أمين عام الانتقالي أحمد لملس في حوار هام : نتعامل مع الشرعية باحترام لكن البعض يعمل على توظيفها لأجندة حزبية
[su_label type=”warning”]كريترنيوز /متابعات[/su_label]
حاوره / أديب الشاطري
لنبدأ من آخر ما يمكن الحديث عنه عن مشوار المجلس الانتقالي الجنوبي وإلى أين وصل؟
آخر ما يمكن الحديث عنه عن نجاحات المجلس وإنجازاته فنستطيع أن نقول بفخر أننا نشعر برضا كبير، ونحن نلمس هذه النجاحات التي تحققت وفي وقت قياسي يتجاوز ما كنا نخطط ونرسم لبلوغه أكان داخليا أم خارجيا، وهو ما جعل قضية شعبنا تقتحم كل الأبواب التي كانت موصدة أمامها إلى وقت قريب. ومن خلال ما سمعنا ولمسنا فإن هناك ثقة كبيرة، وهناك اهتمام متزايد من المجتمع الدولي بالمجلس الانتقالي وتقدير عالٍ لدوره، وإعجاب بمستوى إسهاماته في إدارة الشأن السياسي والعسكري في الجنوب، وخاصة بعد أحداث 29و30 يناير الماضي، والتي قدم المجلس للأشقاء في دول التحالف وللعالم باعتباره، مؤسسة دولة متكاملة ومتماسكة، صادقة وحصيفة في إدارتها للأزمات وفي احترام الالتزامات.
إن ما لمسناه من اهتمام ومن حرص من المجتمع الدولي على التواصل مع المجلس والاهتمام بمعرفة موقفه والإنصات لصوته، كلها مؤشرات قوية على أن العالم بدأ مؤخرا يتلمس طريقه إلى الجنوب والوقوف على مطالبه، والاعتراف بمشروعية مطالبه في استعادة دولته، وهذا هو ما يبرر تنامي وتزايد الحملات الإعلامية المناهضة للمجلس وللجنوب من تلك القوى التي استشعرت خطر وجود كيان جنوبي قوىي يحظى بالتفاف شعبي واسع حوله في الداخل وقبول واحترام دولي له ولمطالبه.
*ماذا عن البناء التنظيمي الداخلي للمجلس ، هل تم استكمال ذلك؟
كما أشرنا سابقاً ، هناك عمل متكامل يمضي على مسارين داخلي وخارجي وكلا المسارين حققا نجاحاً كبيراً ، وبما يتعلق بالبناء التنظيمي الداخلي قطع المجلس الشوط الأكبر وربما شارف على الانتهاء من ذلك ،حيث تم تشكيل الجمعية الوطنية ،ثم القيادات المحلية للمحافظات والمديريات ،وافتتاح مكاتب العلاقات الخارجية في مختلف القارات ،وأخيراً إعادة تشكيل دوائر الأمانة العامة للمجلس وتعيين أمين عام جديد ،كل تلك الخطوات كانت مهمة في توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صنع القرار الجنوبي ،ناهيك عن كونها مثلت تأكيداً على أن المجس الانتقالي كان إرادة شعبية انطلقت من القواعد ولم تكن رغبة بجماعة أو بنخبة سياسية محددة.
*وماذا عن المكونات التي لم تنضم إلى هيئات المجلس؟ ماهي استراتيجية التعامل معها؟
منذ التفكير بإنشاء المجلس وما بعد إنشائه خضنا وما زلنا وسنواصل خوض حواراتنا مع كل القوى الوطنية الجنوبية على قاعدة التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، وعلى هذا الأساس فأبواب المجلس كانت وستظل مفتوحة لكل جنوبي يؤمن ولا يتنازل عن حق شعبنا في استعادة دولته كاملة السيادة على أرضه وعدا ذلك فأي تباينات ستكون قابلة للنقاش وسنتفق عليها.
*ما الذي ينتظره المجلس الانتقالي الجنوبي حتى يعلن قراره بفك الارتباط عن الشمال، خاصة وهو يسيطر على الأرض الجنوبية ولديه قيادات تمثله وتتبنى توجهاته في المحافظات والمديريات؟
في المرحلة الحالية نحن ملتزمون وأوفياء للأشقاء في التحالف العربي بأن نكون معهم في خوض معركة إنهاء الانقلاب وسنمضي في ذلك حتى تتوقف الحرب ويبدأ المجتمع الدولي برعاية تسوية سياسية شاملة للمشكلة في اليمن وستكون قضية شعب الجنوب جزءاً أساسياً منها، وهنا سنضع قضيتنا بقوة وسندافع وبإصرار عن حقنا في استعادة دولتنا، ويقيناً أن العالم لن يفرض علينا حلولاً تنتقص من حقنا في الاستقلال والحرية والانطلاق نحو المستقبل.
