مقالات وآراء

العلاقات الجنوبية الإماراتية التاريخية، والحرب الإعلامية اليمنية المسعورة

كتب أ.د/ ميثاق باعباد الشعيبي

الحرب الاعلامية المسعورة التي تشنها مطابخ مليشيا إخوان الشيطان وإنصارهم والتي تتجلى أساليب لتحظى بنصيب كبير في إدارة حرب شعواء وبصولاً واحد لتحقيق سياساتها وأهدافها ومصالحها بالأخبار الكاذبة والإتهامات الباطلة ضد الإمارات الشقيقة، لن تغير مسار الاخوه والعلاقات الوطيدة بيننا وبين إمارات الخير، وهناك فرق بين شراكة البقاء ووحدة الفناء، وستظل الامارات الام الحانية والحنونة لشعب الجنوب، وسيظل ابناء الجنوب اوفياء لمن نصرهم وكان معهم، فمهما تعالت اصوات نهيقهم ونباحهم عليها ستبقى علاقات الحب بيننا ابديه وازليه، وستمشي امارات الخير في دربنا وفي طريقنا حتى ننال استقلالنا ومابعد استقلالنا، وستمشي سفينة الإخاء والمودة في طريقها حتى نهاية المسير ..

تجمع الإمارات والجنوب العربي علاقات تاريخية منذ تأسيسها عام 71، وازدادت قوة ومتانة مع مرور الوقت، وارتبطتا بعلاقات أخوية وتاريخية وطيدة ارتكزت على دعائم راسخة وقوية بين شعبى البلدين الشقيقين، وقد شهدت العلاقات الثنائية محطات بارزة بالتميز أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذه العلاقات والمضي بها قدما على المستوى الثنائي وبخطى حثيثة نحو الارتقاء والتطور، وتعد العلاقات نموذجا للتعاون الفعال يحتذى به وفي شتى المجالات، في ظل تقارب الرؤى والمواقف تجاة قضايا المنطقة، والتي امتدت لتشمل الجوانب الأمنية والدفاعية، والاقتصادية، والاستراتيجية، والثقافية وغيرها ..

تمثل العلاقات بين الجنوب العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة نموذجاً متميِّزاً ومتنامياً وتزداد قوة لما يجب أن تكون عليه العلاقات الأخويَّة بين الأشقاء العرب، وباتت العلاقات أكثر قوة ومتانة مع تنامي خطوات الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين في مختلف المجالات، والعلاقة الأخوية الممثلة بالقيادة الرشيدة في المجلس الانتقالي الجنوبي والتي تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، وحرصهما على الوصول بها إلى مراحل متقدمة من العمل والتي تعزز من مجالات التعاون والشراكة الحقيقية، وانطلاقا من دوره المستمر فى تفعيل وتعزيز العمل العربى المشترك واعلاء مفاهيم التضامن العربى فى كافة المجالات والعمل على ابراز حرص دولة الامارات العربية المتحدة على علاقات متميزة وراقية بأشقائها العرب وسعيها الدائم لتنمية هذه العلاقات وتطويرها لما فيه مصلحة الامة العربية ..

بيننا علاقات شراكة وطيدة مع الاخوه الامراتتين وأجرينا خلال الفترة الماضية عدة لقاءات مع شخصيات سياسية ودبلوماسية مختلفة عربية وغير عربية، شرحنا لهم قضية شعب الجنوب المحتل ومعاناته منذ غزو الجنوب واحتلاله من قبل مليشيا العربية اليمنية الذين غدروا بالوحدة الطوعية وشنوا الحرب علينا في يوليو/تموز 1994 ..

والقضية الجنوببة عادلة وبعهد القانون الدولي الذي ينص إن من حق الشعوب إنهاء الاستعمار، وحق تقرير المصير، هو أحد المبادئ الاساسيه بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتكفل الاحترام العام والفعال لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، والجنوب العربي ليس مجهولا لدى الامم المتحدة، والعالم والدور الحضاري الكبير عبر مراحل التاريخ المختلفة، ومعروفا في الحضارات القديمة، واسهامه في تحقيق التوازن الدولي للمصالح العالمية ووسطية شعبه الثقافي الديني المتعايش مع الأخر، والتي تسنده بقوة هائلة ليبقى كعامل مهم لامن واستقرار المنطقة وتحقيق التوازن الجيو سياسي فيها، والحفاظ على الامن والسلم الدوليين وذلك واقع معاش وملموس لاينكره غير جاحد ..

