تقارير وحوارات

تقرير لشقائق يرصد واقع حال أمهات الشهداء الجنوبيين في العاصمة عدن.

كريتر نيوز/ تقرير / أم أحمد 

أم الشـهيد هي الإنسانة الأم وهي مدرسة انجبت وربَّت وسهرت وضحّت وصبرت وقدمت فلذة كبدها قرباناً لأجل الوطن، واحتسبت وصار أبنها بكل فخر وشموخ ( شهيداً) ولكنها لايمكن أن تنساه أبداً، حتى لو نساه العالم بأسره يظل اسمه محفوراً في قلبها وذكره على بالها في حلِّها وترحالها، وتظل روحه تلامس روحها طول حياتها .

 ولمعرفة واقع حال أم الشهيد الجنوبي في ظل ما تعانيه  من حزن وكبد لايعلم حجمه غير الله على فقدان فلذة كبدها، وللتعرُّف عن كثب عن ماتشعر به وماتعانيه وماتتمناه ومالاقته من اهتمام ورعاية أو عكس ذلك من قبل جهات الاختصاص بالدولة، التقت صحيفة شقائق عدداً من أمهات الشهداء الجنوبيين وتبادلت معهن أطراف الحديث، وأعدت تقريراً صادماً مفاده أن أم الشهيد لم تلق الرعاية المطلوبة من قبل جهات وصلت إلى كرسي المسؤولية بفضل الله ثم بفضل دم الشهيد.

للأسف وجدت الأم نفسها ببعض الحالات كالمتسوِّلة تقف في طوابير طويلة تحت حرارة الشمس لعدة أيام أحياناً على أبواب بعض المرافق أو المؤسسات بانتظار فتات إكرامية أو سلة غذائية أو راتب زهيد من الشرعية لايُسمن ولايغني من جوع، ناهيك عن ما تلاقيه أحيانا في طوابير الهيانة من صراخ وشتائم في وجهها من أشخاص لايساوون جزمة الشهيد بحسب إفادات أمهات الشهداء اللواتي أوضحن بالقول : يتم جمعنا بطريقة مركزية بأعداد تتجاوز ألف شخص ذكورا وإناثا دفعة واحدة مثل ما حدث مؤخراً في رمضان بالمعهد المهني بالمنصورة، حيث مكثنا في طوابير يومية من الساعة الواحدة ظهراً ونحن صيام في الحر الشديد حتى بعد منتصف الليل من أجل استلام سلة غذائية.

وأضفن” هذا تعذيب وتطفيش خالٍ من أي معاملة إنسانية كريمة، وللأسف يتخاطبون معنا بغطرسة وكأنهم يتصدقون علينا من جيوبهم، حيث أن أم الشهيد الجنوبي لم تلقَ الاحترام ولا الاهتمام المطلوب، ولا التعويض اللائق، وقد تم تقسيم شهداء الجنوب خصوصاً الذين سقطوا في العام 2015 م إلى فريقين فريق يتبع الشرعية وفريق يتبع التحالف مع فوارق شاسعة في رواتبهم الشهرية، حيث يستلم الشهيد في سجلات الشرعية 58 ألف ريال يمني، فيما يستلم الشهيد في سجلات التحالف 270 ألف ريال أكثر بخمس مرات من راتب الشرعية، فوارق وتمييز غير مبرر وغير منطقي لشهداء الوطن الجنوبي الواحد، بالإضافة إلى ماتلاقيه من عناء ومشقة عند استلام الراتب أو الإكرامية أو السلة الغذائية إن وجدت، بالإضافة إلى تلقيها وعوداً متكررة وابتزازاً مالياً من قبل بعض مكاتب توهمهم بصرف أراضٍ لأسر الشهداء والجرحى وعقود تمليك وهمية مقابل مبالغ مالية تصل إلى 200 ألف ريال يمني بحسب افاداتهن. 

وأشرن إلى أن أم الشهيد أصبحت الضحية الثانية بعد ولدها الشهيد وتوشك سوء المعاملة التي تلاقيها أن تلحقها بالشهيد،مطالبين جهات الاختصاص بتوحيد رواتب أسر الشهداء الجنوبيين وإزالة الفوارق الغير مبررة وكذا صرف أراضٍ رسمية غير متنازع عليها لأسر الشهداء بمخطط سكني يليق بهم، وكذا معاملة أم الشهيد معاملة إنسانية حسنة وتسهيل حصولها على مستحقاتها دون عناء أو مشقة. 

 وفي السياق نفسه سردت عدد من الأمهات قصص استشهاد أولادهن أبان الغزو الحوثي العفاشي للعاصمة عدن بالعام 2015م، حيث قالت أم الشهيد صالح : لقد سطَّر أولئك الأبطال أروع ملاحم الصمود والتصدي ووقفوا شامخين رغم الامكانيات البسيطة في وجه الغازي ولقَّنوه دروساً لاتُنسى في الرجولة والشجاعة والفداء، حيث كان عدد من أولئك الشجعان يتناوبون بالمتارس على بندقية واحدة صباحاً ومساءا ونالوا الشهادة وهم مقبلين لامدبرين وسقوا بدمائهم الزكية أرض الجنوب التي نراها اليوم بفضل الله ثم بدمائهم الطاهرة حرة.

 وتابعت حديثها متسائلة ” لم نتوقع أن يأتي يوم نرى فيه جنوبياً شريفا يفرط أو يساوم في دمائهم وتضحياتهم أو يتعامل مع أم الشهيد كمتسوِّلة أو مسكينة تحتاج صدقة منه، وبالفعل لقد أصبحت أم الشهيد أشبه بالمتسوِّلة تحمل بيد ملفات فلذة كبدها وباليد الأخرى حسرات وآلام وأحزان لايعلم حجمها غير الله، تقرع أبواب المكاتب لعلها تجد من يواسيها أو يخفف من أحزانها، وتتابع وهي تتحسر وتتألم “لقد اضطررنا للذهاب اضطرتنا الظروف المعيشية القاسية ووعودعم الكاذبة لنتسوَّل بمكاتبهم لعلنا نجد الجواب الشافي ووجدنا معاملة سيئة وأحيانا يصرخون في وجوهنا وطوابير في الشمس وأحيانا نظل نعاودهم عدة أيام نخسر الذي تحتنا وفوقنا من أجل أن نستلم فتات الإكراميات، وأحيانا يصدمونا بسقوط الاسم سهواً ويعيدونا إلى نقطة الصفر، وهات ياتصوير ملفات وجعجعة وبهدلة لايعلمها غير الله، حيث جعجعونا في بئر فضل لأكثر من شهر ونحن رايحين جايين صرفيات وخسائر وبهدلة وهم يكذبون علينا بمخطط سكني وأراضٍ وهمية للشهداء ، وفي النهاية تعرَّضنا لإطلاق ن

زر الذهاب إلى الأعلى