مقالات وآراء

الوفد العماني يصل صنعاء ثم يغادرها

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]

كتب/
ماجد الطاهري

قبل عدة ايام تداولت جميع وسائل الاعلام أنباء حول وصول وفد “الوساطة”العماني الى العاصمة صنعاء والتقت هناك بقيادة مليشيات الحوثي وكما تحدثت الاخبار حول تباحث الطرفين لإمكانية وقف اطلاق النار مقابل فتح مطار صنعا وميناء الحديدة والدخول في مشاورات سلام جديدة …

الشاهد مما ذكر آنفًا يكمن بتوقيت الحدث وظهور مفاجئ لدولة عمان وهي كما عرفناها كالعروس العذراء حين تخجل من التصريح علنًا بقبول خاطبها للزواج ،فهي حليف المليشيات الحوثية منذ ظهورها وانقلابها على نظام صنعاء ثم اليوم تظهر فجأة كالمسيح المخلِّص يحمل خطايا المذنبين ويخلصهم من شرور انفسهم كما تزعم ملة دين النصرانية ، إذ زعمت مسقط بأنها تضع حجر اساسها في العاصمة صنعاء لتبشر شعب اليمن في الجنوب والشمال بفجر جديد من السلام والوئام والإستقرار …

فقائلٌ يقول أنّى يكون ذالك؟
هل بفتح مطار صنعاء ومينا الحديدة وبقطع (يدى دول التحالف المتبقيتان من قوتها تلك اليدان اللتان تخنق بهما عنجهية وغرور مليشيات الحوثي وتحاصرها) وماهو المقابل؟ دعوة كاذبة لوقف النار كما سبقتها دعوات أخرى لم تنجح، وايضًا المقابل الاخر الدخول بمشاورات المماطلة والتسويف والإرهاص والتشويش، مبادرات الدجل والزيف والأمل بالوهم والسراب ليس إلّا ..

ثقوا أنه لايوجد للتحالف ولا لقوى الشرعية ولا لدولة الجنوب التي ينشدها الأحرار أي مصلحة تذكر من هذا المشروع العماني الأباضي الشيعي مستقبلاً، وانما هو مشروع يدعم المليشيات الحوثية ويقويها ويمكنها من الإستمرار والبقاء ويرجح شوكة موازين القوة لصالحها …

إنّ المشروع الحقيقي للسلام في اليمن لن يأتي من الخارج بل سيكون صادقاً وحقيقياً عندما يكون من الداخل ولابأس حينها بإشراك بعض دول الخارج كشاهدة عليه ولتقريب أطراف الصراع لقبول الحلول والتنازل كلاً للإخر خدمةً لشعبهم …

امّا سلام المبعوثين الدولين وسلام جنيف واستكهولم وواشنطن ومسقط فهو قصص وحكايات واساطير لاتقل عن كتاب كليلة ودمنة وحكايات شهر زاد لإلف ليلةٍ وليله…

زر الذهاب إلى الأعلى