مقالات وآراء

أكاذيب

كتب/ بلقيس الكمبودي

إن المستقبل المجيد الذي تحدث عنه الأباء ومن قبلهم المعلمين وهم يوجهون لنا مئات الجمل لمدحه ونحنُ ملتصقين على مقاعد الدراسة وعقولنا قد اشتاقت لذلك المستقبل الذي لم يولد سوى في أحاديثهم ونبرات أصواتهم .

اليوم أنا على يقين أن سبب غسيل المُدرسين الأياديهم ووجوههم بعد كل حصه أتبعوها بتراهات المستقبل الواعد لم يكونوا خوفاً من حساسيه وتلوث الطباشير كانوا يغسلونها خوفاً ع ضمائرهم من أن تصدق ماقالوا لأنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن مايقولون قد اخذ ع سبيل التحفيز والترهات لم يكونوا يوماً بتلك الجراءه التي تكلموا بها عنه معنا ليخبرونا أنَّ في أوطاننا لا يحق للمراء أن يحلم حتى بملامح مستقبله الزائف.

حتى قناة سبستون كانت تحاول إخبارنا أنَّ بلا مستقبل مع كل فاصل إعلاني كانت تحاول إقناعنا أنَّ شباب المستقبل الواعد ولكن لم تستطع أن تصرح بضمون الجملة ولكن لنعتبر أنها قالتها ولو بشكلٍ ضمني .

أريد أن التقي بـ مدير قناة سبستون لأخبرة أن يغير تلك العبارة حتى لايتوهم الجيل القادم بأن لهم مستقبل وهم بلا مستقبلاً أساساً حتى يتربوا ع الكفاح بلا أمال كاذبه وأماني أتركوهم بلا تحفيز خادع أجعلوا الدنيا تذيقهم مُر الأيام حتى إذا أفاقوا ع مستقبل واعد يليق بأحلامهم ظنوا ان ذلك يعود إلى حظوظهم ودعواتهم ذات لليله في ركن مسجد وبين طيات دموع كثيفه .

أريد أن أرفع قضية خديعة وتشكيك وتوهم على كل من أخبرني أن مستقبلي مضمون وليس في الأمر شك وأن المستقبل ينفتح لمن أتاه باحثاً.

وكل معلم كتب لي على وريقات الذكريات أني ذات مستقبل مشرق وأني أمل الأمه الواعده .
لكل من وقع بخط يده على شهائدي وكتب أن العالم بنتظار مستقبلي .
لما لم تقولوا لي أن المستقبل ينفتح لأولئك فقط الذين بيدهم مقاليد الدوله والمناصب أما نحن فليس لنا مستقبلاً ولو جاءناه نطرق بكل قوانا حتى ولو بحثنا بكل طاقتنا عنه .

لذلك لا تخبروا أجيال الغد أنهم الأجيال الواعده بمستقبل مزهر.
ولا تكتبوا على شهائد أحد أو على كراساته أنه ذا مستقبل أو الدنيا تعتمد عليها .
إياكم والخدية فـ إنا والله سلميون ولسنا في أرض الحرب نحنُ في أرض العلم لاأكثر ولا أقل .

ولاأقول لكم عن المستقبل إلا كما قالﺟﻤَّﺎﻉ عن حظه .

إﻥّ ﺣﻈّﻲ كدﻗﻴﻖٍ ﻓﻮﻕٓ ﺷﻮﻙٍ ﻧﺜﺮﻭﻩ
ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻟِﺤُﻔﺎﺓٍ ﻳﻮﻡَ ﺭيحٍ ﺍﺟﻤﻌﻮﻩ
ﻋَﻈِﻢ ﺍﻷﻣﺮُ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺍﺗﺮﻛﻮﻩ
ﺇﻥّ ﻣﻦ ﺃﺷﻘﺎﻩُ ﺭﺑﻲ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺘﻢ ﺗُﺴﻌﺪﻭﻩ….

زر الذهاب إلى الأعلى