فالاخبار الكاذبة التحريضية المفربكة السامة سلفاً وحصرياً التي يبثها ويروجها المستوطن اليمني المعادي ومليشيا اليمنية المناهضة للإمارات الشقيقة وناسها الطيبين، تجد بيئتها الخصبة فى مجتمعنا الجنوبي الذي ظل تحت نظام حكمها البغيص لعقود من الزمن والذي مازال يعاني من عربدة ووحشية المحتل الغادر في البر والبحر والذي يفتقد الوعي ويسوده الجهل وينتشر فيه البطالة، بغباء الاصغاء لمنصات حربهم الإعلامية والتي تتبنى نهج السوشيال ميديا، والرغبة الإنسانية فى متابعة كل ما هو جديد، وقد أصبحت القراءة لدى المواطن الجنوبي سريعة غير متأنية وغير فاحصة، فبعض الأخبار الزائفة يصعب تمييزها لأنها تمزج بين القصص الحقيقية والكاذبة لإرباك وتحريض المجتمع الجنوبي، ما يجعل فكرة الأخبار المزيفة أقرب إلى التصديق للوهلة الأولى وهي أشد خطرًا على المجتمع من حرب الإرهاب ومواجهة الأعداء، ..

ويرجع انتشار الأخبار اليمنية المزيفة إلى مجموعة من الأسباب المعادية فى مقدمتها فشلها واللعب على الجوانب العاطفية الجنوبية لدى الفئات التى تستهدفها، واستغلال حالات عدم الاستقرار والفوران والأحداث الآنية للترويج، والعزف على وتر الغضب، ونشرها بأشكال وأساليب مختلفة، على المنصات الإعلامية والتي تتبنى نهج السوشيال ميديا لفئات عمرية متنوعة، وأصبح لها اليد العليا فى استيلاد الأخبار الكاذبة المعادية للإمارات العربية الشقيقة، ونشرها بأشكال وأساليب مختلفة، لتناسب فئات عمرية متنوعة ..

