منوعات

تقرير: روسيا نالت “ذهبية” إنتاج لقاح لكورونا وسقطت في امتحان توزيعه

[su_post field=”post_d، ate”][su_spacer size=”10″]

[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/متايعات[/su_label]

أثار تباهي روسيا، في أغسطس الماضي، بأنها أول دولة ترخّص لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا المستجد شكوكاً آنذاك، نتيجة عدم كفاية الاختبارات التي أُجريت على اللقاح. بعد 6 أشهر، ومع تزايد الطلب على لقاح “سبوتنيك في”، أثار خبراء شكوكاً مجدداً، ولكن هذه المرة بشأن إمكان أن تلبّي موسكو كل الطلبات من البلدان التي تريد هذا اللقاح.
وحصلت سلوفاكيا على 200 ألف جرعة مطلع الشهر الجاري، رغم أن “وكالة الأدوية الأوروبية”، الجهة المنظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي، بدأت الخميس الماضي بمراجعة استخدام اللقاح.
وقال رئيس تشيكيا ميلوس زيمان، الذي تضرّرت بلاده بشدة من الفيروس، إنه وجّه رسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين للحصول على اللقاح. ويُتوقع أن تحصل دول في أميركا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط وجمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي على ملايين الجرعات، في موجة من دبلوماسية اللقاحات الروسية، كما أفادت وكالة “أسوشيتد برس”.

“الأفضل في العالم”

وقالت المذيعة أولغا سكابييفا في القناة التلفزيونية الرسمية الروسية الأولى: “سبوتنيك في يواصل غزو أوروبا بثقة”. أما ديمتري كيسيليف، أبرز مذيعي الشبكة المؤيدين للكرملين، فقال الشهر الماضي إن “سبوتنيك في هو الأفضل في العالم”.
وغطت شبكات التلفزة الرسمية عمليات تصدير اللقاح بشكل واسع، مشيرة إلى إشادات من الخارج بروسيا، وعرضت تسجيلات مصوّرة بشأن صعوبات تواجهها دول مع اللقاحات التي طوّرتها شركات في الغرب.

الانتقادات التي وُجّهت في البداية إلى “سبوتنيك في”، خفّت بعدما نشرت المجلة الطبية البريطانية المرموقة “ذي لانسيت” تقريراً ورد فيه أن اختبارات واسعة أظهرت أن اللقاح آمن، إذ يبلغ معدل فاعليته 91% ضد الفيروس.
ويمكن أن يساهم ذلك في تجديد صورة روسيا لتصبح واحدة من القوى العلمية والتكنولوجية والخيرية، لا سيما أن دولاً أخرى تواجه نقصاً في لقاحات كورونا لأن البلدان الأكثر ثراءً تستحوذ على اللقاحات الغربية الصنع، أو لأن الشركات المصنعة تكافح في ظلّ قدرة إنتاج محدودة.
وقال فلاديمير فرولوف، وهو محلل روسي في الشؤون الخارجية: “حقيقة أن روسيا هي من 5 دول كانت قادرة على تطوير لقاح بشكل سريع، يمكّنها من تقديم نفسها بوصفها قوة معرفية عالية التقنية، بدل كونها مضخة بنزين في حالة تدهور”.

بوتين “يستغلّ” اللقاح

لكن لورانس غوستين، وهو أستاذ في جامعة جورج تاون ومدير “المركز التعاوني لمنظمة الصحة العالمية” بشأن “قانون الصحة الوطني والعالمي”، اعتبر أن “بوتين يستخدم اللقاح لتعزيز صورة ملطخة جداً عن البراعة العلمية والتكنولوجية لروسيا”. وأضاف: “إنه يستخدمه لأهداف جيوستراتيجية في مناطق تريد روسيا نفوذاً فيها”.

