وسط تصاعد الضربات الأمريكية البريطانية ودعوات لانتزاع الحديدة من قبضته.. تصعيد حوثي غير مبرر باتجاه أراضي الجنوب

كريترنيوز / تقرير
تزامنًا مع شن الطيران الأمريكي ضربات جوية على مواقعها صعدت مليشيات الحوثي الإرهابية من عملياتها العسكرية وتحشيد مقاتليها صوب خطوط التماس الحدودية مع الجنوب.
حيث ذكرت مصادر إعلامية جنوبية أن مليشيات الحوثي الإرهابية أقدمت مساء يوم الخميس الماضي 25 يناير 2024م على قصف منازل المواطنين في قرية المَقْروض بحَجر شمال غرب محافظة الضالع بصاروخ كاتيوشا محلي الصنع سبب حالة من الذعر والهلع باوساط السكان الآمنين.
و أعلن مصدر في العمليات المشتركة لمحور الضالع أن المليشيات الحوثية الإرهابية أطلقت هذا الصاروخ من مناطق سيطرتها شمال شرقي مديرية الحشاء باتجاه بلدة المقروض حجر الآهلة بالسكان، لافتًا إلى أن الصاروخ المحلي الصنع يطلق عبر قاذفات من نوع راجمات الكاتيوشا وسبق وأن استهدفت الأعيان المدنية شمال الضالع بمثل هذه الصواريخ وتعد هذه هي المرة الثالثة خلال شهر يناير الجاري 2024م . مشيرا إلى أن القوات الجنوبية ردت على مصادر النيران وكبدت العدو خسائر فادحة في العتاد والأفراد.
وأكدت عدة مصادر إعلامية أن ميليشيات الحوثي الإرهابية ارسلت سرًا خلال الأيام الماضية تعزيزات بشرية نحو جبهات الضالع وبعض المناطق بالساحل الغربي ومحافظة شبوة من بينها مئات العناصر ممن جندهم الحوثي مؤخراً بذريعة القتال في الأراضي الفلسطينية، وبحسب مصادر قبلية أفادت باندلاع مواجهات مسلحة عنيفة بمنطقة بيحان محافظة شبوة بين قوات العمالقة الجنوبية ومليشيات الحوثي التي حاولت التقدم باتجاه المحافظة، وبحسب المصدر تكبدت مليشيات الحوثي خسائر كبيرة في العتاد والأرواح جرى سقوط مجاميع منها في كمين محكم نصبه رجال العمالقة الجنوبية بأحد الأودية بمنطقة بيحان الاثنين 28 يناير الجاري ، حيث قتلت وأسرت أعدادا كبيرة منهم بينهم قيادات كبيرة. فيما لاذ الباقون بالهرب تاركين خلفهم جثامين قتلاهم مرمية في الأودية.
وأشارت المصادر أن مليشيات الحوثي تقاتل باستماتة بهدف السيطرة على حقول النفط والغاز المسال بالمحافظة .
وفي السياق طالب نشطاء جنوبيون التحالف العربي والتحالف الدولي بضرورة دعم ورفد القوات المسلحة الجنوبية بكل مايلزم من أسلحة متطورة وصواريخ بعيدة المدى وطيران حربي ومسير ومنظومة دفاع جوي ورادارات حديثة ودبابات متطورة لضمان منع مليشيات الحوثي من التقدم جنوبًا لافتين إلى أن القوات المسلحة الجنوبية شريك فاعل إلى جانب التحالف العربي والدولي في محاربة الإرهاب بكافة أشكاله الحوثي والداعشي والقاعدة، وبأنها منذ تسلمها الجنوب في العام 2015م خاضت حروبًا مع تلك التنظيمات الإرهابية وألحقت بها هزائم بل ومحت وجودها من الجنوب نهائيًا ، وأنه يتعين على التحالف العربي والدولي الالتفات إلى القوات المسلحة الجنوبية ، ودعمها كون لديها تجارب ومتمرسة على مقارعة وهزيمة التنظيمات الإرهابية بما فيها مليشيات الحوثي.
بوسيدون ارتشر :
في السياق قال مسؤولون أمريكيون لشبكة CNN الأمريكية إن الإدارة الأمريكية أطلقت على عملية استهداف قواعد الحوثيين في اليمن اسم (بوسيدون آرتشر).
مشيرين إلى أن العملية تأخذ نهجا أكثر تنظيما وربما طويل المدى لعمليات الولايات المتحدة في اليمن،
وكانت العاصمة اليمنية صنعاء قد شهدت في وقت سابق انفجارات عنيفة طالت أنحاء متفرقة منها إثر ضربات أمريكية بريطانية استهدفت مواقع مليشيات الحوثي.
وأعلن البنتاجون، أن الأهداف التي جرى قصفها تشمل منصات صواريخ بالستية ومسيّرات ومستودعات ذخيرة، وكشف مسؤول عسكري أن الضربات الجوية ضد الحوثيين شملت عدة محافظات يمنية منها صنعاء والحديدة والبيضاء وتعز ، وقد تستغرق العملية وقتًا أطول .
في نفس السياق كشف الصحفي الجنوبي خالد سلمان عن استعداد أمريكا وبريطانيا ونيتهما تغيير قواعد الاشتباك في الحرب اليمنية والتحضير لعملية برية واسعة النطاق. مؤكدًا على أن العملية ستستند إلى القوات اليمنية المشتركة بمكوناتها الثلاثة وبدعم جوي دولي وبخطة عسكرية متكاملة الأركان يتم إعدادها في غرف جيوش الدولتين العظميين أمريكا وبريطانيا.
