دولية

بلومبرغ : بايدن يحضِّر لإجراءات “انتقامية” ضد روسيا

كريتر نيوز / متابعات

قالت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، إن الإدارة الأميركية أكملت مراجعة استخباراتية للتجاوزات الروسية المزعومة من قبيل التدخل في الانتخابات، والهجمات الإلكترونية، وذلك تمهيداً لإعلان “إجراءات أميركية انتقامية” في القريب العاجل.
ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن الخطوات المرتقبة قد تشمل عقوبات، وطرد ضباط استخبارات روسيين، ممن يقيمون في الولايات المتحدة تحت غطاء دبلوماسي.
وأشارت الوكالة إلى أنه من المتوقع أن يجتمع كبار المسؤولين الأميركيين الأربعاء، لتحديد الخطوات التي سيتم اتخاذها بهذا الخصوص.
ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على هذه المداولات قوله، إن “الرد الأميركي سيتألف من عدة عناصر، بما في ذلك عقوبات تطال أشخاصاً مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأجهزةً ذات صلة بالتدخل في الانتخابات الأميركية”.
ولفتت الوكالة إلى أن هذه الإجراءات تأتي كنتيجة للمراجعة التي وجه الرئيس الأميركي جو بايدن بإجرائها في أول يوم له بالبيت الأبيض بخصوص روسيا، والتي تشمل أربعة مجالات: التدخل في الانتخابات الأميركية، والتقارير الإعلامية عن مكآفات روسية لاستهداف الجنود الأميركيين في أفغانستان، وهجمات “سولار وايندز” الإلكترونية، إضافة إلى تسميم زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني.
وأعلنت الإدارة الأميركية الشهر الماضي عقوبات ضد مسؤولين روسيين على خلفية تسميم نافالني، لكنها لم تتخذ حتى الآن، بحسب الوكالة، أي إجراءات في المجالات الثلاثة الأخرى.

مقاربة مختلفة

وقالت الوكالة، إن القرار في هذا الشأن قد يكون التحدي الأكبر في السياسة الخارجية خلال الأيام الأولى لرئاسة بايدن، لافتة إلى أن الأخير حدَّد بالفعل مسار العلاقات الأميركية الروسية عندما وصف خلال مقابلة تلفزيونية مع شبكة “إيه. بي. سي. نيوز” في مارس الماضي، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بـ”القاتل”، محذراً من أنه “سيدفع الثمن نظير التدخل المزعوم في الانتخابات”.
وتمثل مقاربة بايدن تجاه روسيا، بحسب “بلومبرغ”، قطيعة مع تلك التي اعتمدها سلفه دونالد ترمب، ففي حين صعَّدت الولايات المتحدة عقوباتِها ضد روسيا، وطردت عدداً من دبلوماسييها خلال فترة ترمب، إلا أنَّ الأخير كان متردداً في الإقدام شخصياً على انتقاد بوتين، كما اعتبر أن التركيز الأكبر ينبغي أنْ يصرف للصين باعتبارها تهديداً للأمن الوطني الأميركي.
لكن سيكون على الرئيس بايدن ومساعديه، وفقاً لـ”بلومبرغ”، الموازنة ما بين الرغبة في استهداف روسيا بعقوبات قوية من ناحية، والحاجة في الاستعانة بها للتعامل مع بعض الأولويات مثل العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وبدء محادثات الحد من التسلح، ومكافحة التغير المناخي، من ناحية أخرى.
والإضافة إلى معاقبة شخصيات معينة، يمكن أن يكون هناك أيضاً طرد لدبلوماسيين روسيين، إضافة إلى محادثات خاصة مع روسيا لعرض الإجراءات الإضافية التي تُحضِّر الولايات المتحدة لاتخاذها.
وتهدف هذه الإجراءات، بحسب “بلومبرغ” إلى إرساء رادع فعَّال ضدَّ أي هجمات إلكترونية في المستقبل، من قبيل تلك التي طالت البرمجية واسعة الانتشار التابعة لشركة “سولار وايندز” التي تتخذ من ولاية تكساس الأميركية مقراً، وأفضت لاختراق عدد من الوكالات الحكومية والشركات الخاصة.
ورفضت روسيا مرات عدة الاتهامات بالتدخل في الانتخابات، وبتسميم منتقديها، كما نفت التقارير عن عرض مكافآت لقتل الجنود الأميركيين في أفغانستان.
كما أنه على الرغم من التوتر المتصاعد بين البلدين، إلا أنه من المتوقع أن ينضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قمة بايدن عن التغير المناخي المقرر عقدها في وقت لاحق هذا الشهر.

زر الذهاب إلى الأعلى