آداب وفنون

جلسة ثقافية في اتحاد ادباء وكتاب الجنوب بعنوان “الترجمة في عدن قبل الاستقلال”

[su_post field=”post_date”][su_spacer size=”10″]
[su_label type=”warning”]كريتر نيوز/العاصمة عدن/لطف فضل حسن[/su_label]

أقيمت عصر يوم الأربعاء ١٦ يونيو ٢٠٢١م في مجلس مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب جلسة بعنوان ( الترجمة في عدن قبل الاستقلال المجيد للجنوب) تحدث فيها الأستاذ الدكتور مسعود عمشوش أستاذ الأدب المقارن ورئيس مركز الترجمة في جامعة عدن. وتأتي هذه الجلسة ضمن الجلسات التي يقيمها الاتحاد في مجلسه كل أربعاء.
استهل الأستاذ مسعود عمشوش حديثه بالإشارة إلى أن عدن هي مدينة متعددة الأعراق منذ ماقبل الاحتلال البريطاني ولكنها رغم انفتاحها وتعدد هوية المقيمين فيها ظلت المدينة محتفظة بعروبيتها. مشيرا في مستهل حديثه إلى الفهم المغلوط لدى الكثيرين من أن الاحتلال البريطاني للمدينة اتخذ طابعا عسكريا وتجاريا فقط دون الإشارة إلى حقيقة الطابع الثقافي للمحتل منذ احتلاله المدينة حيث عمد إلى اعتماد اللغة الانجليزية لغة رسمية في المدينة كجزء من محاولات الاحتلال طمس الهوية العربية لمدينة عدن.
وحول دور الترجمة ونشاطها أشار الدكتور عمشوش إلى أنها كانت أثناء فترة الاحتلال البريطاني سارت على ثلاثة مستويات: رسمي وتجاري وثقافي أدبي.
ففي المستوى الرسمي اضطرت بريطانيا بعد أن اعتمدت اللغة الانجليزية لغة رسمية إلى استقدام مترجمين وتأهيل مترجمين منذ خمسينيات القرن التاسع عشر ومن ذلك ماذكره محمد علي لقمان في مذكراته من أن والده كان يعمل مترجما في مكتب الإقامة. كما أنها عمدت إلى فرض اصطحاب مترجمين من مكتب الإقامة للداخلين إلى عدن .
وعلى المستوى التجاري فقد أصبحت عدن مدينة تجاربة مرموقة أثناء فترة الاحتلال البريطاني لا سيما بعد فتح قناة السويس ولهذا أصبحت الترجمة وسيلة مهمة في الأنشطة التجارية المختلفة في المدينة وإثر ذلك انتشرت عدد من مكاتب الترجمة في عدن.
وعلى المستوى الأدبي أشار الأستاذ عمشوش إلى الدور الذي اضطلع به أدباء عدن في ترجمة الأعمال الأدبية الإنجليزية وغيرها من الأعمال الأدبية الأوروبية التي ترجموها عن الإنجليزية.
كما أن للصحف دورا مهما في هذا السياق حيث نشرت عدد من الأعمال الأدبية المترجمة وكانت من أهم تلك الصحف صحيفة فتاة الجزيرة التي نشرت على صفحاتها ترجمات أدبية لعدد من الأدباء والكتاب الغربيين الكبار . بالإضافة إلى أن محمد علي لقمان عين رئيسا للجنة التأليف والترجمة. كما نشر علي محمد لقمان في تلك الفترة كتابا احتوى على عدد من قصائد الشاعر البريطاني وورد روث .
وفي هذا المجال ذكر الأستاذ عمشوش عددا من المترجمين خصوصا من الأدباء من أمثال محمد علي لقمان وحمزة لقمان وبشير خان وعبدالله فاضل فارع وغيرهم الذين قاموا بترجمة عدد من الأعمال العالمية عن الانجليزية كما ترجموا مقالات علمية وقصصا قصيرة .
وفي ختام حديثه أشار الأستاذ عمشوش إلى أن نتيجة ذلك النشاط الملحوظ للترجمة الأدبية خصوصا منذ أربعينيات القرن العشرين هو تأثر الأدباء في عدن تأثرا مباشرا بالآداب الأوروبية في نتاجهم الأدبي من خلال عملهم كمترجمين وتلقيهم الأدب الغربي بلغته الأم.
وفي ختام الجلسة قدم الحاضرون مداخلاتهم حول هذا الموضوع.
حضر الجلسة الدكتور عبده يحيى الدباني رئيس الدائرة الثقافية والدكتور سالم السلفي رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية عدن وعدد من المثقفين والمهتمين.

زر الذهاب إلى الأعلى