وتشمل الخطة تحركاً واسعاً في موانئ الحديدة والجزر بالتزامن مع قوات الساحل الغربي والقوات الجنوبية على محاور شبوة والبيضاء والضالع لإجتثاث الخطر الحوثي وطي ملفه.
لافتاً إلى أن قواعد الاشتباك الراهنة المكلفة لواشنطن والضارة بالاقتصاد العالمي لن تستمر طويلاً وأن اليمن على موعد مع تسوية منقوص منها الحوثي.
العليمي يدخل على الخط والحوثي يصعّد :
وخلال لقاء جمعه بعدد من الصحفيين في العاصمة السعودية الرياض طالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي الولايات المتحدة بتغيير أسلوبها الحالي في التعاطي مع الحوثيين والانتقال إلى مرحلة جديدة تقوم على تفكيك قدراتهم، وقال العليمي؛ إن العمليات الدفاعية ليست الحل وإن الحل هو بالقضاء على قدرات الحوثيين العسكرية، الحل هو شراكة مع الحكومة الشرعية للسيطرة على هذه المناطق واستعادة مؤسسات الدولة، في إشارة واضحة منه إلى ضرورة إشراك القوات المسلحة المنضوية تحت سلطة الشرعية اليمنية في الحرب ضد الحوثي لاستعادة محافظة وميناء الحديدة ويرى مراقبون أن ذلك التصريح قد لايروق لقيادة التحالف العربي التي تسعى لإبرام صفقة سلام مع الحوثي. كما أنه قد ينسف اتفاقية ستوكهولم ويرى البعض أن العليمي يحاول التسلق باستثمار الوجود الأمريكي لتحقيق انتصارات على حساب مليشيات الحوثي.
في المقابل أعلنت جماعة الحوثي على لسان ناطقها الرسمي يحيى سريع الجمعة الماضية استهداف سفينة بريطانيّة تدعى مارلين لواندا بعدد من الصواريخ المضادة للسفن في خليج عدن ما أدى إلى اشتعال النيران فيها . فيما أفادت مصادر أخرى أنه تم السيطرة على الحريق ولم يصب أحد بأذى.
كما أسقطت السفينة الأميركية يو إس إس كارني المرابطة في خليج عدن صاروخا حوثيا كان متجهاً صوبها ولم ترد أنباء عن وقوع أي إصابات أو أضرار .
ولاتزال عمليات إطلاق الصواريخ الحوثية على السفن التجارية والحربية مستمرة.
ويرى مراقبون أن أمريكا ليست جادة في حربها على الحوثي وأن لها أهداف أخرى بالمنطقة.
وفي سياق متصل أصدرت وزارة الدفاع البريطانية بيانا الأحد 28 يناير الجاري قالت فيه إن السفينة الحربية (دايموند) نجحت في صد هجوم للحوثيين بطائرة مسيرة في البحر الأحمر وأكدت عدم حدوث أي إصابات في السفينة أو الطاقم . وقالت الوزارة إنها لن تقبل باستمرار هجمات الحوثيين، مؤكدة على ضرورة حماية حرية الملاحة بالبحر الأحمر. ولايزال السجال العسكري والكر والفر مستمر بين جماعة الحوثي وقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. من جهة أخرى شكك خبراء عسكريون في مصداقية البيت الأبيض مؤكدين استخدامه مليشيات الحوثي مجرد فزاعة لإرعاب واستنزاف دول الخليج العربي ولتدمير الاقتصاد المصري عبر شل الحركة في قناة السويس.
تجدر الإشارة أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت يوم 18 ديسمبر المنصرم عن تأسيس تحالف عسكري بحري متعدد الجنسيات، تحت اسم (حارس الازدهار) بهدف التصدي لأي هجمات تستهدف سلامة الملاحة البحرية الدولية المارة بمضيق باب المندب وخليج عدن والبحرين الأحمر والعربي ومنذ 12 يناير 2024م نفذ التحالف آنف الذكر عدة ضربات على مواقع عسكرية حوثية في صنعاء والحديدة وتعز وحجة وصعدة والبيضاء اشتركت فيها عدة دول ، ولكن غير مؤثرة حتى اللحظة بحسب خبراء عسكريين أكدوا أنها لم تحد من خطورة الحوثي .
تصاعد المطالب الرسمية والشعبية بانتزاع محافظة الحديدة من قبضة الحوثي :
ختامًا .. تتصاعد الأصوات الرسمية والشعبية المحلية والإقليمية المطالبة بضرورة انتزاع محافظة الحديدة اليمنية ومينائها من قبضة الحوثي لما لذلك من أهمية عسكرية واقتصادية وسياسية لصالح اليمن والإقليم والعالم ،
عسكرية تحد من خطورته وتبقي تحركاته تحت المجهر، واقتصادية بتجفيف أهم موارده المالية لطالما قدرت مصادر رسمية إيرادات ميناء الحديدة بـ 120 مليار سنويًا . وسياسيًا بإرغارمه على الجلوس إلى طاولة الحوار وهو منكوس الجبين. إلى جانب إغلاق جميع طرق التهريب القادمة من سلطنة عمان لإضعاف وشل قدراته العسكرية واللوجستية.