الأطفال وتعاطي القات .. آفة مميتة تدمّر مستقبل الأجيال والأوطان

كريتر نيوز / تقرير
يُقال إذا أردت أن تعرف نهضة دولةٍ ما وتقدّم شعبها في مجال التعليم والثقافة والبناء والتعمير، فانظر لمعيشة أطفالها كيف يولدون بهذه الأرض، وكيف يكبرون ويعيشون طفولتهم بها
ما مدى المجالات التي يبدعون بها، ما الرياضات التي يمارسونها بما تجول مخيلاتهم وما الأفكار التي يطرحونها بشكلٍ عام، كيف يترعرعون ليصبحوا رجالٍ مساهمين في بناء الدولة ذاتها كُل هذه التساؤلات تجعل المرء يصل إلى عتبة الإدراك بإن هذه الدولة متقدمة أما ما زالت تقبع في فرط الجهل والتخلف .
ومن هُنا نطرح اليوم ملف دولة توضع بلادنا الجنوب في موقف مؤلم حيث أن قضاياها لايختلف بها أثنين تحديداً قضية أدمان الطفل الجنوبي لنبتة القات، لكون الأطفال والشباب هم الركيزة الأولى في نهوض الدول ولكون يعتبر أن القات مخدر يأتي من نبتة خضراء تسمى ” كاثا ادوليس ” تحتوي على مواد قلوية وهي التي تعمل كمنشط للمتعاطي، عندما يكون القات طازجاً يكون لونه أخضر أو بني مخضّر أما عندما يكون جاف يصبح لونه بني مصفر لذلك قد يُخطئ البعض بينه وبين مخدر ” الماريجوانا ” يمكن تناول القات بعدة طرق مختلفة مثل مضغه مثل التبغ أو تدخينه أو تناوله مثل الطعام وقد يؤدي تعاطي القات في اوساط الأطفال إلى التسبب في الأدمان والحاجة إلى علاج لهذه الظاهرة السيئة.
القات نبتة إدمان دمرت الطفولة:
نعم إنها نبتة إدمان مخدّر.. حيث تجد الطفولة في بلادنا دون سن العاشرة وقد يصل الأمر إلى سن ما قبل العاشرة يتناولون القات ويمضغونه بشكلٍ غريب، بالإضافة إلى تعاطيهم ” التبغ ” أو مايسمى بالسجائر لتروق لهم المقايل والسهرات كما يصرحون،
حيث أنه من الطبيعي أن تقابل طفلاً بالعاشرة من العمر مُنتفخ الأوداج بيده قارورة ماء وقارورة مشروب غازي وعلاقية قات ونوع من أنواع السجائر حسب ذوقه، تشعر حينها وأنك في حضرة شخصٍ ثلاثيني أو يتعداها ..
جوانب سيئة وسلبيات خطيرة صحية واخلاقية يحصدها الطفل في تناول القات:
حيث كشفت دراسات صحية ونفسية أن كُل هذا يعود بالكم الفائض من المخاطر للطفل نفسه ولأهله ولوطنه ومن سلبيات تناول هذا القات من قبل الأطفال منها :
– ضياع الوقت دون فائدة أو حتى إدراك
– بحث الطفل عن طريقة للهروب من مستويات التعليم
– قد يصل هروب الطفل من المدرسة.
– عدم التركيز للفهم والأستيعاب
ومن السلبيات الصحية التي يتعرض لها ذات الطفل :
– ضعف مناعة الطفل
– الجسد النحيل والأمراض المتتالية.
– عدم مقاومة الطفل لأي مرض .
– عدم الطاقة الكافية المتواجدة في جسد الطفل للقيام بالأعمال البسيطة.
– زيادة خفقات دقات القلب بعد تناول القات.
– الخمول والكسل ونوم المتواصل.
حيث أن المجتمع والأسرة يتعرض نتائج هذه السلبيات عندما لا يمنع الطفل من تناول هذه النبتة حيث يكون الطفل في أسرته وفي اوساط مجتمعه ذو بوادر سيئة منها :
– أكثر إنفعال وعصيبة
– عدم تقبل الأحاديث والأصغاء لها.
– يصبح أكثر ميولة للانحراف الغير أخلاقي.
– يصبح الطفل أكثر شراسة وعدوانية.
– يصبح الطفل يبحث عن مبلغ لشراء القات ليصل به الحال لسرقة أسرته وأياً كان، وغيرها من الجوانب السيئة التي تُخلق من تناول الطفل لنبتة القات وإدمانه على ذلك، ليكبر بنفس المنهج ونفس الطريقة والمعيشة ذاتها، لذا يجب التخلص من هذه العادة والقضاء عليها وبالأمر المستعجل،
حيث أنه ومن واجب المجتمع الحريص على الأطفال نشر الثقافة وأن يوجه الأطفال الاتجاه الصحيح لما يصلح حالهم وذلك تبين لهم مدى مخاطر الأمر بأسلوب يرضخ له الطفل كون هذا الطفل أبننـا جميعاً وتقع مسؤوليته على عاتقنا لذا يجب بذل النصح له ولولي أمره.
للدولة دور أساسي لأقلاع الطفل من تناول نبتة القات:
وحيث أن بالوقت ذاته يجب على الدولة القيام بالزواجر الواضحة لأبتعاد الطفل ومن يسانده عن مضع القات
حيث أنه ومن الممكن أن تقوم الدولة بالدور المتكامل لأقلاع الطفل عن إدمان تعاطي القات (التخزين)
ومن الواجبات التي من المفترض على الدولة القيام بها تجاه الأطفال لأجل خلق جيل واعي ومدرك وبعيداً عن تعاطيه المحظورات ومنها نبتة القات وذلك لتوفير له الآتي :
– بناء أندية رياضية يتعدى العدد الحالي المدينة الواحدة بحيث باستطاعة الجميع الوصول لأقرب نادي .
– افتتاح ملاعب رياضية بين أوساط الحارات والشوارع بشكل المغلق والمنظم.
– بناء أماكن ترفيهية وعلمية في الوقت ذاته تمنع تناول القات في أوساطها.
– قيام دورات تدريبية مكثفة بين فترات متواصلة من دورات حاسوب، برمجة، فنون بشكل عام،
– تنظيم جهة مختصة في الأماكن العامة كالمنتزهات والمولات لتحذير الأطفال من عملية مضغ القات مع تعرضهم لغرامات أو عقوبات أخرى.
– قيام أمسيات وتوعيات تدعو إلى وقف تناول القات من قبل الأطفال وتوعية الأهالي بذلك ضمن فريق إقناع مبتكر .
للمجتمع والأسرة والمساجد دور أساسي لأقلاع الطفل عن القات:
أن للمجتمع والأسرة والمساجد دور أساسي أمام الأطفال في أرشادهم وتوجيهم الاتجاه السليم ليكونوا أطفال واعين وصالحين لمجتمعهم ومدركين في الأمور الدينية والاخلاقية الأصيلة المتعارف عليها في الاوساط القبائل الجنوبية وذلك لتكوين عندهم الإدراك الحسي والعلمي الذي يؤلهم ليكونوا من الشباب الناضج الذي يخدم وطنه وأهله ومجتمعه عبر العلوم الحديثة الذي توصل إليها العالم في وقتنا الحاضر.. ويجب على المجتمع ككل في النظر إلى هذه القضية بإنها ليست قضية طفلاً أو فرد هي قضية مجتمع أصيل عريق قضية شعب مدرك واعي قضية أهل بإستطاعتهم تجنب أطفالهم كل هذا باختصار هي قضية وطن يجب علينا جميعاً التكاتف للتخلص منها.