ويبدو إنتاج “سبوتنيك في” الآن أقلّ بكثير من الطلب. وقالت جودي تويغ، وهي أستاذة في العلوم السياسية، متخصصة في الصحة العالمية بجامعة فرجينيا كومنولث، في إشارة إلى الروس: “نجحوا بما يتجاوز أحلامهم الجامحة، من حيث أن اللقاح هو منتج قابل للتطبيق والتسويق. قدّموا وعوداً صريحة وضمنية للناس، داخل روسيا وخارجها، بشأن الوصول إلى هذا المنتج الذي بات رائعاً بشكل غير متوقع. والآن يحاولون معرفة كيفية الوفاء بكل تلك الوعود”.
وأشارت أسوشيتد برس إلى أن روسيا أعلنت خططاً لتطعيم 60% من البالغين في البلاد، أي نحو 68 مليون شخص، بحلول نهاية يونيو المقبل. لكن التطعيم كان بطيئاً مقارنة بدول أخرى، إذ أُعطي اللقاح لنحو 4 ملايين شخص، أي أقلّ من 3% من السكان، بحلول أواخر فبراير. وقد يعود ذلك جزئياً إلى أن كثيراً من الروس لا يثقون باللقاحات.

مشكلات في التصنيع

وأعلن “صندوق الاستثمار المباشر الروسي”، الذي يموّل اللقاح في الخارج ويسوّقه، في وقت سابق تلقيه طلبات للحصول على 2.4 مليار جرعة من أكثر من 50 دولة.
لكن “إيرفينيتي”، وهي شركة تحليلات علمية تتخذ لندن مقراً، ذكرت أن روسيا وافقت على توريد نحو 392 مليون جرعة إلى  الخارج، كما أن هناك محادثات مع دول لتزويدها بنحو 356 مليون جرعة. وقال الرئيس التنفيذي للشركة، راسموس هانسن، إن “روسيا بعيدة جداً عن أن تكون قادرة على تقديم ذلك”، استناداً إلى الإنتاج والصادرات حتى الآن.
وصنعت روسيا أكثر بقليل من مليونَي جرعة العام الماضي، في ظل تقارير عن مواجهة منتجين محليين مشكلات في شراء معدات، وصنع المكوّن الثاني من اللقاح الذي يُقدّم بجرعتين. وأعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في 20 فبراير إنتاج أكثر من 10 ملايين جرعة من “سبوتنيك في”.
ويستخدم “سبوتنيك في” فيروساً غير مؤذ، يحمل مادة وراثية لتحفيز جهاز المناعة. واعتبرت إيلينا سوبوتينا، وهي مستشارة في قسم وسط أوروبا وشرقها بشركة CBPartners للاستشارات الدوائية، إن إنتاج اللقاح عملية معقدة. ولا يمكن للمنتجين ضمان إنتاج مستقر، لأن العمل مع المكوّنات البيولوجية ينطوي على تباين كبير، من حيث جودة المنتج النهائي.

صعوبات في التوزيع

كما أن بلداناً تلقت عرضاً بنيل كمية ضخمة من الجرعات، لم ترخّص بعد لاستخدام “سبوتنيك في”، مثل الهند والبرازيل والنيبال. كذلك عانت دول أخرى من تأخير في استلام شحنات اللقاح، بما في ذلك الأرجنتين وهنغاريا والمكسيك.
وأبرم “صندوق الاستثمار المباشر الروسي” اتفاقات مع شركات مصنعة، في دول مثل البرازيل وكوريا الجنوبية والهند لتعزيز الإنتاج، لكن المؤشرات ضئيلة على أن شركات مصنعة في الخارج أنتجت كميات ضخمة من اللقاح حتى الآن، وفق أسوشيتد برس.
ورغم ذلك، لم تواجه موسكو بعد انتقادات لتأخير إمدادات دول أخرى بالجرعات. وقال رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان: “الروس يلتزمون بوعودهم إلى حد كبير”.
لكن تيريزا فالون، مديرة “مركز دراسات روسيا وأوروبا وآسيا” (مقرّه بروكسل)، لفتت إلى أن التعهد بأكثر مما يمكن تقديمه يشكّل مشكلة عالمية مع لقاحات كورونا، كما يمثل خطراً جدياً على موسكو. وقالت في إشارة إلى الروس: “فازوا بالميدالية الذهبية لإنتاجهم هذا اللقاح الفعال جداً، لكن المشكلة تكمن في كيفية” إنتاجه وتوزيعه.

زر الذهاب إلى الأعلى