مقالات وآراء

ما وراء الحقيقة!

كتب/علاء عادل حنش

بادئ ذي بدء، لنتحدث، ولو لمرة واحدة، بمنطق العقل، وبشفافية، بعيدًا عن العاطفة، ونظريتيّ المناطقية، والمؤامرة؟!
لماذا دعا الرئيس عيدروس الزُبيدي لحوار جنوبي وطني خارجي؟
لماذا بالتحديد الجنوبيين الذين في الخارج؟ مع العلم أن أغلب الجنوبيين الذين في الخارج كانوا رؤساء، وقيادات، وتبوأوا مناصب رفيعة خلال فترات سابقة.
ألم يكنْ بمقدور الزُبيدي القول انهُ من أراد استعادة دولة الجنوب المجيء إلى أرض الجنوب، والمُشاركة معنا بخندق واحد، في كل شيء بما فيها الحرب التي يخوضها الجنوب، والتي خاضها منذُ 1994م، مرورًا بحرب 2015م، وحرب 2019م، وحرب 2020م، وأن يذوقوا معنا، ومع شعب الجنوب الصامد، المعاناة المريرة التي يتجرعها أبناء الجنوب؟
لماذا لم يقل لهم تعالوا وتحملوا معنا المسؤولية أمام شعب الجنوب في مواجهة الحرب الخدماتية، والاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، والثقافية، والعلمية، والأكاديمية؟
لماذا لم يقل الرئيس الزُبيدي نحنُ بنينا جيش، وتحملنا الكثير مع مناضلين كانوا بجانبي خطوة بخطوة، وأنتم في الخارج تعيشون برفاهية؟
لماذا لم يقل الرئيس نحن أسسنا مجلس انتقالي جنوبي نال شرعية دولية، وأصبح مُعترفًا به عربيًا ودوليًا؟
لماذا لم يقل الرئيس كل هذا؟
ألم يخشى الرئيس الزُبيدي على منصبه عندما دعا قيادات بارزة، ورؤساء سابقين لحوار جنوبي جامع؟
ألا يُبرهن ذلك على ثقة الرئيس بنفسه؟ وعلى أن همه الوحيد أكبر من ذلك بكثير؟!
بالله عليكم، لو كان الرئيس الزُبيدي قال كل ما ذكرته أعلاه بصراحة، وأمام الجميع.. هل سيعاتبه أحد؟ هل سيلومه أحد؟ هل سيقول أحد أن الرئيس الزُبيدي مُتسلط؟ أو مُحب للمناصب أو أو أو؟ لا اعتقد ذلك بالمُطلق.
العجيب، إن الرئيس الزُبيدي لم يقل ما ذكرته أعلاه، بل قال: “من لم يستطع المجيء إلينا، سنذهب إليه”.. على ماذا تدل هذه الكلمات؟
لن أُجيب.. وسأترك الإجابة لكم اعزائي.
ليس هكذا فحسب، بل قال الرئيس أيضًا: “انتهاجنا للحوار من أجل السلام إيمانًا منا بأن وحدة الصف الجنوبي هي خير ضامن لمستقبلنا السياسي”، وأكد في أكثر من مناسبة بأن الجنوب بكل ابنائه، ولكل أبنائه.. وهي كلمات واضحة، ومعبرة، ولا تحتاج لأي تفسير، أو تأويل.
لكن، إلا يتضح لنا مما سبق أن هدف الرئيس الزُبيدي أن يلتم كل الجنوبيين في صف واحد، وفي خندق واحد، وتحت راية، وهدف واحد، ليكون الجنوب اقوى؟
ألم يكنْ الرئيس يهدف من إطلاقه الحوار الجنوبي، إلى أن يُشارك كل الجنوبيين في الاستحقاقات القادمة ؟
ختامًا، أؤكد لكم أن هذه الحقيقة قاسية على البعض فقط، ولكنها حقيقة ثابتة، وراسخة، وواضحة عند غالبية أبناء الجنوب.


#علاء_عادل_حنش
16 أغسطس / آب 2021م.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى