لبنان تحت الضغوط حتى إشعار آخر

كريترنيوز /متابعات /وفاء عواد/بيروت
لليوم الثالث على التوالي، انشغل لبنان بجولة الوفد الأمريكي المختص بمكافحة الإرهاب والعقوبات على المسؤولين، وما صدر عن لقاءاته من نتائج.
حيث ذكرت مصادر أن الوفد حدد مهلة شهرين أمام لبنان لإنجاز الإصلاحات المالية، لجهة ضبط التحويلات ومراقبة حركة الأموال وشركات الصرافة والتحويل إلى لبنان، ومعالجة وضع المصارف واقتصاد «الكاش» وشفافية الاقتصاد، وإنجاز الإصلاحات السياسية، لجهة حصر السلاح بيد الدولة. وبعد سلسلة لقاءاته، اختصر الوفد «الفرصة السانحة» بعنوانين: الإصلاح والسلاح، وإلا العزلة.
وتجدر الإشارة إلى ضغطيْن متوازييْن يتعرض لهما لبنان. الأول عسكري، عبر حرب استنزاف يومية تخوضها إسرائيل ضد أهداف لـ«حزب الله». والثاني سياسي- اقتصادي، تجلى في اللقاءات التي عقدها الوفد الأمريكي في لبنان.
ذلك أن الولايات المتحدة وإسرائيل التقتا علانية، وللمرة الأولى، في الضغط على لبنان لتجفيف منابع «حزب الله» مالياً وعسكرياً خلال شهرين.
أما الكلام الذي قاله الوفد أمام المسؤولين اللبنانيين، وفق المصادر، فكان قاسياً وخطراً، إذ اعتبر أن السلطات المعنية لا تقوم بما عليها أحياناً كثيرة، وأنها تتهاون في بعض الملفات الحساسة، كمراقبة المطار أو المرافئ، كما تتأخر في إيجاد حلول لمؤسسات غير قانونية، كـ«القرض الحسن».
والأهم أن الوفد الأمريكي شدد على أن الأقوال لا تغني عن الأفعال، وأن واشنطن باتت تضع لبنان تحت وطأة معادلة، تتساوى معها مسؤولية لبنان في تجفيف التمويل الإيراني وغير الإيراني لـ«حزب الله» مع مسؤوليته في نزع سلاح الحزب.
وإلى جانب الضغوط الأمريكية، لا تزال إسرائيل تصعد، وأمس تسللت قوة من الجيش الإسرائيلي إلى بلدة عيترون، وعمدت إلى تفجير 4 منازل. وذلك، عدا عن الغارات الجوية التي تستهدف الجنوب والبقاع بشكل يومي.
وفيما الخطوات اللبنانية تبدو متعثرة، تشير المصادر إلى أن لبنان أمام مهلة زمنية محددة حتى نهاية العام الجاري، فإما أن يفعل شيئاً في ملف «حزب الله»، أو ستترك لإسرائيل حرية التصرف من دون ضوابط، في حين يتصاعد الضغط الأمريكي على الحكومة.