275 مليون دولار يومياً.. هل يصبح إيلون ماسك أول تريليونير في التاريخ؟

كريترنيوز/ متابعات /رضا أبوالعينين
في خطوة من المحتمل أن تكون الأضخم في تاريخ الشركات الأمريكية، يتجه المساهمون في شركة تسلا لإقرار حزمة أجر جديدة لرئيسها التنفيذي إيلون ماسك قد تصل قيمتها إلى 1 تريليون دولار، الحزمة، التي تتطلب من الشركة تحقيق سلسلة أهداف طموحة تشمل بيع 20 مليون سيارة كهربائية إضافية وتشغيل مليون روبوتاكس وبيع مليون روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي، تأتي في وقت يواجه فيه ماسك تحديات كبيرة في قيادة الشركة.
الحزمة المقترحة تمنح ماسك حصة إضافية بنسبة 12% من أسهم الشركة، موزعة على 12 دفعة خلال عشر سنوات، شريطة تحقيق أهداف محددة تشمل أيضا الوصول إلى 10 ملايين مشترك نشط في برنامج القيادة الذاتية الكامل ورفع القيمة السوقية للشركة إلى 8.5 تريليونات دولار، أي ما يقرب من ستة أضعاف القيمة الحالية البالغة حوالي 1.5 تريليون دولار، وإذا تحقق ذلك، سيصبح ماسك أول تريليونير في العالم، وفقا لـ cnn.
وتأتي هذه الحزمة في وقت يواجه فيه ماسك انتقادات متزايدة من كبار المستثمرين ومؤسسات استثمارية بارزة، بما في ذلك صندوق الثروة السيادي النرويجي والمعاشات العامة الأمريكية، الذين وصفوا الخطة بأنها “مبالغ فيها” وتشكل مخاطر على استقرار الشركة وسمعتها، كما أعرب البابا ليو عن اعتراضه، معتبرا أن هذه المكافأة تمثل مثالا على الفجوات الهائلة في الثروة العالمية.
وصرح روس جربر، الرئيس التنفيذي لشركة Gerber Kawasaki لإدارة الثروات، بأن تركيز ماسك على مشاريع أخرى، مثل شركته الناشئة في الذكاء الاصطناعي xAI، يشكل خطرا على عمليات تسلا الأساسية.
وقال: “كان من الممكن أن تكون تسلا أكثر شركة مؤثرة في مجال المناخ في التاريخ، بدلاً من ذلك تتحول إلى مشاريع غير منتجة”.
كما يواجه ماسك تحديات متعلقة بمبيعات سيارات تسلا الكهربائية التي انخفضت بنسبة 6% هذا العام، مع توقع استمرار التراجع بنسبة 7% في 2025، بينما أدت سياساته السياسية ودعمه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تقليص جاذبية العلامة التجارية في أسواق رئيسية مثل كاليفورنيا وأوروبا، فيما تتزايد المنافسة في السوق الصينية من شركات مثل BYD وXiaomi وXPeng وNIO.
من جانبه، يؤكد ماسك أن الحزمة ليست مجرد مكافأة مالية، بل أداة للحفاظ على سيطرته على الشركة، وخلال مكالمة للمستثمرين، انتقد شركات الاستشارات Proxy Advisory Firms لمعارضتها الحزمة، وموضحا أنه يحتاج إلى حصة كافية لضمان تأثير قوي، دون أن يكون غير قابل للفصل إذا جن جنونه.
ويشير خبراء الإدارة إلى أن التحدي الأكبر للحزمة هو عدم وضوح القدرة على تحقيق الأهداف المحددة، مثل طرح مليون روبوتاكس وبيع مليون روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى الوصول إلى عشرات ملايين المستخدمين لبرنامج القيادة الذاتية.
وقال غوتام موكوندا، أستاذ الإدارة بجامعة ييل: “تقييم تسلا الحالي لا معنى له إلا إذا نسبتم قوى سحرية لماسك، فالتكنولوجيا التي يمتلكها منافسوها مثل Waymo أفضل بكثير”.
ويرى أنصار ماسك أن نجاح الحزمة يعتمد على دوره المحوري في مستقبل تسلا، خصوصا مع توجه الشركة نحو السيارات ذاتية القيادة، الروبوتات، وخدمات “روبوتاكس”.
وقال دان إيفز، محلل لدى Wedbush Securities: “المساهمون سيدعمون الحزمة بقوة، فماسك هو الأصل الأهم لتسلا، وهو القادر على قيادة الشركة نحو المستقبل الروبوتي والقيادة الذاتية”.
وتبرز في هذا السياق المخاطر القانونية المحتملة، إذ سبق لمحكمة ديلاوير أن اعتبرت أن مجلس إدارة تسلا لم يكن مستقلاً بالكامل عند الموافقة على حزمة أجر ضخمة لماسك في 2017، وهو ما قد يكون له تأثير على الحزمة الحالية إذا لم يتم الالتزام بمعايير الحكم الصارمة.
تجدر الإشارة إلى أن حزمة الأجر هذه لا تمنح ماسك راتبا نقديا أو مكافآت تقليدية، بل تعتمد بالكامل على نمو قيمة أسهم الشركة وتحقيق الأهداف المحددة. وإذا تحقق ذلك، سيحصل ماسك على ما يعادل 275 مليون دولار يوميا على مدى عشر سنوات، بحسب حسابات خبراء السوق.
ويترقب العالم، والمستثمرون على وجه الخصوص، نتيجة تصويت المساهمين في اجتماع الجمعية العامة السنوي المزمع عقده الخميس، حيث قد يشهد العالم صعود أول تريليونير في التاريخ، أو احتمال انسحاب ماسك من تسلا إذا رفض المساهمون منحه هذه الحزمة غير المسبوقة