Uncategorized

مفاوضات أمريكا وإيران.. فرص محدودة لانفراجة تكتيكية

كريترنيوز /متابعات /البيان/القاهرة

 

بعد 12 يوماً من التصعيد العسكري المتبادل بين إيران وإسرائيل، ورغم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، فإن المشهد الإقليمي لا يزال هشاً، في ظل استمرار التوترات وانعدام الثقة بين الأطراف.

بينما يطرح هذا التطور تساؤلات جوهرية حول إمكانية استثمار لحظة التهدئة في إحياء المسار الدبلوماسي المتعثر منذ سنوات. وفق مراقبين، تشير القراءة الأولية لمواقف الطرفين إلى أن فرص تحقيق اختراق كبير في المدى القريب تبقى ضعيفة.

 

من برلين، يقول خبير العلاقات الدولية محمد خفاجي لـ «البيان»: إن «التقديرات تشير إلى أن فرص حدوث انفراجة قريبة في المفاوضات الأمريكية الإيرانية تظل محدودة، وإن لم تكن مستحيلة على المدى المتوسط، ذلك أن العوامل المؤثرة في هذا المسار معقدة ومتشابكة».

تشمل تلك العوامل الفجوة الكبيرة بين مطالب الطرفين، في وقت تصر إيران على رفع العقوبات بالكامل، فيما تطالب واشنطن بضمانات أشمل تتعلق بالبرنامج النووي والصاروخي والنفوذ الإقليمي الإيراني.

ووفق الخفاجي، فإن الضغط الاقتصادي الناتج عن العقوبات الأمريكية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 أدى إلى تراجع كبير في صادرات النفط الإيرانية، ما قد يدفع طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات.

لكنه في الوقت ذاته يعزز من تشدد بعض دوائر القرار داخلها «كما أن هناك شبكات داخلية مرتبطة بالحرس الثوري تستفيد من العقوبات من خلال تجارة موازية غير رسمية تدر أرباحاً كبيرة، ما يجعل بعض الجهات مستفيدة من استمرار الوضع الراهن»، على حد تعبير الخفاجي.

 

 

أما في الداخل الأمريكي، فتواجه أية إدارة ضغوطاً من الكونغرس وجماعات الضغط لضمان منع إيران من تطوير سلاح نووي. كما تظل الأوضاع الإقليمية عاملاً إضافياً يزيد من صعوبة التوصل إلى توافق.

 

وبالتالي فإن غياب الثقة المتبادلة وتراكمات تاريخية من العداء يجعل أي انفراجة في هذا الملف مشروطة بتوافر إرادة سياسية حقيقية وتدرج في بناء الثقة، عبر ملفات جزئية قابلة للتنفيذ.

 

حذر متبادل

من القاهرة، يقول مستشار المركز العربي للدراسات، أبو بكر الديب لـ «البيان»، إنه بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل «تعود فرص تحقيق انفراجة في المفاوضات الأمريكية الإيرانية إلى الواجهة، لكنها لا تزال مرهونة بالحذر المتبادل، والظروف الإقليمية والدولية المعقّدة».

ويُلاحظ أن الهدوء النسبي الذي أعقب التصعيد الأخير قد يفتح نافذة ضيقة لاستئناف المسار الدبلوماسي، بحسب الديب الذي يضيف: «إدارة ترامب الحالية، التي باتت تدرك كلفة التصعيد على المصالح الأمريكية.

قد تسعى إلى استثمار وقف إطلاق النار في تمرير تفاهمات محدودة، خصوصاً تلك المتعلقة بالملف النووي ومنع إيران من بلوغ مستوى التخصيب العسكري الكامل. في المقابل، ترى طهران أن صمودها في وجه الضغوط السياسية والعسكرية يمنحها أوراق قوة، لكنها في الوقت نفسه بحاجة ماسّة إلى تخفيف العقوبات وإنعاش الاقتصاد».

 

وفي السياق، قد يجد الوسطاء الإقليميون، كسلطنة عُمان وقطر، في هذا التوقيت فرصة لإحياء محادثات غير مباشرة، عبر مقترحات محدودة تشمل الإفراج عن أموال إيرانية مجمّدة أو تخفيفاً جزئياً للعقوبات مقابل التزامات تقنية نووية.

تبعاً لذلك، فإنه بعد وقف إطلاق النار عقب 12 يوماً من التصعيد، ثمة فرصة واقعية، ولكن محدودة لتحقيق انفراجة جزئية أو تكتيكية في المفاوضات، وليست شاملة أو دائمة. وأي تفاهم محتمل سيكون مؤقتاً ومرهوناً بضبط النفس الميداني

 

من: مصطفى عبدالقوي، ووفاء عيد، ومدحت عبدالحميد

زر الذهاب إلى الأعلى