عربية

أزمة الغاز المنزلي تخنق حياة اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي

[su_label type=”info”]كريتر نيوز/ العربية اليمنية / خاص/محمد مرشد عقابي[/su_label]

قدرت تقارير أممية أن نحو 20 مليون يمني لن يحصلوا على وجباتهم خلال شهر رمضان، يترافق ذلك مع أزمة حادة تشهدها العاصمة صنعاء في مادة غاز الطهي بالتزامن مع رفع المليشيات الحوثية الأسعار بنسبة 180 في المائة بالمقارنة بسعر أسطوانات الغاز في المناطق المحررة الأخرى، وأكدت مصادر محلية استمرار أزمة انعدام الغاز المنزلي وارتفاع أسعاره بصورة خيالية في مناطق سيطرة الجماعة.

وذكرت المصادر أن قادة جماعة الحوثي المسؤولين عن توزيع أسطوانات الغاز المنزلي حرصوا منذ مطلع الأسبوع الجاري على افتعال الأزمة وعدم توزيع الأسطوانات على المديريات والأحياء والحارات في صنعاء، الأمر الذي دفع بكثير من العائلات مع دخول رمضان وزيادة الطلب على تلك المادة إلى اللجوء للسوق السوداء للحصول على مبتغاهم وبأسعار مضاعفة، ورجحت المصادر بان قادة ومشرفي الجماعة والموالين لها يقفون وراء افتعال أزمة الغاز الجديدة في مسعى للتكسب من وراء إخفائه ورفع سعره، ويتزامن ذلك مع استمرار الإنعدام الكلي للمشتقات النفطية في المحطات الرسمية وتوفرها بكميات ضخمة في السوق السوداء المنتشرة بطرقات وشوارع وأحياء العاصمة اليمنية.

ويتهم سكان صنعاء مليشيا الحوثي بالوقوف وراء أزمة انعدام الغاز المنزلي وافتعال أزمات معيشية متلاحقة، وقال سكان محليين لوسائل إعلام ان اليمنيين باتوا اليوم على معرفة تامة بأن جماعة الحوثي هي الجهة التي تتكسب من وراء تلك الأزمات المفتعلة من قبلها، مؤكدين بان المليشيات وكعادتها في رمضان من كل عام تعمل على اختلاق الأزمة تلو الأخرى لمضاعفة معاناة المواطنين سواء عبر افتعال أزمة الوقود وغاز الطهي وغيرها من الأزمات الأخرى الخانقة التي تهدف من ورائها إلى التربح عبر بيعها بأسعار خيالية في السوق السوداء حيث يصل السعر لأكثر من 12 ألف ريال للأسطوانة الواحدة سعة 20 لتر.

وتعمدت مليشيا الحوثي أكثر من مرة إخفاء أسطوانات الغاز وإيقاف عملية بيعها بالأسعار الرسمية الموضحة، وفرضت مقابل ذلك العشرات من الجرعات السعرية على الغاز المنزلي ومشتقات الوقود وغيرهما من الخدمات الأساسية والصحية بغية زيادة معاناة اليمنيين والتكسب غير المشروع من وراء ذلك، ويشير خبراء اقتصاد إلى أن توجه الجماعة كل مرة صوب إخفاء الوقود والغاز المنزلي أو رفع أسعارهما يندرج ضمن سياسة السوق السوداء التي تجني منها مليارات الريالات بشكل يومي، وأرجع الخبراء ذلك الإجراء واحداً من مئات الإجراءات المجحفة التي تتخذها المليشيات خصوصاً أثناء المواسم الدينية مثل رمضان والأعياد بحق المواطنين بمناطق سيطرتها من خلال إخفاء المواد الأساسية وفرض جرعات سعرية.

ويشكو سكان صنعاء ومدن أخرى تخضع لسيطرة الحوثيين منذ فترة طويلة من صعوبة في الحصول على أسطوانات الغاز المنزلي نتيجة استمرار المليشيات في التحكم بآلية توزيعها عبر مسؤولي الأحياء الموالين لها إلى جانب بيعها في السوق السوداء التي يسيطر عليها قيادات حوثية رفيعة، ولا يزال أغلب اليمنيين يعانون أوضاعاً معيشية صعبة جراء انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق خصوصاً مع دخول رمضان.

وأعرب برنامج الأغذية العالمي قبل يومين عن خشيته من أن أكثر من 20 مليون يمني لن يتمكنوا من الحصول على وجبات رمضان المفضلة هذا العام، وأوضح البرنامج في تقريره، أن شح الغذاء وغاز الطهي وارتفاع الأسعار واستمرار الصراع كلها زادت من صعوبة الحياة بشكل كبير، مشيراً إلى أن ملايين اليمنيين قد لا يكون لديهم ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة، مشدداً على أهمية الحصول على التمويل والوصول غير المقيد إلى جميع أنحاء البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى