البصمة الوراثية لأشجار البُن وثماره.. مفتاح التطوير والجودة.

كتب: م.محمد عوض العيسائي
تُعد البصمة الوراثية للبن من الأدوات العلمية الحديثة ذات الأهمية البالغة في تطوير زراعة البن وتحسين إنتاجيته وجودته. فهي تكشف عن مجموعة فريدة من المعلومات الوراثية التي قلّما نجدها في المراجع الزراعية التقليدية، وتفتح الباب أمام زراعة متطورة ومستدامة.
من خلال دراسة الحمض النووي (DNA) لأشجار البن وثماره، يمكن تحديد الأصول الجينية للأصناف المختلفة، والتمييز بين الصنف الأصيل والمزوّف. هذه المعرفة تساعد على إنتاج شتلات قوية مستنسخة من أمهات صمدت لمئات السنين أمام عوامل الطبيعة القاسية من جفاف وأمراض وآفات، ما يضمن الحصول على نباتات متعافية وقادرة على الإنتاج الغزير.
كما تمثل البصمة الوراثية أداة دقيقة في تصنيف وتجديد الأصناف، والحفاظ على التنوع الوراثي لنبات البن، إضافة إلى تحديد الجينات المسؤولة عن الصفات المرغوبة مثل الطعم والرائحة والنكهة والإنتاجية. وهي أيضًا وسيلة فعالة لمكافحة أمراض البن عبر معرفة الجينات المسببة لها والعمل على معالجتها.
إنها بحق ثورة علمية تُمكّن المزارعين والباحثين من الحفاظ على أصالة البن، التي تمتد جذورها في التاريخ لمئات السنين، وفي الوقت نفسه تضعهم على طريق المنافسة في الأسواق العالمية بجودة تفوق التحديات.