ونجد تيارات سياسية يمنية كُثر، عاجزة ومعادية، وقد تجرعة ويلات الهزائم تلو الأخرى تتقدم بمزاعم واتهامات باطلة ضد الامارات لا أساس لها، وتجد المسلسل من الممثل إلى المخرج بادعاءت باطلة لتشوية الحقائق وفقه الباطن وتقليب الامور لايصدقها إلا جاهل وبمزاعم الاستيلاء على موارد الدولة وموانيها والمواقع الهامة، ونهب الغاز والنفط من موانی الجنوب وبيعة في موانيها، ومنع اصحاب الحق في الثروة من الاستفادة من ثروتهم، وتقيم تجارة غير شرعية مع مجموعة ممن يرتبطون بها من المرتزقة حسب حقارة وفضاعة إعلامهم، وقد لاتعطيهم حتی بقدر خيانتهم لوطنهم من تلك الاموال التي يباع بها النفط والغاز، وتهريب شجرة دم الأخوين من ارخبيل سقطرى، ومعاناة ابناء اليمن من الحصار المفروض علی دخول المشتقات النفطية، ومنع وصولها الی ميناء الحديدة، والسطو على الاموال في البنك المركزي اليمني في عدن، لتشتري اجنده تبعاً لها، وتعطيهم ماتبقى على موائد ساساتها من فتات، وتدهور العملة الوطنية، وافقار الشعب اليمني وووووغيرها الكثير من تلك الاشاعات والأكاذيب والافتراءات المزيفة والمنتشره يوميا، ونحن نعلم جميعا أنه مازالت ممتلكات الجنوبيين بين حكومة الأسرة الزيدية والتي تبنتها جوهرياً استراتيجياً الإخوان والمجوسية الهمجيه، وعلى سبيل المثال ثمة خطط مدروسة ودنيئه ووشيكة التنفيذ، للشروع في تصدير الغاز الطبيعي المسال، لتسييل الغاز القادم من صافر عبر منشأت بلحاف والتي استئناف نشاطها إجباري من قبل حكومة اخوان الفساد، ولا مجال حتى للحديث عن اي تدخل عن الواقع المرير، حين تجول في مدن وادي وصحراء حضرموت والجنوب عامة، وطوابير أزمة المشتقات النفطية طويلة لا تكاد ترى نهايتها، وحين يتوفر بالمحطات يقع المستهلك للبنزين فريسة للاستغلال والتدليس والغش، ويباع بأسعار مضاعفة، وازدادت ضراوة مع توسع السوق السوداء التي هيمنت على بيع الوقود، وحكومة اخوان الفساد من تبنت استراتيجية التصدير للسوق والتفاهم مع التجار لتتحكم بالأسعار، وإفتعال الأزمات في مناطق الجنوب، وشرعة بتصدير الخام ومشتقاته النفطية من حقول الجنوب إلى دول شرق آسيا وغيرها، وهذا ما أكده سعادة محافظ شبوة قبل أيام بوجود مصالح وعقود واستثمارات دولية لايمكن تجاوزها، حيث تسثمر منشات بلحاف شركة توتال الفرنسية بعقد موقع مع حكومة الفنادق إلى حين انتهاء عقد الاتفاق المبرم، وكذلك المهرة، ووآدي حضرموت الغني بالنفط والشركات البترولية، والذي يرفض الاحتلال جملتاً وتفصيلا في هذه المنطقة المترامية الأطراف والتي تبدو ضرورة استراتيجية بالنسبة لتنظيم الإخوان للسيطرة على منطقة غنية الموارد، ويفضل أن تكون مناطق دولة نفطية، وضرورة وجود دولة ذات اقتصاد كبير أو دولة نفطية لتمويل مشروع الخلافة، الطموح الذي يرعاه التنظيم الإرهابي الدولي للإخوان، ومن هنا تأتي أهمية ما يحدث في المناطق النفطية كالمنطقة التي تسمى بالمنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت والتي يتجاوز 15 لواء ضمت عسكريين من إخوان الشيطان وأنصارة وفي مختلف التخصصات، والتي لا وظيفة لها إلا حماية الحقول وأنشطة القطاعات النفطية، بتلك المنطقة الجنوبية الممتدة بالوادي والتي تزيد على مساحة الشمال اليمني ..

فتوجيه الإخوان عائدات المشتقات النفطية النفطية الجنوبية من وادي حضرموت الى صنعاء لتزويد خزانة المجهود الحربي وتجارها أنصار الشيطان، وهذا ماصرح به وزيرهم للدفاع، بتزويد البلاد والمناطق التي تسيطر عليها أنصار الشيطان بالوقود، والخيانة والانشقاق الجزئي الإخواني لتاجر النفط وتكريمه على خيانته من قبل منصات المستقبل الحوثي، مع صمت سعودي مريب حيال تحالف الشياطين، فعلى التحالف أن يعيد قرأت الواقع، فكل الوكلاء لشركات التنقيب وفي كل القطعات النفطية الجنوبية هم مستوطنون من اخوان الشيطان موالون لانصار الشيطان، فلا نفع مع البغاة الخارجون على إجماع الأمة، إلا الحسم واستخدام القوة، وقد وجهو سلاحهم صوب الأمة العربية، وقتالهم مشروع وحكم شرعي، ولا تختلف الإخوان مع أنصار الشيطان جذرياً بروابطها الأيديولوجية، وبمجرد أنه وسيلة للتفكير وبأي ثمن للوصول إلى السلطة خيانة للدين الإسلامي الحنيف …

ليس بغريب التكتم الإعلامي الاخواني ان تردد في وادي حضرموت صرخة العمالة الصارخة لإيرانية المنشأ حوثية الاستخدام، والهادف بالطائفية المتينة والعرقية والعنصرية لانصار الشيطان، وبنشر الأفكار الضالة التي تدعم سيطرة السلالة على السلطة والثروة والسعي لإقامة نظام رافضي،
وشعار الإخوان اكذب حتى يصدقك الناس فى شن حملات الفبركة ضد الدولة الإماراتية الصديقة أمر ليس بغريب، حيث أن جماعة الإخوان الإرهابية تتبنى أيدلوجية الكذب والتزييف والخداع …. والخ ..

حرب نفسية إخوانية شعواء معادية للجنوب والإمارات الشقيقية قوامها الشائعات ومن المؤسف ان حكومة إخوان الفساد اليمنية لها الدور الاكبر في مهاجمة الامارات صانعة التحرير، دون وجه حق، وتتخذ مواقف مبتذلة، ولا تود الامارات جزاء ولا شكورا لكن حتما لا تتوقع إطلاق اتهامات باطلة ضدها، وقد تمكنت من الحفاظ على علاقات إيجابية بالشمال اليمني ..

وتناسىت هذه الامعات اليمنية ميناء عدن طوال فترة حكم المخلوع الهالك حين سلمه للإمارات الشقيقة في المناقصة، والتي تضمنت اتفاقيات التعاون والتنسيق والتوقيع على مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للموانئ والهيئة العامة للاستثمار لصالح نظام صنعاء وسلطة موانئ دبي والمنطقة الحرة، ولم نسمع صوت معارض انما محل ترحيب وتصفيق لدئ الغزاه واعوانهم، ان لم اقل انها من صنيعتهم وبشتئ الوسائل المختلفه والخبرات المتراكمه الذي امتلكها العدوا ومشاركة اخوان الشيطان بالحكم اثناء استأثارته في نظام المخلوع صالح، واحتلاله لدولتنا لتلك الفترات السابقه وليست بالقليله ومن هذا المنطلق فتركة ومخلفات عقود تحتاج منا كجنوبين إلى صبر، وتأني، ويقضه، وحنكه، ودهاء، وعمل متواصل ليلا ونهار، أذا كُنا حقا نريد ان يخفق العدوا كل ادواته في تحقيق اهدافهم الاستيطانية، فوق مقابر شهدائنا, ان لم اقل فوق أجسادنا وعلى جروحنا وتربة جنوبنا ..

فنحن لا نتمنى لشعب اليمنية العربية غير الصلاح والتخلي عن المكابرة والاكتفاء بربع قرن كامل من الصراع والحروب، والاطماع، لم يجن فيها الشعبين غير هذه الكارثة المخيمة عليهما، منذ عام 1994م ومازالت يجني ثمارها تجار حروب وسماسرة ولصوص، باسم الوحدة اليمنية الهشه او حكومة اتحادية واقاليم، فكلاهما وهماً يرفضه الواقع على الارض، ولايمكن ان تستقر اليمنية العربية، ولن تستقر المنطقة حتى يصبح الاستقرار واقعا معاشا لشعب الجنوب العربي في دولته، كاملة الاستقلال، والسيادة على خط حدودها الدولية المعروفة، مثل كل شعوب الارض ودولها ..

لقد حان الوقت لطرد الاحتلال الاخواني الهمجي المتخلف دون هواده، وحان الخيار العسكري المتاح والاخير لمعركة الذود عن الوطن في وادي حضرموت الذي يرفض الاحتلال جملتاً وتفصيلا وشبوة والمهرة وغيرها لمواجهة القوات الغازيه الارهابيه دون رحمة من مليشيا العمالة الصراحة لإيران وانقرة، وذاك الخيار الاستراتيجي لشعب الجنوب، وليرحلوا قبل أن يطردو، ولن تسلم اخوان الشيطان مهمة المنشآت النفطية لأبناء حضرموت ونخبتهم الأمنية المباركة بصدد إتفاق الرياض والتي أثبتت جدارتها، فلا نطمع بغنيمة سهلة، إذ لا يمكن أن نتصور أن مغتصبي أرضنا سينسحبون بمحض إرادتهم في صباح يوم جميل، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، بما يضع قياداتنا الجنوبية في أمتحانها الذي يميز إن كانت قيادات بالفعل، فانتصارات عمالقة الجنوب كشفت ضعف الميليشيا، فلا داعي للخوف ابداً وحان وقت الكفاح، فاستعدو لهم ما استطعتم من قوة، والنصر حليفكم بإذن الله..

ومن يريدون طمس هوية الجنوب العربي واقتسام ارضه مع المحتل، على هؤلاء وأولئك ان يعوا جيدا ان ذلك حلم مستحيل تحقيقه، ولذلك نصيحه لكل جنوبي، غيور على أرضه ووطنه وقبل فوات الأوان، عليه الرجوع إلى رشده، فلا عذر منا أبداً لمن يتجاهل قضايا الوطن، تحت اي ذريعة, وذلك أمراً غير مقبول ..

وبعيدا عن النشطاء، ودعوات التظاهر، يبدو أن كل التعددية قاطبة، مستوطن ومواطن شمالي صغيرهم قبل كبيرهم دون استثناء، ومليشيا واحزاب، من الساسه في اليمن الشمالي المعادي للجنوب وإمارات العطاء على المنصات الإعلامية والتي تتبنى نهج السوشيال ميديا، حرب اعلاميه بجهاز وعمل استخباراتي إعلامي ممنهج، واستلهمت النهج نفسه حتى لمحاربة النظام القائم بدولة الإمارات الشقيقة، عبر بث الأخبار المغلوطة، التى تهدف فى الأساس للنيل من السلطة الحاكمة فى دولتهم، ليس فقط من خلال السوشيال ميديا، ولكن أيضا عبر المنصات الإعلامية المعتبرة، والتى يرو أنها تساهم فى تأجيج الأوضاع بصورة كبيرة فى محاولة لتجد لنفسها طريقا أخر، يمكن من خلاله محاربة الأنظمة القائمة، وزحزحتها من كراسى السلطة ولكن هيهات، ومن جانب إلى كونه محاولة لإيجاد غطاء شعبى، يمنحهم قدرا من الشعبية …

كيل من الاتهامات اليمنية الباطلة وزرع الفتنة وتشويه دور واهم منجزات دولة الامارات لليمن بشطرية وفي شتى المجالات، حيث وتسعى دولة الإمارات العربية بخطى حثيثة لضمان أعلى المستويات، لكن ارتأت شرط استدامة تطور الدولة الجنوبية الحديثة وصون منجزات دولة الإمارات الشقيقة يتطلب حتماً تأهيل كوادر أبناء الجنوب العسكرية والمدنية في كافة الميادين والتخصصات، حتى تكون قادرة للدفاع عن الجنوب …

وعلينا أن نفهم جلياً ان إتفاق الرياض يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون والشراكة الحقيقية مع التحالف العربي، وليدرك التحالف بأننا حلفاء ولسنا تابعين، وفى العموم ليس من السهل معرفة مدى خطورة الشائعات فى إعاقة خروج المجتمع من أزماته فى الوقت المناسب واكتشاف الكيفية التى تعمل وفهمها تنب بهذا الاتجاه، فالشائعة تعمق الأزمة وتوسع نطاقها أيضاً ..

وهناك دراسات أكاديمية تناولت أثر الإشاعات على دولة وتختلف أهداف ترويج الإشاعات ما بين سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية وغيرها من الأهداف، وهذا ما تقوم بها المعادية اليمنية من جماعات معينة وأحزاب ما وأجهزة معنية ضد الإمارات الصديقة والقيادة الجنوبية الرشيدة بالانتقالي الجنوبي ..

فإمارات التضحية والرجولة قدمت رجالها في ميادين الشرف والبطولة، ومن قضی نحبه، تدوي أسماء شهداءها بصفحات المجد والخلود، واذا وصفنا هذه العلاقات بين بلدينا بأنها علاقات وطيدة وعميقة فأن هذا لا يكفى لتصوير العلاقات المصيرية التى تربط بيننا وهى العلاقات التى تربط الاخ بأخيه وتربط الانسان بأعضاء بدنه ..

وقد قدمت إمارات العطاء للجنوب مآ لا يسعني سردها خلال خمس سنوات ماعجز نظام صنعاء من تقديمه لابناء الجنوب خلال ربع قرن، رغم انها من حقوقهم وليس من حقوق ابائهم، ونكررها ستظل الامارات الام الحانية والحنونة لشعب الجنوب ،وسيظل ابناء الجنوب اوفياء لمن نصرهم وكان معهم، ولا نسمع لابواقهم، فمهما تعالت اصوات نهيقهم ونباحهم عليها ستبقى علاقات الحب بيننا ابديه وازليه، وستمشي امارات الخير في دربنا وفي طريقنا حتى ننال استقلالنا ومابعد استقلالنا ..

لقد قدمت الامارات العربيه المتحده الكثير لليمن بشطرية وليس لدي مصلحة خاصة في الإمارات ولم اعود الى وطني الثاني الامارات، واستقر اهلي في الولايات المتحدة، لكن نكون منصفين الدول تربطها مصالح مشتركة وطموح، والناظر إلى خريطة الملاحة والموانئ في الشرق الأوسط والقرن الإفريقي سيلاحظ امتداداً جيوستراتيجياً إماراتياً توزع ما بين جنوب اليمن والقرن الإفريقي ومصر على استحياء، بعيداً عن مناطق نفوذ الشقيقة الكبرى السعودية التي تركت لها الإمارات قيادة الخليج والعالم الإسلامي، لتخلق لنفسها دوراُ أشد أهمية وتأثيراً خارج محيطها الإقليمي الخليجي الملئ بالنزاعات ومحاولات السيطرة ..

ولا ننكر عندما بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عدة سنوات مشروعاً سياسياً استراتيجياً، إلا ان وسائل الإعلام اليمني المناهضة ولديها غيرة مذمومة تجاه الإمارات، وترى أنه تعدى حدود الطموح الاقتصادي بكثير، ولكن وإن ظل الاقتصاد ركناً ركيناً فيه، لم يعد البترول وحده هو المحرك ولا عمود الأساس للإمارات الذي تعلم جيداً أن مخزوناتها من النفط والغاز الطبيعي لن تستمرا إلى الأبد وأنه لابد من أعمدة أخرى يستند إليها الاقتصاد الإماراتي ..

ولذلك أدركت الإمارات الشقيقة قبل فترة طويلة مدى أهمية الموانئ البحرية في الاقتصاد العالمي فأقامت موانئ دبي، وبعد أن أصبحت رقماً صعباً في محيطها بدأت في التوسع خارج حدودها، فالطموح هو امتلاك حافز لبلوغ قوة معينة، فما أروع الإنسان حينما يعيش على هذه الحياة مفعماً بالطموح لكي يحقق هدفه وبناء مجتمعه، والإمارات تمتلك مقومات اقتصادية واستثمارية كبيرة استطاعت من خلالها أن تحتل موقعا دوليا متقدما في خريطة الاقتصاد العالمي …

ويجب على المؤسسات الجنوبية الدينية والتعليمية والثقافية والإعلامية والفنية ان تتضافر جهودها لتهذيب النفوس وغرس القيم والمبادئ الأخلاقية السوية، وتهيئة المجتمع الجنوبي لحملات توعية ودحض الإشاعات الخاطئة بألا يصدق أو يردد ما يتلقفه من أخبار الشائعات التي يصنعها المجتمع اليمني بنفسه دون التأكد من مصداقيتها، وبث روح الثقة بيننا وبين إمارات العطاء، للقضاء على كل ما من شأنه أن يضيع هذه الثقة، إلى جانب ضرورة تكذيب الإشاعات إعلاميًّا وتفنيدها وبيان خطورة الانجراف وراءها، فترويج الإشاعات عند الله عظيم، ومن النواهي في الأديان وأجيز بعض منها في الحروب ولكنها تظل من الأشياء المنبوذة ويكون ذلك فى وقت السلم ذوالحرب أيضا، والعقاب والجزاء على قدر الضرر المترتب على القول أو الفعل، لأن قوة المعلومات الصحيحة تخدم الإنسان الجنوبي السوى وتخدم سيادة وطنة الباحث عن الحقيقة، ومن ثم فهى تخدم حريته وكرامته ويعيد العدو في التفكير لإعادة حساباته البائسة …

المقال لم يتسع لأكثر من هذا العرض،يظهر لنا جليا خطورة الشائعات والحرب النفسية اليمنية ومدى قدرتها على اختراق الصفوف وبث القلائل والفتن في جنوبنا الحبيب، وقد قالت العرب قديما: لا تحسبّن الحرب سهما مغفرا.. ولكن سلاح الصائلين عقولُ ..
شكراً امارات الخير والعطاء والتضحية الرجولة، فما تتعالى اليوم الحملات الإعلامية والحرب الشعواء التي تنتهجها المطابخ الإعلامية اليمنية ضدك والنيل منك إلا لانك قد استطعتي من كسر شوكتهم وقص اجنحتهم، وقضيتي على كل مؤامراتهم لجعل الجنوب ولاية تابعة لأنقرة وطهران …

زر الذهاب إلى الأعلى