اقتصاد

ضريبة الثروة”.. اتجاه عالمي للخروج من أزمات الإنفاق بسبب جائحة كورونا

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/اقتصاد[/su_label]

بينما يبحث عدد كبير من الدول عن سبل لتعويض النفقات الضخمة التي تكبدتها خلال العام الماضي بسبب جائحة كورونا، لجأت الأرجنتين إلى زيادة الضرائب على الأثرياء.
وذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في تقرير لها، الأحد، أن هناك حكومات تنظر إلى نموذج الأرجنتين لتطبيقه، في ظل تضاؤل الخيارات الأخرى لتوفير السيولة اللازمة للإنفاق.
وقالت الصحيفة إنه لطالما لجأت الدول إلى الأغنياء في أوقات الأزمات الكبرى، مشيرة إلى أنه بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، أقرت الدول الأوروبية واليابان، ضرائب على الثروة لمرة واحدة لتمويل إعادة الإعمار. 
وفي الآونة الأخيرة، استخدمت أيرلندا وأيسلندا مثل هذه الضرائب للمساعدة في إعادة ملء خزائن الدولة بعد الأزمة المالية العالمية.

ضريبة خاصة

وتبنت الأرجنتين، المُثقلة بالديون التي تفاقمت بسبب الوباء، ضريبة خاصة لمرة واحدة على الأغنياء في ديسمبر الماضي 2020، مطالبة بما يصل إلى 3.5% من إجمالي صافي ثروة المواطنين الذين يمتلكون ما لا يقل عن 200 مليون بيزو من الأصول.
وفي ديسمبر أيضاً، أقرّت بوليفيا المتعثرة “ضريبة ثروة” طويلة الأجل تطال أي شخص لديه أكثر من 30 مليون بوليفيانو (4.3 مليون دولار).
وقالت الصحيفة، إن المغرب يستعد هذا العام لفرض “مساهمة تضامنية” على الشركات والمواطنين الأثرياء.
ومع مواجهة بريطانيا لأكبر عجز في ميزانيتها المسجلة، أوصت لجنة ضريبة الثروة المستقلة بفرض ضريبة لمرة واحدة يمكن أن تطال الأشخاص الذين لا يتجاوز دخلهم 250 ألف جنيه إسترليني.

وتوقف رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، عن المصادقة على فرض ضريبة معينة على الأثرياء، لكنّه وجّه وزير ماليته إلى “تحديد طرق إضافية لفرض ضرائب على التفاوت الشديد في الثروة”.
وفي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، هناك مناقشات في ولايتي كاليفورنيا وواشنطن لفرض ضرائب خاصة على الأثرياء، حيث اقترح المشرعون ضريبة على المليارديرات، والتي سينال نصيب الأسد منها إلى حد كبير أغنى 4 أميركيين، من فيهم بيل غيتس وجيف بيزوس.
وأوضحت “إندبندنت” أن هذا الاتجاه يحدث بالفعل في أجزاء من أميركا اللاتينية، وهي واحدة من أكثر المناطق غير المتكافئة اقتصادياً في العالم، وتعاني الآن من أسوأ ركود عالمي، وقام السياسيون في العديد من هذه الدول، بما في ذلك تشيلي وبيرو، بتعويم ضرائب الثروة.

تجربة بوليفيا

وفي بوليفيا، اعتمدت أفقر دولة في أميركا الجنوبية، ضريبة ثروة دائمة في ديسمبر، وكتب الرئيس الاشتراكي لويس آرس، في تغريدة على تويتر: “الضريبة ستطال 152 شخصاً فقط بينما ستصل المنفعة إلى آلاف العائلات البوليفية”.
لكن في بوليفيا، كما هو الحال في الدول الأخرى التي يتم فيها النظر في ضرائب الثروة، يشجب المعارضون الحرب الطبقية، متهمين اليسار السياسي باستخدام الوباء كذريعة لدفع سياسات “ديماغوجية”.

أنظمة ضريبية

وأشار محللون إلى إنه من المرجح أن تضيف الجائحة زخماً للمطالبات بأنظمة ضريبية تعالج الفجوات الشديدة بين الأغنياء والفقراء، لكن من المعروف أن ضرائب الثروة يصعب تصحيحها، ولديها تاريخ من الآثار الجانبية السلبية العميقة التي يمكن أن تقوض نواياها بشكل خطير.
ففي فرنسا، أُلقي اللوم على ضريبة الثروة طويلة الأمد، والتي تم إلغائها في عام 2018، لزيادة التهرب الضريبي وهروب الآلاف من أغنى مواطني البلاد إلى الخارج.
وقبل عشرة أعوام، كانت هناك 12 دولة من أكثر دول العالم تقدماً تفرض ضرائب على الثروة، لكن انخفض العدد إلى 3 فقط، وهي النرويج وإسبانيا وسويسرا.  

وبحسب الصحيفة، هناك إشكاليات فنيّة تتعلق بتلك الضريبة حول أن الأثرياء ربما لا يحتفظون بما يكفي من السيولة النقدية لدفع فاتورة ضريبية كبيرة غير متوقعة.
وقال باسكال سانت أمان، مدير السياسة الضريبية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لـ”إندبندنت”: “لديك تحديّات جوهرية فيما يتعلق بضرائب الثروة، يمكنك فرض ضرائب على جيف بيزوس بقيمة مليار دولار، لكن هل سيتوفر معه دائماً مليار دولار جاهز للدفع نقداً؟ يتعلق الأمر بسيولة الأصول”.

زر الذهاب إلى الأعلى