دولية

الصين تهزّ هيمنة حاملات الطائرات الأمريكية بميزة خارقة

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين

 

في وقت تواصل فيه الولايات المتحدة تعزيز أسطولها البحري بحاملات طائرات عملاقة مثل “يو إس إس جيرالد آر. فورد”، الأحدث والأكثر تطوراً في العالم، تكشف تقارير دفاعية غربية أن الصين نجحت في تحقيق تفوق نوعي على البحرية الأمريكية بفضل منظومتها الصاروخية المتقدمة، التي تمنحها ميزة استراتيجية غير مسبوقة في أي مواجهة بحرية محتملة.

ورغم أن حاملات الطائرات الصينية ما زالت تفتقر إلى الخبرة القتالية الطويلة التي تميز نظيراتها الأمريكية، فإنها تستمد قوتها من بنية صاروخية متكاملة تشرف عليها قوات الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني.

وتتيح هذه القوة لبكين القدرة على إطلاق موجات كثيفة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وفرط الصوتية مثل DF-21D وDF-26 وDF-17، القادرة على استهداف السفن الأمريكية من البر بدقة عالية.

وتستند الميزة الصينية إلى ما يُعرف بـ”سلسلة القتل (Kill Chain)”، وهي شبكة تضم أقماراً صناعية ورادارات وطائرات مسيرة استطلاعية ومراكز قيادة أرضية تعمل بتنسيق فائق لاكتشاف وتعقب الأهداف البحرية على بعد آلاف الكيلومترات. وتُمكّن هذه المنظومة القيادة الصينية من تنفيذ هجمات متتابعة ومنسقة تشكل ضغطاً مستمراً على السفن المعادية وتجبرها على البقاء في حالة دفاع دائم، وفقا لموقع slashgear.

ويحذر خبراء عسكريون من أن هذه القدرة تضع البحرية الأمريكية أمام تحديات غير مسبوقة. فالسفن الأمريكية رغم امتلاكها أنظمة إطلاق متطورة (VLS)، إلا أن سعتها المحدودة من الصواريخ الاعتراضية تجعلها عرضة للإنهاك تحت وابل صيني متواصل.

ويضاف إلى ذلك الفارق الكبير في تكلفة الذخائر، إذ تبلغ تكلفة صاروخ اعتراضي أمريكي واحد نحو 4.3 ملايين دولار، في حين تستطيع الصين إطلاق صواريخ هجومية أقل تكلفة بأعداد كبيرة، ما يجعل الدفاع مكلفاً وغير مستدام.

وفي مواجهة هذا التفوق، بدأت البحرية الأمريكية في تعديل عقيدتها العملياتية بالتحول إلى ما يُعرف بـ”العمليات البحرية الموزعة” (DMO)، والتي تقوم على نشر السفن وأجهزة الاستشعار في مساحات أوسع لتقليل خطر تدميرها بضربات صاروخية مركزة.

كما تستثمر واشنطن في تطوير غواصات أكثر قدرة على التخفي وأسلحة بعيدة المدى، مثل الغواصات الهجومية من فئة “فرجينيا”، لتقليص الفجوة مع بكين.

ويرى محللون أن تفوق الصين في مجال الصواريخ بعيدة المدى، التي يمكنها الوصول إلى مدى يقارب 4000 كيلومتر، أعاد رسم ميزان القوى في المحيط الهادئ، وأجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في مفهوم هيمنتها البحرية التقليدية. ومع ذلك، تبقى قدرة الصين على إطلاق وابل صاروخي كثيف هي الميزة الحاسمة التي قد تحدد ملامح أي صراع مستقبلي بين القوتين العظميين.

زر الذهاب إلى الأعلى