اختراق علمي يكشف.. كيف تتحدى خلايا سرطان الدم العلاجات الحديثة؟

كريترنيوز /متابعات /السيد محمود المتولي
اكتشف باحثون كيف تُعيد خلايا سرطان الدم برمجة أنظمتها الداخلية للطاقة للتهرب من أحد أكثر أدوية السرطان فعاليةً واستخداماً على نطاق واسع في العصر الحديث.
وجد فريق البحث من جامعة روتجرز الصحية والمؤسسات المتعاونة معها أن بروتيناً محدداً يُمكّن الخلايا السرطانية من تعديل الميتوكوندريا، وهي البُنى التي تُولّد الطاقة الخلوية، بطريقة تحميها من دواء فينيتوكلاتس.
يُعدّ هذا الدواء علاجاً شائعاً لسرطان الدم النخاعي الحاد، ولكنه غالباً ما يُصبح أقل فعالية بعد العلاج المُطوّل.
وعندما نجح العلماء في حجب هذا البروتين باستخدام مركبات تجريبية في الفئران الحاملة لسرطان الدم النخاعي الحاد لدى البشر، استعاد العلاج قوته وزاد بشكل كبير من معدلات البقاء على قيد الحياة.
ونشرت الدراسة في مجلة “ساينس أدفانس”، التي كشفت عن سبب غير معروف سابقاً لمقاومة الأدوية، وتشير إلى استراتيجية جديدة واعدة لمكافحة أحد أكثر أنواع سرطان الدم فتكاً لدى البالغين.
قالت كريستينا جليتسو، المؤلفة الرئيسية للدراسة: “لقد وجدنا أن الميتوكوندريا تغير شكلها لمنع موت الخلايا المبرمج، وهو نوع من انتحار الخلايا الناجم عن هذه الأدوية”.
على الرغم من أن دواء فينيتوكلاتكس يُحدث هدأة لدى العديد من مرضى سرطان الدم النخاعي الحاد عن طريق تحفيز موت الخلايا السرطانية، إلا أن المقاومة تتطور في جميع الحالات تقريباً، ويظل معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات عند 30%، ويقتل هذا المرض حوالي 11 ألف أمريكي سنوياً.
دور OPA1 في بقاء الخلايا السرطانية
باستخدام المجهر الإلكتروني والفحوصات الجينية، اكتشف أعضاء فريق غليتسو أن خلايا سرطان الدم المقاومة للعلاج تُنتج مستويات عالية من بروتين يُسمى OPA1، وهو المسؤول عن التحكم في البنية الداخلية للميتوكوندريا.
يساعد OPA1 خلايا سرطان الدم على البقاء رغم العلاج، هذا البروتين يتحكم في شكل الميتوكوندريا (مصانع الطاقة داخل الخلية)، ويجعلها أكثر إحكاماً، مما يمنع خروج مادة تُسمى السيتوكروم سي التي تُسبب موت الخلايا عادةً.
عند استخدام أدوية تمنع عمل OPA1 مع العلاج المعتاد، زادت مدة بقاء الفئران المصابة بالسرطان على قيد الحياة، حتى في الحالات المقاومة للعلاج.
كما تبين أن تعطيل OPA1 يجعل الخلايا السرطانية أكثر اعتمادًا على الغذاء وأضعف أمام أنواع أخرى من الموت الخلوي، دون أن يؤثر سلباً على الخلايا السليمة.
تقدم مبكر .. لكنه واعد
لا يزال البحث في مراحله الأولى، فمثبطات OPA1، التي طورها باحثون في جامعة بادوا بإيطاليا، هي مركبات رائدة تتطلب مزيداً من التطوير قبل بدء التجارب على البشر