تكنولوجيا

بعد 400 ألف عام.. كشف سر الخاتم الماسي في الفضاء

كريترنيوز /متابعات /وائل زكير

 

كشف علماء الفلك عن أسرار حلقة متوهجة وغامضة من الغاز والغبار في كوكبة الدجاجة، أُطلق عليها اسم “الخاتم الماسي” نظرا لبريقها الذي يشبه جوهرة كونية متألقة. يبلغ قطر الحلقة حوالي 20 سنة ضوئية، وتقع في منطقة تكوين النجوم سيغنوس إكس على بعد نحو 4500 سنة ضوئية عن الأرض. ويُقدّر عمر الحلقة بحوالي 400 ألف عام، ما يجعلها حديثة نسبيا من الناحية الكونية، ويكشف عن مرحلة نادرة في حياة فقاعات الغاز النجمية وتطور السحب التي تشكل النجوم.

في البداية، بدا أن الكتلة المتوهجة من النجوم الساطعة على أحد أطراف الحلقة تشكل “الماسة” التي أضفت عليها اسمها، لكن التحليل أظهر أن هذه النجوم ليست جزءا من الحلقة نفسها، بل مجموعة من النجوم الفتية تقع على بُعد بضع مئات من السنين الضوئية أقرب إلى الأرض، وظهرت بالصدفة على نفس خط الرؤية من الأرض.

وباستخدام ملاحظات دقيقة من مرصد SOFIA الجوي، بالإضافة إلى محاكاة ثلاثية الأبعاد، اكتشف فريق بقيادة سيمون دانهاور من جامعة كولونيا بألمانيا أن الحلقة هي بقايا فقاعة نجمية مسطحة تشكلت بفعل الإشعاعات القوية والرياح النجمية لنجم ضخم فتيّ. وعلى عكس الفقاعات النجمية الكروية المعتادة، انفجرت قمة الفقاعة وقاعها، تاركة وراءها حلقة رقيقة ومسطحة بطيئة الحركة، محصورة بالغاز داخل مستوى اللوح، وفقا لموقع ” space”.

وأشار الباحثون إلى أن البيئة المسطحة التي تشكل النجوم قد تكون أكثر شيوعا بكثير من السحب الغازية الكروية المثالية التي تستخدم عادة في النماذج الفلكية.

وأوضحت الدراسة أن عمر الخاتم يبلغ بين 400 ألف و500 ألف سنة، ما يجعلها حديثة نسبيا من الناحية الكونية مقارنة بالنجوم الضخمة المحيطة بها.

وقالت نيكولا شنايدر، المؤلفة المشاركة في الدراسة المنشورة في مجلة Astronomy & Astrophysics:”حلقة الماس مثال بارز على التأثير الهائل للنجوم الفردية على مجمعات السحب بأكملها، وهي عملية بالغة الأهمية لفهم تكوّن النجوم في مجرتنا درب التبانة”.

وقال روبرت سيمون، أحد المشاركين في الدراسة من جامعة كولونيا: “رصدنا للمرحلة النهائية لفقاعة غازية كهذه داخل طبقة سحابية مسطحة يكشف عن ديناميكيات لم تكن مفهومة سابقا”.

وأضاف سيمون: “إن مثل هذه العمليات ضرورية لفهم تشكل النجوم في مجرتنا درب التبانة”.

وتشير الدراسة إلى أن الفقاعة ربما توسعت في ثلاثة أبعاد فقط خلال أول 100 ألف سنة أو نحو ذلك قبل أن ينفجر قمتها وقاعها ويتبددان، “انفجرت” فعليا تاركة وراءها حافة رقيقة تشبه الفطيرة.

وتشير النتائج إلى أن البيئات المسطحة التي تتشكل فيها النجوم قد تكون أكثر شيوعا بكثير من السحب الغازية الكروية المثالية المستخدمة عادة في النماذج الفلكية، وفقا للباحثين”.

زر الذهاب إلى الأعلى