لكن ما يهم الإشارة إليه قبل كل ما أشرنا إليه آنفا هو أننا حاليا مشغولون ببناء مؤسسات الدولة الجنوبية، وإعادة بناء الإنسان الجنوبي، حتى نكون جاهزين لتسلم دولتنا والنهوض بها وتقديم نموذج جاذب للإقليم وللعالم للتعاطي معنا وخلق علاقات أخوة وشراكة ندية تساعدنا على أن نحتل المكانة اللائقة بنا كشعب كان رائداً فيما مضى في مختلف المجالات اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
*يتساءل كثيرون عن معنى المجلس الانتقالي وما مصيره بعد استعادة الدولة الجنوبية؟
معنى المجلس الانتقالي واضح ويمكن فهمه حرفيا بأن وجوده يقتصر على إدارة المرحلة الانتقالية من الوضع الحالي إلى الدولة الجنوبية القادمة، إذ أن المجلس كيان مؤقت ينتهي بتحقق الهدف الذي جاء لأجله، وإذا ما استطاع المجلس أن يحقق ذلك ويصل بقضية شعبنا إلى بر الأمان فإن ذلك يكفيه، وسيشرفه أن يرعى عملية ديمقراطية شفافة وسليمة تتنافس فيها كل مكونات الشعب الجنوبي على الوصول إلى سدة الحكم وإدارة المرحلة اللاحقة.
*يتعرض المجلس الانتقالي لاستهداف متواصل من قبل عدد كبير من وسائل الإعلام التابعة لخصومه وأهمها تلك الممولة من قطر أو التابعة لها، في حين لا يبدو أن للمجلس وسائل إعلام ولو في حدها الأدنى للدفاع عنه وتبني خطابه؟
نعم ؛ منذ اليوم الأول لإعلان عدن التاريخي ثم تشكيل المجلس تعرض لحملة شعواء تجاوزت المهنية والأعراف الصحفية وبعضها تجاوز الأخلاق، لكن الحمد لله لم تفلح كل الماكنة الإعلامية الضخمة في التأثير على المجلس ولا على الالتفاف الشعبي حوله، بل ربما زادته انتشاراً وعرفت العالم به وخدمته من حيث لا تدري.
بالنسبة لإعلام المجلس فرغم افتقاره فيما مضى وربما مازال لمؤسسات إعلامية تتمتع بالإمكانات المادية والبشرية اللازمة إلا أنه ومعه كل وسائل الإعلام المنتمية والمؤمنة بالقضية الجنوبية استطاع أن يخوض وبأقل الإمكانات وبقوة حرباً شرسة استطاع أن يخرج منها منتصرا، وأن يفضح ادعاءات وحملات التشهير الممولة من الحكومة ومن الأحزاب التي تختطفها ومن دول قدمت مالاً سخياً لاستهداف المجلس والتحالف وتحديداً الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وطالما كنا على ذكر الإعلام فإننا نزف إلى شعبنا بشرى قرب انطلاق قناة تلفزيونية جنوبية خالصة نتمنى أن تسهم في ملء الفراغ الإعلامي الحاصل، كما سنقوم بدعم الإصدارات الصحفية والتوسع فيها ، والأهم من ذلك أن المجلس سيتبنى ويدعم عملية تأهيل الكوادر الإعلامية الجنوبية ليتمكنوا من مواكبة الجديد في مجال الإعلام، وهذا يندرج ضمن إعادة بناء الكادر الجنوبي الشاب ليتحمل إدارة مؤسسات الدولة الجنوبية القادمة بكفاءة واقتدار.
*ماهي نقطة الخلاف الرئيسية مع الشرعية في الوقت الحالي وكيف تقيمون خطورة استخدامها من قبل بعض القوى لتمرير أجندات حزبية ليست من صلب المهام المفترضة لهذه الشرعية؟
نحن عملنا ولا زلنا نتعامل مع الشرعية باحترام وما زلنا نقف في خندق واحد مع الصادقين فيها في مواجهة مشروع الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، لكن للأسف نجد البعض يعمل على توظيف هذه الشرعية لتمرير أجندة حزبية تتناقض ولا تتفق مع مهامها ولا تخدم أهداف عاصفة الحزم وإنهاء مشروع الانقلاب بل على العكس من ذلك تسعى إلى تعكير الأجواء في الجنوب وهذا أمر خطير وحذرنا منه مرارا باعتباره يهدد السلم المجتمعي ويضع العراقيل امام عملية الاستقرار وجهود إحلال السلام.
*ماهي رؤيتكم للحل للأزمة القائمة في الجنوب واليمن عموما؟
بالنسبة للجنوب رؤيتنا واضحة وأعلناها في أكثر من مناسبة وهي تقوم على ألا حل ولا أمن ولا استقرار لا في اليمن ولا المنطقة إلا باستعادة دولة الجنوب بحدود 21مايو 1990م.
أما في اليمن فالحل يبدأ أولاً من وقف الحرب والجلوس على طاولة مفاوضات تفضي إلى تسوية عادلة ،وتوقف كل مظاهر التدخل الخارجي والوصاية على هذا البلد الشقيق ،أكان التدخل الإيراني عبر جماعة الحوثي أو القطري عبر جماعة الإصلاح (جناح تنظيم الإخوان في اليمن) ونحن من جهتنا سنكون داعمين لأي جهود توقف الحرب وتنهي الانقلاب ،وتوجد نظاما وطنيا عادلا يحقق آمال الشعب ويحترم علاقات الجوار أكان مع شعب الجنوب أو باقي دول الجوار في المنطقة وفي مقدمتها الحفاظ على أمن الأشقاء في المملكة العربية السعودية.