دولية

إيران تقر باستهدف سفينة عسكرية تابعة لها.. ومسؤول أميركي: هجوم إسرائيلي

كريتر نيوز / متابعات

أقرت السلطات الإيرانية باستهداف سفينة تابعة للحرس الثوري، الثلاثاء، فيما قال مسؤول أميركي لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن إسرائيل أخطرت واشنطن بقصفها للسفينة الإيرانية “ساويز” في البحر الأحمر.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، الأربعاء، الهجوم الذي تعرضت له السفينة الإيرانية “ساويز”، الثلاثاء، في البحر الأحمر.
وقال المتحدث، إن “الانفجار وقع صباح الثلاثاء، بالقرب من سواحل جيبوتي، وتسبب في أضرار طفيفة دون وقوع إصابات”، مضيفاً أن “ساويز” هي “سفينة مدنية متمركزة هناك لتأمين المنطقة ضد القراصنة”، بحسب تعبيره.
وقالت وكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية، الأربعاء، إن سفينة ترفع العلم الإيراني، تعرضت لألغام في البحر الأحمر في نفس اليوم الذي اجتمعت فيه طهران والقوى العالمية في فيينا، لإجراء محادثات بشأن برنامج طهران النووي.
وتتمركز سفينة “ساويز” التابعة للحرس الثوري الإيراني في المنطقة منذ سنوات، وفقاً لـ “تسنيم”، التي أشارت إلى أن السفينة تتولى مهمة إسناد القوات الخاصة الإيرانية العاملة في حماية السفن التجارية الإيرانية خلال السنوات القليلة الماضية.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية عن التلفزيوني الإيراني الرسمي، إقراره بالهجوم على السفينة التي يعتقد أنها قاعدة للحرس الثوري، لافتة إلى السفينة كان على متنها “رجال يرتدون ملابس عسكرية”.
ووفقاً لبيانات جمعتها وكالة “بلومبرغ”، فإن السفينة الإيرانية كانت تتمركز في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر، قبالة سواحل إريتريا.
وأضاف مسؤول أميركي، لصحيفة “نيويورك تايمز”، أن الإسرائيليين وصفوا الهجوم بأنه “انتقام” من ضربات إيرانية استهدفت سفن إسرائيلية أو يملكها إسرائيليون، لافتاً إلى أن السفينة تضررت تحت مستوى خط المياه.
وحسبما ورد في تقرير لـ”أسوشيتد برس”، فإن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، يطلق على السفينة الإيرانية “ساويز” اسم “السفينة الإيرانية الأم” في المنطقة، مشيراً إلى أنها قاعدة لجمع المعلومات الاستخباراتية، ومستودع أسلحة للحرس الثوري.

وجاء الهجوم في الوقت الذي اجتمع فيه مسؤولون إيرانيون في العاصمة النمساوية فيينا للتفاوض بشأن إعادة إحياء اتفاق عام 2015، الذي كان مصمماً لكبح جناح الأنشطة النووية الإيرانية، إلا أن انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من هذا الاتفاق في عام 2018، أدى إلى تعميق التوترات في الشرق الأوسط، وأعقبه زيادة في الهجمات على السفن التي غالباً ما يتم اتهام إيران بالمسؤولية عن تلك الهجمات.
“نيويورك تايمز”، نقلت عن المسؤول الأميركي، الذي لم تسمه، أن هناك احتمالية لما وصفه بـ”تأخر الهجوم” الإسرائيلي، للسماح بحاملة الطائرات “دويت دي آيزنهاور” بالمرور من المنطقة، وابتعادها قليلاً عن السفينة، إذ كانت حاملة الطائرات بعيدة بنحو 200 ميل عن السفينة الإيرانية وقت الهجوم.
وعبرت حاملة الطائرات منذ 3 أيام ممر قناة السويس، وذلك بعدما بقي مغلقاً على مدار أسبوع جراء جنوح السفينة أيفر غيفن” في 23 مارس الماضي، وتعطل الملاحة الدولية فيه.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، جيسيكا ماكنولتي، الثلاثاء، إن الوزارة “على علم بالتقارير الإعلامية حول الهجوم، ولكن القوات الأميركية لم تشارك في الحادث”.
يأتي الحادث وسط تقارير عن “حرب بحرية” غير معلنة بين إسرائيل وإيران، إذ أشارت تقارير إلى أن تل أبيب، ضربت ناقلات نفط إيرانية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.
وتعارض الحكومة الإسرائيلية الاتفاق النووي لعام 2015، ولا تريد أن تتخلى الولايات المتحدة عن العقوبات المفروضة على طهران، دون اتفاق جديد يعالج برنامج الصواريخ الباليستية للأخيرة.
وتأتي حادثة الثلاثاء في أعقاب عدة هجمات استهدفت سفن إيرانية وإسرائيلية خلال الشهر الماضي. ففي 25 مارس، أفادت القناة “12” الإسرائيلية، أن سفينة مسجلة في إسرائيل أصيبت بصاروخ إيراني في بحر العرب. وقبلها بـ10 أيام، ألقت إيران باللوم على إسرائيل في انفجار سفينة حاويات في البحر الأبيض المتوسط.

“قاعدة تجسس”

وفي سياق متصل، رجحت مواقع بحرية، وخبراء في شؤون الدفاع البحري، أن تكون “ساويز” سفينة تجسس بهوية مدنية، مشيرة إلى أنها “قاعدة مركزية سرية تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وقال المعهد البحري للولايات المتحدة “يو إس إن آي”، إن “الأمر الرسمي والمعلن، أن ساويز سفينة تجارية، لكنها على الأرجح قاعدة مركزية سرية تابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وأضاف المعهد، وهو مؤسسة غير ربحية تعني بشؤون الخدمات البحرية والأمن العالمي، مقرها ولاية ماريلاند الأميركية، أنه “خلال السنوات العديدة الماضية اتهمت تقارير مفتوحة المصادر، ومسؤولين، السفينة بأنها تدار من قبل الحرس الثوري الإيراني”.
وأشار في تقرير له في أكتوبر الماضي، إلى أنه من الصعب إثبات المهام البحرية لسفن مثل “ساويز”؛ “لكن الاستنتاج واضح؛ لا سيما مع مشاهدة رجال يرتدون الزي العسكري على متن السفينة”.

زر الذهاب إلى الأعلى