دولية

طغيان” كيري على بلينكن يثير مخاوف في الخارجية الأميركية

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/متابعات[/su_label]

بدأ المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، هذا الأسبوع ما أسماه بـ”الرحلة البنَاءة” إلى أوروبا، حيث التقى مجموعة من القادة الأوروبيين، قبل أن يقوم وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، باعتباره رئيس الدبلوماسية الأميركية، بأول زيارة خارجية له.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن 4 مسؤولين بوزارة الخارجية الأميركية، لم تسمهم، قولهم إنه “على الرغم من أن هذه الرحلة تمت بمباركة بلينكن، إلا أن سفر كيري إلى الخارج وشروعه في ممارسة الدبلوماسية قبل أن يقوم بلينكن بأول رحلة له، أثار مخاوف من أن يطغى على وزير الخارجية”.

“مخالفة البروتوكول”

كيري نشر صوراً تظهره وهو يتحدث مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، وأخرى وهو يتحدث في اجتماع بشأن المناخ في الاتحاد الأوروبي، وغيرها وهو يسير مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، بالإضافة إلى لقطات من لقاءات أخرى.

واعتبرت “سي إن إن”، أن هذه الصور أبرزت الطبيعة “غير العادية” للرحلة، والمخالفة “غير المعتادة” للبروتوكول، قائلة إنه بينما تحدث بلينكن إلى العديد من هؤلاء القادة عبر الهاتف، التقى كيري بعض نظراء وزير الخارجية وجهاً لوجه قبل أن تتاح الفرصة للوزير للقيام بذلك.
وأضافت الشبكة، أن الصور تسلط الضوء أيضاً على ما يمكن وصفه بـ”الشراكة غير العادية” داخل إدارة بايدن، في إشارة إلى عمل وزير الخارجية السابق كيري جنباً إلى جنب مع وزير خارجية حالي بلينكن.

“ارتباك دبلوماسي”

ونقلت الشبكة عن مصادر بوزارة الخارجية قولها إنه “صحيح أن هذا الوضع من المحتمل أن يعزز الإنتاجية الدبلوماسية، لكنه قد يؤدي أيضاً إلى ارتباك وإحراج”. 
وكشفت المصادر أنه كان هناك بعض التوتر بشأن رحلة كيري الأولى كمبعوث للمناخ بسبب حبه للانخراط في الدبلوماسية وجهاً لوجه، وحرصه على أداء ذلك بنفسه.

وأشار المسؤولون، إلى وجود قلق داخل وزارة الخارجية بشأن كيفية إدارة رغبة كيري في السفر، ومقابلة المسؤولين والظهور، فضلاً عن الشعور بالقلق من أنه قد يطغى على بلينكن أو أن يُنظر إليه على أنه يلقي بظلاله على وزير الخارجية الحالي.
ونقلت الشبكة، عن مسؤول ثان في الوزارة، قوله إنه بينما أيد الوزير رحلة كيري، فإن بعض المسؤولين المقربين منه انزعجوا منها.

“صلاحيات لا تتعدى المناخ”

ورداً على سؤال حول الرسالة التي وجهتها زيارة كيري للحلفاء الأوروبيين، قبل وزير الخارجية، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية، إن “كيري يعتقد، بدعم من الرئيس جو بايدن، والوزير بلينكن، ومضيفيه في لندن وبروكسل وباريس، أن إحرازنا تقدماً كبيراً هذا العام في مواجهة أزمة المناخ، يعد أمراً حيوياً”.
وتابع المتحدث قائلاً: “سافر كيري إلى أوروبا في هذا الوقت لأنه وشركاءنا واثقون من أن الاجتماعات الشخصية يمكن أن تعزز هذا التقدم بشكل هادف، قبل اجتماع القادة في قمة المناخ الشهر المقبل”.

وأوضح المتحدث، أن كيري “سيظل مهتماً بقضية المناخ فقط”، مضيفاً أنه “يركز بشكل مباشر على هذه القضية، ويوضح ذلك في كل محادثة يجريها”.
وأكد المسؤول لـ”سي إن إن”، أن كيري قادر على القيام بأشياء لا يستطيع بلينكن القيام بها لأنه يستطيع السفر بلا عدد كبير من الموظفين معه، وهي ميزة في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا، فيما قال مسؤول آخر مطلع على خطط سفر الوزير السابق إنه سافر في طائرة تجارية ومعه مساعد واحد فقط.

“حساسية” من كيري

ورأت الشبكة الإخبارية الأميركية أن الرحلة الأوروبية الأخيرة، “سلطت الضوء على حقيقة أن هناك حساسية تحيط بدور كيري الجديد، كما لا تزال هناك بعض مكامن الخلل التي يجب النظر إليها”.
وأشار مسؤول آخر إلى أنه “في مواجهة رغبة كيري بالسفر كان من الصعب أن يُقال لا لوزير خارجية سابق”، فيما قال مسؤول ثالث في الوزارة، إن الموظفين يعتقدون أنه “مع بدء بلينكن السفر بشكل أكبر، سيكون الوضع أفضل”، لكنه اعترف، مثل الآخرين، بأن الرحلة الأولى تسببت في بعض التوتر، ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه توجد دائماً اعتبارات مهمة للبروتوكول وللمستوى الوظيفي في الدبلوماسية، خاصة في بداية عمل الإدارة الجديدة.

وقال أحد المسؤولين، إن “مكانة كيري السابقة وخبرته وحبه المعروف للأسئلة المتعلقة بالسياسة، قد تعني أنه سيتعرض للمساءلة حول القضايا التي لم تعد من تخصصه، بل من تخصص بلينكن”، متسائلاً: “من يعرف ما سيقوله عندما يتم سؤاله عن قضايا غير متعلقة بالمناخ مثل إيران، أو الحزب الجمهوري، أو تمرد الكابيتول أو أي شيء آخر؟”.

“قضايا متداخلة”

بالنسبة إلى مسؤولي وزارة الخارجية، فإن حماسة كيري لإنجاز الأمور بنفسه، تتوافق مع التحدي المتمثل في إدارة حماسة الحلفاء الأوروبيين للانخراط في الدبلوماسية مع مسؤولي إدارة بايدن بعد 4 سنوات متوترة في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وقال مصدر لـ”سي إن إن” إن “كون كيري وبلينكن صديقين مقربين سيكون أمراً مفيداً، فهما وفريقهما يتحدثان بانتظام لأن قضايا المناخ متداخلة في نهج إدارة بايدن للسياسة الخارجية، والتعامل مع تغير المناخ أولوية الإدارة المركزية”.
وأفاد المصدر بأن “الوزير بلينكن يدرك أهمية مشاركة الولايات المتحدة في هذه القضية، ولهذا السبب كان مؤيداً لهذا المنصب منذ البداية، وللوزير كيري في هذا الدور، كما أن لديه ثقة في أن الأخير يمكنه إحراز تقدم في هذا الشأن”. 

زر الذهاب إلى الأعلى