عربية

شلل تشكيل الحكومة.. لبنان العالق بين تحكمات عون ومطالب الحريري

كريتر نيوز/متابعات

باتت الدولة اللبنانية على وشك الانهيار، وأحوال المواطنين يرثى لها بسبب حالة الفشل التي وصلت لها مفاوضات تشكيل حكومة جديدة للبلاد، لتبدو الدولة مهلهلة بين أطماع القوى السياسية وتطلعات رئيس الحكومة المفوض سعد الحريري.

وخلال الأيام الماضية شن الحريري، زعيم تيار المستقبل، وهو الكيان السياسي الأكبر للبنانيين السنة في البلاد، هجوما كبيرا على الرئيس اللبناني ميشال عون، وأعوانه متهما إياهما بعرقلة جهود تشكيل الحكومة الجديدة، عبر محاولة فرض شخصيات بعينها على الحكومة بصرف النظر عن المطالب الشعبية التي تنحصر في تشكيل حكومة تكنوقراط ولا تخضع لحسابات المحاصصة الطائفية.

ولم تنجح أي جهود محلية أو إقليمية في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية لتشكيل الحكومة، في ظل وضع اقتصادي قاتم، ومعاناة تتصاعد يوما تلو الآخر وهو ما ينذر بكارثة إنسانية في البلاد التي تقترب من حافة الإفلاس.

ويتمسك كل طرف من المعنيين بتشكيل الحكومة بشروطه ويرفضون التراجع عنها، حيث يصر جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية، والمتحكم الأول في التيار العوني، على الحصول على الثلث المعطل في الحكومة والمخصص لرئيس البلاد.

ويشترط باسيل تسمية الوزراء المسيحيين في الحكومة، رغما عن الحريري، وهو ما يرفضه زعيم تيار المستقبل، الذي يتمسك بصلاحياته بتشكيل حكومة كاملة من 24 وزير لا تخضع للمحاصصة الطائفية، وفقا للمبادرة التي أطلقها رئيس البرلمان نبيه بري.

والتقى الحريري صباح اليوم السبت مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، في دار الإفتاء بحضور عدد من رؤساء الحكومات اللبنانية السابقين، للحديث عن صلاحيات رئاسة الحكومة، ومحاولة الوصول لاتفاق للخروج من الأزمة.

وعقب لقائه بالمفتى قال الحريري في تصريحات مقتضبة إن الوضع في البلاد يتدهور اقتصاديا واجتماعيا.

وأضاف أن عينه وعين مفتي الجمهورية على البلد، مؤكدا أنه أبلغ المفتي بما حصل معه خلال فترة تكليفه بتشكيل الحكومة.

وحاليا تقول مصادر إن الحريري متمسك بصلاحياته كاملة وعدم محاولة التلاعب بهذه الصلاحيات من خلال ما يسمى بالثلث المعطل، وأنه ربماي قدم على الاعتذار عن تشكيل الحكومة في حال تمسك ميشال عون وصهره بشروطهما.

وتيتمسك الحريري بتشكيل حكومة متوازنة ضمن صلاحياته، المخولة من قبل الدستور، ووفق المبادرة التي أعلن عنها نبيه بري.

زر الذهاب إلى الأعلى