آداب وفنون

نصف قمر

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/كلمات/ ليلى السندي[/su_label]

غارق للمنتصف، غارق لا قشة حب ولا زورق نجاة، يحمل نصفه الموهن.

غارق وجه القمر، بل نصف قمر، هجر منازله، وربما أغلقت أبوابها، ليغادرها لمنفاه.

حتى الأمل جمع قواربه على شواطئ اليأس، وأوقد في مساءات الشوق نيران الحنين.

وغدا الغارق في بحر هادئ ينظر للأحلام النائمة في عمقه.

أدرك أن الأحلام تموت، وما احتضارها إلا غفوة من واقع محطم هش.

ويطفو نصفه الناجي، بنصف ابتسامة، نصف لحظة، ووجنة صبغها الدمع بلون الأسى.

ولازال قابعا في انتظار سفينة نوح لعلها تنجيه من طوفان الهوى.

فيحمل من كل ما يملك زوجين اثنين.

يحمل خيبتين لا تفارقانه، خيبة انتظار اللاشيء، وخيبة أمل مخبأة تحت كم سطوره.

ولن يترك زوج ابتسامة، أحدهما يخصه، والآخر لساكن سحابة ماضٍ لايزال يتوارى في جيب ذاكرته.

ولن ينسى دمعتين سقطتا في لحظة غروب حلم نسجه خطأ من خيوط أمنية ضائعة.

ولكن هل فار التنور، لتمضي سفينة النجاة تمخر عباب بحر التيه، وفي رحلتها تجعل الحلم شراعا، ليحمله الريح فيستوي على جودي الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى