السرطان«الروبوت النانوي» يكتب فصلاً حاسماً في علاج السرطان

كريترنيوز /متابعات /البيان /عماد الدين إبراهيم
تشهد استراتيجيات علاج السرطان نقلة نوعية، حيث أصبح الهدف هو الدقة المتناهية بدلاً من الهجوم العشوائي. يتصدر المشهد الآن تياران ثوريان الأول يعتمد على دمج النانوتكنولوجي والذكاء الاصطناعي، والآخر يعتمد على إعادة تسليح جهاز المناعة البشري. هذا المزيج من التكنولوجيا الفائقة والبيولوجيا المتقدمة يَعِد بتحويل الأمراض المستعصية إلى حالات قابلة للعلاج بآثار جانبية أقل بكثير.
يتم برمجة هذه الروبوتات القابلة للحقن لتحديد الخلايا السرطانية، بفضل التعرف على البروتينات أو البيئة الكيميائية المميزة للورم الصلب. باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي تستطيع النانوبوتس التنقل في مجرى الدم، وتجنب الأنسجة السليمة.
بمجرد وصولها إلى موقع الورم تقوم الروبوتات بتحرير جرعات عالية ومركزة من الأدوية الكيميائية أو الجزيئات الجينية العلاجية مباشرة داخل الخلايا السرطانية.ه ذه «الجراحة الكيميائية الموجهة» تعني أن الخلايا السليمة (مثل بصيلات الشعر أو خلايا الجهاز الهضمي) لا تتعرض للسموم، ما يقلل بشكل جذري من الغثيان، وفقدان الشعر، والتعب الشديد المرتبط بالعلاج التقليدي، ويحسن جودة حياة المريض بشكل كبير.
يعرف العلاج الخلوي التكيفي كونه أحد أركان العلاج المناعي، حيث يتم تحويل الجهاز المناعي للمريض نفسه إلى جيش مدرب خصيصاً لمكافحة المرض، ويتم سحب عينة من دم المريض، وتستخلص منها الخلايا التائية، ويتم بعد ذلك تعديلها جينياً في المختبر لتزويدها بمستقبلات جديدة تعرف باسم مستقبلات المستضد الخيمرية. تمكن هذه المستقبلات الخلايا التائية من التعرف بشكل دقيق على بروتينات محددة، تبرز على سطح الخلايا السرطانية (مثل CD19 في بعض سرطانات الدم، وتزرع هذه الخلايا المعدلة والمنشطة بأعداد هائلة، ثم يعاد حقنها في جسم المريض، حيث تبدأ بمطاردة الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل منهجي.
توسع الأبحاث
أثبتت تقنية CAR-T فعاليتها الكبيرة في علاج أنواع معينة من سرطانات الدم (مثل سرطان الغدد الليمفاوية واللوكيميا)، وتتجه الأبحاث الآن نحو تطبيق هذه التقنية على الأورام الصلبة، وتوسيع استخداماتها، لتشمل تعزيز مناعة مرضى آخرين يعانون من ضعف مناعي، مثل مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، لتمكين أجسامهم من السيطرة على الفيروس بشكل أفضل.
يشير الخبراء إلى أن الموجة القادمة من علاج السرطان ستشهد دمجاً بين التقنيتين استخدام الذكاء الاصطناعي لـتحليل الحمض النووي للورم لتحديد البروتينات، التي يجب استهدافها، ثم تصميم خلايا تائية معدلة أو روبوتات نانوية، لتوصيل العلاج المثالي بدقة إلى الهدف. هذا هو عصر «الطب الشخصي» في أبهى صوره