تكنولوجيا

بعد تعافي طبقة الأوزون.. خطر جديد داهم يحدق بالأرض

كريترنيوز/ متابعات /السيد محمود المتولي

لم يندمل بعد جرح طبقة الأوزون في طبقات الجو العليا، والذي له تداعيات بيئية كارثية، حتى حذر العلماء من خطر جديد داهم يحدق بالأرض، مع تزايد رحلات الفضاء التجارية والذي يهدد ذلك تعافي طبقة الأوزون.

تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة NPJ: علوم المناخ والغلاف الجوي إلى أن الانبعاثات الناتجة عن محركات الصواريخ تحتوي على الكربون الأسود والجسيمات المعدنية وغاز الكلور، الذي يتفاعل مع جزيئات الأوزون في طبقة الستراتوسفير، مهدداً قدرة الأرض على حماية الحياة من الأشعة فوق البنفسجية الضارة مما يمهد إلى ثقب جديد يهدد الأرض وفق ديلي جالاكسي.

وبحسب ساندرو فاتيوني من المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، فإن الارتفاع السريع في عمليات الإطلاق عالمياً قد يُبطئ تعافي طبقة الأوزون، فحتى مع التأثيرات الحالية المعتدلة، فإن التأثير التراكمي لعشرات آلاف الإطلاقات المستقبلية قد يكون كبيراً، خصوصاً مع استمرار استخدام الوقود الصلب الغني بالكلور، مقارنة بالوقود المبرد مثل الهيدروجين السائل والأكسجين الذي يُحدث أضراراً أقل لكنه نادر الاستخدام بسبب التكلفة والتعقيد.

منذ 2019، يشهد قطاع الفضاء نمواً هائلاً مدفوعاً بأقمار صناعية متعددة، والسياحة الفضائية، ومشاريع خاصة، مما يزيد من المخاطر البيئية المحتملة.

تشير نماذج الباحثين إلى أنه إذا استمر معدل الإطلاق المتوقع حتى عام 2040 بنحو 2040 عملية سنوياً، فقد تنخفض مستويات الأوزون العالمية بنسبة 0.29%، مع خسائر محلية تصل إلى 4% فوق القارة القطبية الجنوبية.

ورغم أن هذه النسب تبدو صغيرة، إلا أن الكيمياء المعقدة للأوزون تعني أن أي تغير طفيف يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات بيئية غير متناسبة.

ومرحلة الإطلاق ليست وحدها مصدر القلق؛ فعودة الأقمار الصناعية والحطام الفضائي إلى الغلاف الجوي تُولّد حرارة واحتراقاً يطلق أكاسيد النيتروجين والمعادن مثل الألومنيوم والمغنيسيوم، والتي تُسرع تدمير الأوزون.

هذه التأثيرات، على الرغم من محدودية فهمها، قد تساوي أو تتجاوز تأثير الانبعاثات الأولية، خصوصاً مع إطلاق آلاف الأقمار الصناعية الصغيرة في المستقبل.

يُشير العلماء إلى أن الوضع يشبه بدايات أزمة مركبات الكلوروفلوروكربون في الثمانينيات، والتي تسببت في ثقب الأوزون، إلا أن النشاط الفضائي الحالي أكثر تعقيداً، ويشمل جهات متعددة بإشراف محدود.

ولتجنب أزمة جديدة، يجب اعتماد تدابير عاجلة مثل حظر الوقود الغني بالكلور، تطوير تقنيات دفع أنظف، ودمج التقييمات البيئية في جميع مراحل الإطلاق.

بدون تدخل سريع، قد يترك عصر الفضاء الجديد أثراً دائماً على طبقة الأوزون، مؤكداً أن الرحلات الفضائية ليست مجرد مغامرة علمية، بل تحمل تبعات بيئية عالمية خطيرة تتطلب تحركاً عاجلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى