آداب وفنون

من وصايا أبرهة لأحفاد أبي رغال

[su_post field=”post_d، ate”][su_spacer size=”10″]

كلمات/ رائد القاضي


كطيفٍ أطلَّ ومرْ
كإغفاءة العطر بين الندى
والزَّهَرْ
كقلبٍ مشوقٍ هفا
كساريةٍ لمع الضوء من رأسها برهةً
وانطفا
كناهدةٍ بَرَق الحب في نبضها فجأةً
واختفى
أحدّقُ فيك كسير اللحاظِ
جريح الرجاءِ
فما أسعفَ الشوقُ
يا وطنَ الحرب والموتِ
ما أسعفا
طوتْنا الدروبُ ونحن نفتّشُ عن وجهِ موطننا
الأوّلِ
وعن فارسٍ يمتطي صهوة الريحِ،
يبري الردى
ويبلي العدا مقبلًا مدبرًا
وينصَبُّ يخطفهم من علِ
وينسابُ ملء اشتياق الرُّبا والمواسمِ
كالنهرِ،
كالجدولِ
رسمناك يا وطن الحُلْم ملء المرايا بهاءْ
وملء الرزايا أمانًا
وملء العشايا ضياء
وفي غفلةٍ منكَ،
منّا،
تقاسمكَ الناهبونَ، وصادركَ الأوصياء
وجدناك في كل قبرٍ
حُسَيناً
وفي كل مذبحةٍ
كربلاءْ
فهذي مدينتنا مسرحاً للجنائز
مقبرةً للرجاءْ
فلا يجد المعدِمون بها شارعًا صالحاً للتسول
ولا تجد النادبات بها مأتمًا لائقًا بالعزاءْ
فهل تجد الأمهات لديكَ
وليًا
كراماتُهُ الخبزُ والماء والغاز والكهرباء!
لهذي الوغى شهوة كالمُدى لا تنامْ
لأحلامنا قمرٌ من رماد المنى
من غبار الكلامْ
نسير على هُدُب الليل جمراً
وتسألُ؟؟
كيف ترانا عيون الظلامْ!
فكيف يجيء السلام
ومن بين أيديَنا عسكرُ!
ومن خلفنا عسكرُ!
وفي كل ناحيةٍ (عُكفَةٌ)
وفي كل زاويةٍ مخبِرُ!
تمرُّ العصورُ
ولا شيء غير الأسى يكبرُ
ويأتي ربيعٌ..
ويمضي ربيعٌ..
ولا شيء غير الرصاص
يغرّدُ
لا شيء غير الأسى
يتبرعمُ
لا شيء غير
عذاباتنا تزهرُ
فكيف نترجم للضوء هذا الدجى الفاحم الأسودا
ومن أين للّامِعين مدىً يعبر السرمدا!
ومن سوف يخبر أبرهةً أنّ كُلًّا (رغالٌ)
وأنَّا و(أفيالنا) نهدم البيت والمسجدا!
ومن يشتري كل هذي السيوف العِصيّ
ويهدي إلينا بها هدهدًا واحدا
ومن يتخطّى بنا حقد كل الرجالِ
إلى حكمةِ امرأةٍ تنقذ البلدا
14 ديسمبر 2020م

زر الذهاب إلى الأعلى