المحسوبية والقرابة أكملت سياسة “الاحتلال” بتدهور التعليم في بلادي
[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
أصبح التعليم في بلادنا ، مجرد أسم لا غير ديكور خارجي , وخاوٍ من الداخل , بسبب السياسة التي اتبعتها حكومات الاحتلال , في صنعاء ضد التعليم في الجنوب , وعملت على تدميره , منذ بداية الوحدة , وبذلك بتغيير أسماء المدارس , وانتهى بتعيين مدراء مدارس , ومكاتب التربية , لحسابات حزبية مقيتة .
حيث أصبح هؤلاء معاول هدمٍ , لكل ما كان موجوداً من لبنات تعليمية في الجنوب ، واهمال الكوادر التعليمية المخلصة ، ونهب مختبرات المدارس وورش البوليتكنيك , وبيع الملاعب التابعة للمدارس ، وتوظيف أولاد المسؤولين واقاربهم وبيع الوظائف ، واصبحت الواسطة والمحسوبية , هي المعيار الذي تقوم عليه الأولية , للالتحاق بسلك التربية والتعليم.
وسمحوا للغش , في المدارس , وفي الشهادات المرحلة الاساسية والثانوية ، واضافة إلى تغيير المناهج الدراسية ، الخارجة عن البيئة , التي يعيش فيها الطالب الجنوبي ، والمصطلحات التي لا تمت لمجتمعنا بصلة , لا من قريب او بعيد .
إنّ الذي ينظر إلى حال التعليم , في الجنوب ، سيصيبه الاحباط والحزن ، عندما يرى حال المعلم , الذي يعد الركن الرئيسي في العملية التعليمية ، والظروف الصعبة , التي نخرت في جسده ، وعكّرت صفو حياته ، والذي كان في عهد الجنوب , يحظى بكل احترام وتقدير , و تتوفر له كل سبل العيش الكريم ، التي تمكنه من العطاء .
أما اليوم أصبح المعلم مهدداً بقوت يومه , والذي أصبح عاجزاً عن القيام بواجباته الاسرية والاجتماعية , وتكالبت عليه الديون ، وأرهقته الامراض .
فالمعلم الذي كانت له هيبةً كبيرةً ، أصبح الاعتداء عليه أمراً مألوف , من قبل بعض الطلاب واولياء الامور.
مسكين هذا المعلم , في بلادي ، يعاني الكثير، وتجاهله الجميع , الحكومة والمجتمع ، والذي يحز في النفس , عندما ترى الحال , الذي وصل له التعليم , من تدهورٍ في جميع النواحي, وهو من كان في اعلى المراتب , مقارنة بالدول العربية , في سنين مضت .
فالكوادر التربوية الناجحة , والنزيهة , أصبحت على الرفوف مركونةً وتولى المناصب في التربية , اناس ليس لهم خبرة , الا في جبايات رواتب المعلمين , الغير فعليين , او خصم راتب المعلم , واحضار البديل , او التعامل مع الشركات , والاستحواذ على كل ما تقدمه المنظمات المانحة للمدارس .
وبهذا دمر التعليم , ودمر المعلم في الجنوب ، ولكن أملنا في الله كبيراً , بان يكون هناك تغييراً جذرياً , ينقذ ما تبقى لنا من تعليمٍ في بلادنا .
كتب/أ. غسان جوهر