في عمر 13 عاماً.. حوّل سقوط جدته إلى ابتكار مذهل ينقذ الأرواح!

كريترنيوز/ متابعات /البيان /وائل زكير
في عمرٍ لا يتجاوز الثالثة عشرة، أثبت الطفل الأمريكي كيفن تانغ أن الإبداع لا يعرف سنًّا، وأن الدافع الإنساني يمكن أن يقود إلى ابتكارات تُغيّر حياة الملايين. فبدافعٍ من حادث مأساوي تعرّضت له جدته، اخترع كيفن جهازًا فريدًا من نوعه يحمل اسم FallGuard، وهو نظام ذكي لمراقبة السقوط وإنقاذ كبار السن من الحوادث المنزلية المميتة.
القصة بدأت قبل خمس سنوات، عندما سقطت جدة كيفن في المنزل دون أن ينتبه أحد، ما أدى إلى إصابتها بأضرار دماغية دائمة. يقول كيفن: “كان الأمر مخيفا حقا.. عندما وجدناها، كانت قد تأذّت كثيرا. لم نكن نعلم أنها سقطت إلا بعد فوات الأوان.”
تلك التجربة المؤلمة أشعلت بداخله شرارة الابتكار. وبعد سنوات من البحث والعمل الذاتي على البرمجة والذكاء الاصطناعي، ابتكر كيفن نظاما ذكيا يعمل بالكاميرات لتحليل الحركة والتعرف على حالات السقوط في الوقت الحقيقي. وما يميّز اختراعه عن الأجهزة التقليدية مثل Life Alert هو أنه لا يحتاج إلى ارتداء أي جهاز — فلا أساور ولا عقود ولا أزرار للطوارئ.
بدلًا من ذلك، يقوم FallGuard بتثبيت كاميرات ذكية صغيرة في المنزل متصلة بجهاز كمبيوتر صغير يعمل بخوارزمية برمجها كيفن بنفسه.
تقوم هذه الخوارزمية بتحليل وضع الكتفين والمرفقين وحركة الجسد بدقة عالية، لتحديد ما إذا كان الشخص قد سقط بالفعل، ثم ترسل تنبيهًا فوريًا إلى أفراد العائلة أو مقدمي الرعاية.
اللافت أن النظام يعمل ليلًا ونهارًا دون توقف أو اشتراك شهري، وهو ما يجعله خيارًا أكثر إنسانية واقتصادية من المنتجات التجارية الحالية.
جائزة “أفضل عالم شاب في أمريكا”
وقد حاز كيفن بفضل هذا الابتكار المذهل على جائزة “أفضل عالم شاب في أمريكا” من معرض العلوم الوطني، إضافة إلى جائزة مالية قدرها 25 ألف دولار أمريكي.
لكن ما يثير الإعجاب أكثر هو أن كيفن لا يسعى وراء الربح، بل يقول إنه يريد إبقاء الجهاز مجانيا أو منخفض التكلفة لمساعدة كل من يحتاج إليه.
قال والده، يانغ تانغ، في حديث لصحيفة USA Today: “كيفن دائمًا يصنع أشياء غريبة في المنزل. لم أكن أعلم أنه يعمل على مشروع كهذا، لكن عندما رأيته، علمت أنه اختراع سيحدث فرقًا حقيقيًا.”
حاليًا، تم تركيب FallGuard في منزل عائلة تانغ، وتستخدمه عائلة أخرى بالفعل، بينما تنتظر أكثر من عشر عائلات دورها للحصول على الجهاز. كما أبدت شركات مختصة في كاميرات المراقبة اهتمامًا بالتعاون مع كيفن لتوسيع نطاق المشروع وإيصاله إلى السوق.
يقول كيفن بابتسامة الطموح: “أريد أن أساعد الناس حتى لا يمر أحد بما مرت به جدتي.”