مقالات وآراء

المُتَسَلِّقُون

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب/
زيد السعدي

ولمعرفة من هم، وما هو خطرهم على الجماعة، والمجتمع عمومًا، يجب ان نعرف أولًا من هو المُتسلِّق .
لذلك، فالمتسلق؛ هو شخص مبتذل، دنيء، عديم الضمير، مجرَّد من كُل الأخلاق والقيم الدينية والعرفية والإنسانية عمومًا، وان ظهر على غير ذلك، إلَّا أنه في الحقيقة كاذب، خائن، مخادع، جبان، مراوق، انتهازي، أناني، وصولي، سارق، مُنافق، متزلِّف، طُفيلي، وضيع، مُنحط.. يشبه إلى حد كبير تلك النباتات المُنحطة الوضيعة التي تعيش في القاع ولا تستطيع ان تعلو أو ترتفع إلَّا على حساب غيرها . لذلك تجد المتسلق يتصدَّر المشهد، ولا يترك حدث أو مناسبة إلَّا وهو حاضرًا فيها، بدعوة أو غير دعوة، ولا يكتفي بذلك بل تراه يزاحم الصفوف ليعتلي المنابر والمنصات للظهور وأخذ الصور والمشاهد مع أصحاب الشأن ورجال المهمات من العاملين الصادقين المجتهدين المخلصين.. ليلبس لباسهم، ويشرك نفسه فيما حققوه من نجاح بغير حق . كما أنه لا يترك موضع نجاح إلَّا ويستقلُّه لصالحه، ولا يخجل ان سنحت له الفرصة في نسبته لنفسه، ليخدع بذلك البسطاء، ويوهمهم بأنه رَجُل ذو شأن، وليستقلهم والسذج فيما بعد كمطية، لتنفيذ أجندته، وتحقيق مطامعه، والطعن في خصومه .
لذلك فالمتسلقون أُنَاسٌ مخادعون محترفون، يتلوَّنون كالحرباء، يظهرون في أماكن النجاح، وأوقات الفوز، ليخطفوه من أصحاب الجهد الحقيقيين، وهم كذلك بارعون، ينسبون لأنفسهم الفضل، ويجيدون الأكل على كل الموائد، متقلِّبون، يتظاهرون بالصدق والطيبة والتفاني والإخلاص، يزعمون ويدَّعون انهم من أهل العدل والحق الفضيلة، المُحبُّون للبلاد والعباد، الذين يقدِّمون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية، يتظاهرون بما ليس فيهم، ويقولون ما لا يفعلون، يعظمون أعمالهم وانجازاتهم، ولو كانت قليلة، وغير مهمة، ولذا تجدهم يفخرون كثيرًا ببراعتهم، ويمدحون أنفسهم، ويمجِّدونها بأعمال لم يؤدوها، ولم يقوموا بها، أو رُبَّما شاركوا فيها، بما لا يذكر من الجهد . ولانهم بلا حياء، لا يتورعوا ولا يخجلوا من أفعالهم، بل يتمادون فيها.. دون ضابط أو وازع من خُلُق أو دين .

وأخيرًا، وليس آخرًا، نقول: بأن المتسلقين هم آفة الآفات، وهم أعداء الخير والتقدم والنجاح في أي مجتمع، وذلك بسبب ركوبهم الموجة، وقتلهم روح الإبداع عند المبدعين، وإدخالهم اليأس والأحباط في نفوس العاملين المجدِّين الصادقين المخلصين، بسبب سرقة جهدهم، ولِما يشعروا به من احساس بالظلم والاجحاف، وعدم نيلهم ما يستحقوا من تكريم وتقدير مستحق، ورؤية من لا يستحق من المتسلقين في المكان الذي لا يستحق .

همسة أخيرة،،،
كل مجدٍ زائفٍ يتوهمه المتسلقون حتمًا سينهار، وذلك لانه هش، وعلى شفا جرفٍ هار …

وصدق الشاعر حين قال :

إمَّا أكونُ على ترابي سيَّدًا .. أو لا أكون
‏يا أيُّها المُتسلِّقون يا أيُّها المُتملِّقون
‏من أين جئتم
‏كَيْفَ جئتم ؟!
‏و أي أرضٍ تسكنون؟
‏ولأيِّ ذاكرةٍ وفكرٍ في الحقيقة تنتمون ؟!
‏وعلى مشارفِ أيِّ عهـدٍ بربريٍّ تسرحون ؟!
‏أوراقكم سقطت وبانَ المرج
‏وانفجر الكموْن
‏فتهيأوا لمصيركم
‏والريحُ يسبقها السكون ..!

زر الذهاب إلى الأعلى