للتعاون أهمية كبير.. أنا اليوم المسؤولة عنكنّ، وأعرف كل واحدة منكن وما تعاني منه من مشاكل واحتياجات، بل وأقدركُن، ماذا كنتِ ستفعلين إذا كان لديكِ مسؤولة عنكنّ غيري؛ لا تقبل الأعذار، وتغيبتي عن العمل بسبب ظرف ما ولم يقُم أحد بالتعاون معكِ، ومساعدتكِ بعملك، فقامت بفصلك من عملك، فماذا ستفعلن؟
ستتركن العمل، أليس كذلك؟
ولإني متعاونة معكن، فأنا أقدركن..

نظرت العاملة إلى الأسفل بخجلٍ شديد من ذلك السؤال الذي وجهته إلى تلك المسوؤلة، لكنها أدركت أن ما قالته المسوؤلة عنهُن نابع من حكمة وطيبة وتفاهم المسوؤلة عنهُن، وأصبحت تقدم العون لزميلاتها العاملات إذا لزم الأمر.

زر الذهاب إلى الأعلى