وداعاً للمفاجآت المرضية.. الاستشعار الذكي يؤمّن دفاعاتك الصحية المنزلية

كريترنيوز/ متابعات /عماد الدين إبراهيم
تستعد الرعاية الصحية لدخول حقبة جديدة تتجاوز الاعتماد على «الوخز بالإصبع» و«شرائط الاختبار» ذات الاستخدام الواحد، بفضل تكنولوجيا «الاستشعار الكيميائي الحيوي الذاتي. هذا النظام المبتكر، الذي يجمع بين البيولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي، يعد بتحويل التشخيص من حدث دوري ومتقطع إلى مراقبة مستمرة وفي الوقت الحقيقي، ما يفتح الباب أمام طب شخصي غير مسبوق.
المراقبة المستمرة هي المستقبل
«الاستشعار الكيميائي الحيوي الذاتي» هو أنظمة قادرة على اكتشاف وتحليل المواد الكيميائية الحيوية المهمة في الجسم – مثل الأيونات، البروتينات، الحمض النووي (DNA)، المستقلبات، والسموم – دون أي تدخل بشري، وهي بذلك تتجه لتكون بديلاً للعديد من أدوات التشخيص التقليدية التي تعطي قراءة لمرة واحدة. في جوهرها تهدف هذه التكنولوجيا إلى دمج أجهزة استشعار دقيقة للغاية في منصات قابلة للارتداء أو الزرع، لتوفير صورة شاملة وعالية الدقة لصحة الفرد على مدار الساعة.
قياس مستويات الجلوكوز
تعتمد هذه الأجهزة على مجموعة من الابتكارات، منها أجهزة الاستشعار الحيوية القابلة للارتداء يتم دمجها في ملابس ذكية، أو أقمشة، أو حتى على شكل رقع لاصقة تلتقط البيانات من سوائل الجسم غير الغازية، مثل العرق أو الدموع أو اللعاب أو السائل الخلالي على سبيل المثال، يمكن لهذه الأجهزة قياس مستويات الجلوكوز واللاكتات وحمض اليوريك ودرجة الحموضة بشكل مستمر.
كما يتم استخدام مواد نانوية مثل الجرافين لتعزيز حساسية المستشعرات ودقتها، ما يسمح باكتشاف تركيزات ضئيلة جداً من المؤشرات الحيوية المتعلقة بالأمراض (مثل مؤشرات السرطان أو الالتهابات). وتستخدم خوارزميات التعلم الآلي لتحليل تدفق البيانات الهائل القادم من المستشعرات. هذا الذكاء الاصطناعي لا يكتفي بالقراءة، بل يتنبأ بالتحولات المرضية الوشيكة، ويقترح جرعات علاجية مخصصة، ما يمثل تحولاً جذرياً من العلاج إلى الوقاية الشخصية.
مكافحة السرطان
التطبيقات المحتملة لهذه التكنولوجيا لا تقتصر على مراقبة الصحة العامة، بل تشمل أجهزة استشعار الجلوكوز المستمرة وهي مثال مبكر على هذا الاتجاه، حيث تلغي الحاجة إلى وخز الإصبع المتكرر. الجيل القادم سيتيح قياس المؤشرات الأيضية الأخرى بشكل غير جراحي بالكامل. مع المراقبة المستمرة لأيونات محددة أو بروتينات معينة تمكن الأطباء من التدخل في المراحل المبكرة من أمراض الكلى أو القلب والأوعية الدموية قبل تفاقم الحالة، والأبحاث تتجه لتطوير مستشعرات كهروكيميائية نانوية فائقة الحساسية قادرة على التقاط علامات الأورام الخبيثة من عينات سوائل ضئيلة جداً، ما يقلل الاعتماد على الفحوصات المختبرية المعقدة.
ستصبح أجهزة التشخيص الصغيرة والقوية ذاتية التشغيل جزءاً من كل عيادة وربما كل منزل، ما يختصر أوقات الانتظار ويوفر التشخيص الفوري