مقالات وآراء

إعادة كتابة التاريخ العربي مسؤولية عربية وقومية

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

للآسف الكثير من الأحداث في التاريخ العربي غير صحيحة وليست واقعية ، وقد درس أبناءنا الطلبة معلومات مغلوطة نتيجة أهواء بعض الكتاب ، أو تدخلات خارجية لتشويه التاريخ العربي

ولنأخذ مثالا على ذلك الحضارات القديمة في بلاد اليمن : معين ، وسبأ ، وحمير ، والقول بأنها سادت كل أرض الجزيرة العربية ، وهذا خطأ تاريخي فقد حكمت هذه الممالك مساحة محددة من أرض اليمن وليست كل أرض اليمن

ونجد حتى في جنوب اليمن على سبيل المثال حضارات أخرى مثل : حضرموت ، وذي ريدان ، وقتبان … وغيرها

ويخطي الباحثين والمؤرخين حول عاصمة الدولة الحميرية ظفار والتي تقع في مدينة يريم بمحافظة إب ، وليست ظفار العمانية أو صلالة كما يزعمون

والركن اليماني في الكعبة المشرفة ليس ركنا لأهل اليمن كما يعتقد بعض الباحثين والمؤرخين ، وإنما سمي بالركن اليماني لأنه يقع على يمين الكعبة

وقد أشار لسان اليمن العلامة أبومحمد الحسن الهمداني في كتابه ” صفة جزيرة العربية ” إلى بلدان اليمن ومعالمها وحدودها الطبيعية

وفي التاريخ الحديث هناك الكثير من الأخطأ فمثلا : لقاء المستكشف البرتغالي فاسكو دي جاما بالبحار العربي أحمد بن ماجد الذي أرشده إلى طريق الهند ، هذا خطأ تاريخي لم يذكره من المؤرخين المسلمين غير النهروالي ، في حين مذكرات فاسكو دي جاما التي نشرت عام 1498م لم تشير إلى ذكر أحمد بن ماجد

أما الغزو البرتغالي للخليج والجزيرة العربية خلال الفترة 1507- 1525 وما كتب عن الأعمال التي قام بها الغزاة من قتل وصلب وجذع أنوف سكان المناطق التي أستولوا عليها فهي حكايات لا أساس لها من الصحة ولم يكتب عنها سوى بعض الرحالة والمؤرخين البريطانيين

ومسألة إعادة كتابة التاريخ العربي وتصويبه تقع على عاتق المؤرخين العرب وإتحادهم المنقسم على نفسه أصلا بين فرعين في بغداد والقاهرة ، فقد كان إتحاد المؤرخين العرب في بغداد وبعد الغزو العراقي للكويت 1990 تم تحويله إلى القاهرة وبقى فرع بغداد يعمل غير معترفا بتحويله للقاهرة

فكيف يمكن لهكذا إتحاد منقسم على نفسه أن يتداعى أعضاءه لإعادة كتابة التاريخ العربي

الله المستعان

كتب/ د. خالد القاسمي

زر الذهاب إلى الأعلى