تقارير وحوارات

البطالة وغلاء المهور .. حواجز أمام زواج الشباب وهاجس يشغل أغلب الأسر الجنوبية.

 

كريترنيوز /صحيفة شقائق / تقرير

في ظل الانهيار المستمر للعملة المحلية ، ومارافقها من ارتفاع الأسعار والتضييق على معيشة المواطن الجنوبي الواقع بحسب تصنيف الشرعية اليمنية بالمناطق المحررة، حيث طالت المعاناة جميع نواحي الحياة بالإضافة إلى تفشي البطالة بين صفوف الشباب الأعزب سواء أصحاب الشهادات من خريجي المعاهد والجامعات أو الغير متعلمين في ظل غياب الدولة إلى جانب غلاء المهور لاسيما وإن المهر مرتبط بالذهب وبالريال السعودي وبالدولار وبملحقات أخرى من حفلات وذبائح وقاعات وكوافير جميعها مكلفة ومرتبطة بنزول أو صعود الدولار ما جعل الزواج مشروعا معقدا وطويل الأمد ، وبحاجة إلى سنين من الكد والعمل والإدخار وعقبة إجبارية أمام أغلب الشباب وهاجس يشغل أغلب الأسر الجنوبية،
فيما ربط آخرون غلاء المهور بتمسك بعض الأسر بالموروث الاجتماعي التقليدي والتفاخر إضافة للشروط التعجيزية التي تضعها بعض العائلات.

غلاء المهور والبطالة وعزوف الشباب عن الزواج :

تعد البطالة أكبر هاجس يؤرق مضاجع أغلب الأسر الجنوبية لما لها من تبعات خطيرة على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة ككل ،فالشاب الفقير العاطل عن العمل لايستطيع الزواج و أيضاً عرضة للاستقطاب وللانحراف وفريسة سهلة تسقط في شباك تجار الحروب والمخدرات والإرهاب، فالحاجة إلى المال تبرر الوسيلة. فأصبحت البطالة والمهور ومراسم الزفاف المكلفة أحد أسباب عزوف الشباب عن الزواج،
وبحسب تقارير تصل تكاليف الزواج إلى ما يقارب 10 آلاف دولار، وهو مبلغ لا يمكن لمعظم الشباب توفيره مع تدهور القدرة الشرائية للجنوبيين ، وفي ظل الانهيار المستمر للعملة المحلية،
فيما يرى آخرون أن غلاء المهور هو نتيجة حتمية لانهيار العملة المحلية ولغلاء الأسعار في الجنوب بسبب الحصار والأزمات الاقتصادية والخدمية المفتعلة منذ العام 2015م حتى اللحظة.

تكاليف إجبارية لايتم الزواج إلا بها :

ويرى بعض الشباب أن غلاء المهور ليس وحده السبب في عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة الفتيات العوانس ، فمصاريف حفل ومراسيم الزفاف التي تشمل تأجير قاعة لإقامة المراسم والذبائح والكوافير والتعاقد مع فنانين هي الخطوات الضرورية التي لا يمكن أن يكتمل الزواج دونها في بعض المجتمعات الجنوبية خصوصًا من الطبقات المتوسطة والفقيرة، حيث يتم التفاخر بحجم وتكلفة مراسم الزواج والسعي ، لأن تبقى حديث الناس ، وكي تتناقلها الألسن لفترة من الزمن،
واعتبر مختصون أن الزواج في بعض المجتمعات العربية أصبح شراكة مبنية على الماديات والطبقات يفتقر إلى جوهره الرباني الروحاني المبني على الألفة والمحبة والتفاهم إضافة إلى ذلك تدخل العائلة السلبي في قرارات (البنت) بخصوص مستقبلها، قد يرفضون الزواج من شاب تحبه لأنه لا يفي بالمعايير المطلوبة بالنسبة لهم.

التفاخر السلبي والمعاندة بين الفتيات :

وبحسب بعض الفتيات فإن الحاصل هو نوع من المعاندة والتفاخر فتلك الفتاة لاتريد أن تكون أقل شأنًا من صديقتها تلك ، بل تريد مهرًا أعلى ومراسم وحفلات ومجوهرات أفضل وأكثر تكلفة بغض النظر عن الحالة المادية للشاب الخاطب ، وتصل تكلفة قاعة حفل الزواج إلى 700 ألف ريال يمني و 100 الف مقابل استئجار فستان الفرح ، فيما تصل أجرة الكوافير إلى 50 الف إلى جانب متطلبات أخرى غير اساسية تكسر ظهر الشاب المتقدم للزواج وتصيبه بالإحباط .
من جهة أخرى لعبت البطالة وانعدام فرص العمل للشباب دورًا كبيرًا في حرمانهم من الزواج ، وكان غياب الدولة وغياب دورها تجاه الشباب أحد أهم أسباب البطالة في صفوف شباب الجنوب إلى جانب تكدس العمالة اليمنية الوافدة.

تكدس العمالة اليمنية وشحة الوظائف الحكومية :

ختام .. بحسب تقارير صحفية أفادت أن تكدس العمالة اليمنية الغير نظامية ، وكذا النزوح اليمني غير المبرر إلى الجنوب أدى إلى إنهاك الدولة الجنوبية وتدمير اقتصادها وتعطيل خدماتها ، وكذا إلى تفشي واستفحال ظاهرة البطالة بين صفوف شباب الجنوب وتبعاتها السلبية. وأكدت تقارير على أن وضع الشباب في الجنوب لن يتغير في ظل هكذا دولة مغيبة وسلطة فاسدة يقودها وافدون يمنيون عاجزون عن إحداث إصلاحات اقتصادية وخدمية أو توفير الحد الأدنى من متطلبات الشباب.
وفي هذا السياق طالب عدد كبير من شباب الجنوب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بتولي زمام الأمور وإعلان الإدارة الذاتية على أقل تقدير لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

زر الذهاب إلى الأعلى