11 مليار دولار مقابل حجر… سر مهمة ناسا المعلقة

كريترنيوز /متابعات /رضا أبوالعينين
قد يحمل حجر على سطح المريخ دليلا على وجود حياة قديمة، لكن خطط إعادة هذه العينات إلى الأرض تواجه توقفا غير مسبوق، وسط ضغوط مالية وسياسية في الولايات المتحدة.
خلال إيجاز صحفي حديث، وصف شون دافي، المدير المؤقت لوكالة ناسا، الاكتشاف الأخير للمسبار Perseverance بأنه “تطور مثير”، مشيرا إلى أن الحجر الذي يشبه رأس السهم يحمل تراكيب كيميائية قد تكون ذات أصل بيولوجي.
وأوضح دافي أن العلماء يعتقدون أن تحليل هذه العينات في مختبرات أرضية هو الطريقة الوحيدة لتحديد ما إذا كانت تمثل حياة قديمة على الكوكب الأحمر، إلا أن الاستمرار في بقاء العينات على المريخ يؤخر الإجابة بشكل كبير.
تعود جذور هذا التعثر إلى مهمة Mars Sample Return، التي صُممت في البداية لإعادة عينات الصخور المريخية المغلقة إلى الأرض. وأوقف المشروع منذ عام 2023 بعد تحليل مستقل كشف أن تكلفة استرجاع العينات قد تصل إلى 11 مليار دولار، ما أثار انتقادات شديدة في واشنطن.
وأوضحت إدارة الرئيس ترامب أن التكاليف المرتفعة دفعتها لإعادة النظر في دعم المهمة، بل وإمكانية إلغائها تماما.
رغم ذلك، حرص دافي على التأكيد أن توقف المهمة لا يعني التخلي عن استكشاف المريخ. وقال: “الرئيس ترامب لم يقل لننسى المريخ. نحن نواصل استكشاف الكواكب، وقد كنا واضحين أننا لا نريد فقط إعادة عينات إلى الأرض، بل نسعى لتحقيق فهم أوسع للمريخ والقمر”.
وأشار دافي إلى أن رؤية ناسا المستقبلية تشمل إرسال البشر إلى القمر والمريخ، وهو ما قد يغير الجدول الزمني وصيغة المهام المستقبلية.
وأضاف أن أحد البدائل المطروحة هو إرسال معدات لتحليل الصخور المريخية على سطح الكوكب نفسه، وهو خيار يقلل من التكلفة والتعقيد لكنه يحد من عمق التحليل العلمي مقارنة بما يمكن تحقيقه على الأرض.
العلماء يشددون على أهمية العينات، إذ قد تحمل معلومات لا تقدر بثمن حول البيئة المريخية القديمة وإمكانية وجود ميكروبات سابقة.
وتستمر المناقشات في ناسا حول كيفية إعادة تصميم المهمة لتكون أكثر فعالية من حيث التكلفة، في حين تبقى العينة الصخرية رمزا للتحديات الكبيرة التي تواجه استكشاف الفضاء البعيد، بين الطموح العلمي والقيود المالية والسياسية.
وتوضح هذه التطورات أن استكشاف المريخ ليس مجرد رحلة علمية، بل اختبار لقدرة وكالة الفضاء على الموازنة بين الابتكار والتكلفة، بين الاستكشاف الطموح والواقع المالي والسياسي، مما يجعل كل خطوة نحو الكوكب الأحمر مليئة بالتحديات والمخاطر.
 
				