الإعلام الجنوبي ودوره في مساندة مشروع استعادة دولة الجنوب ..!
كريترنيوز// تقرير / محمود انيس
معروف بأن للإعلام دور هام ومحوري في كل شي وملثما للإعلام دور إيجابي فهو أيضا له سلبيات.
تؤدي وسائل الإعلام بشتى أنواعها دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي المجتمعي لدى قطاع كبير من الأفراد من جهة، والمجتمعات من جهة ثانية، سواء أكانت الرسالة سلبية أم إيجابية، فالإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يسهم في تعزيز وترسيخ القيم والعادات السليمة، وإما أن يكون معول هدم لها، ومن هذا المنطلق يقع على عاتق القائمين على هذه الآلة الإعلامية.
كما تمثل وسائل الإعلام أهم منبر ومصدر في بناء الأفكار والمعارف والحصول على المعلومات والتعبير عن مشاريع الشعوب وقيادتها مثلما حاصل فيما يتعلق بالمشروع الجنوبي واستعادة دولة الجنوب.
فوسائل الإعلام الحديثة في ضوء حرية تدفق المعلومات وعصر السماوات المفتوحة، باتت من اهم وأبرز الأدوات لانتقال الثقافات وتبادل الخبرات بين المواطنين في مختلف الدول وبشتى أنحاء العالم.
ولكن في تقريرنا هذا سنتحدث عن الإعلام الجنوبي ودوره في مساندة مشروع استعادة دولة الجنوب.
حيث يلعب الإعلام الجنوبي دور هام ومحوري في مساندة مشروع استعادة دولة الجنوب الذي يعتبر مشروع وهدف سامي لكل جنوبي من المهرة حتى باب المندب.
فالإعلام بكل وسائله يلعب دور هام ومحوري في مقارعة سياسة الجبروت والعنجهية التي كان يمارسها نظام نظام صنعاء القائم منذ عام ١٩٩٠م ضد أبناء الجنوب في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، بعد انتصاره في حرب صيف 94م الظالمة.
حيث شكل توحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي ضغطاً كبيراً على نظام صالح آنذاك وتسبب له بالإرهاق والقلق، وفضح جرائمه المستمرة بحق الجنوبيين، والاستيلاء على مقدرات الجنوب ومكتسباته وثرواته وتقاسمها، إلى جانب ما كان يمارسه النظام حينها من سياسة التهميش والإقصاء للكوادر والهامات الجنوبية في الوظيفة المدنية والعسكرية.
فإن الإعلام له دور في شرح وتوصيل رسالة مشروع استعادة الجنوب للعالم والإقليم وذلك من خلال عرض واستعراض معاناة شعب الجنوب ونقلها عبر وسائل الإعلام المختلفة المعروفة كانت أو الحديثة، بالإضافة لتوضيح للعالم أحقية شعب الجنوب بالمطالبة في استعادة دولته وحقوقه.
كما أن للإعلام دور في عرض ما يتعرض له الجنوب وشعبه من انتهاك وقمع وتعسف من قبل النظام وهذا لأن الإعلام أبسط وسيلة لنقل مايحدث الجنوب.
وعبر الإعلام يستطيع الجنوبيين بأن يوضحوا أسباب مايطالبوا به وحقية ذلك.
حيث إنه من خلال الإعلام يستطيع الجنوبيين عرض ما تعرضت له مؤسساتهم وارضهم من تدمير وتهميش وتخريب متعمد ممنهج من قبل النظام وحلفائها منذ انتصارهم في حرب صيف ١٩٩٤م.
كما أن للجنوب فائدة في استغلال والاستفادة من الإعلام ووسائله من خلال إظهار مواقفهم الرافضة للإرهاب وكل مايهدد أمن المنطقة والعالم.
وذلك أيضاً من خلال استعراض ما يقوم به الجنوبيين والقوات الجنوبية من مقارعة ومحاربة الإرهاب وأعوانه وكل القوى المتطرفة المسلحة.
وفي تقريرنا هذا قمنا باقتباس بعض آراء وتصريحات لنخبة من إعلاميين الجنوب.
وفي أحد الندوات التي أقيمت بالعاصمة عدن تحدث عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ لطفي شطارة
تحدث عن بداية تأسيسه موقع عدن برس الإخباري فى عام 2006، وما صاحب ذلك من مجهود كبير فضلاً عن الصعوبات والتحديات التي واجهته، مشيراً إلى الخطر الذي كان يشكله موقع عدن برس على أركان نظام صنعاء آنذاك.
وأعرب شطارة عن أسفه الشديد لما آل إليه الوضع الإعلامي الجنوبي بعد عام 2015 من تشظي الجبهة الإعلامية الجنوبية وتشتتها وتراجع الخطاب الإعلامي الجنوبي الموحد. مرجعاً ذلك إلى “ظهور الكثير من المنابر الإعلامية الجنوبية التي ركزت في نشاطها على المماحكات والمناكفات السياسية بين أبناء المجتمع الواحد، ما تسبب في توجه بعض تلك المواقع الإخبارية الجنوبية لمهاجمة إخوانهم من الجنوبيين”، بحسب تعبيره.
وفي أحد اللقاءات أوضح الصحفي صلاح السقلدي من جهته أن المنتديات كانت منتشرة بشكل كبير في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب أبان الاحتلال اليمني، مشيراً إلى أنها كانت “مجابهة لوسائل إعلام النظام اليمني السابق الذي لم يكتفِ بحشد كل إمكانياته الإعلامية لضرب الثورة الجنوبية، بل استعان بصحفيين وإعلاميين عرب من لبنان ودول أخرى”، حد قوله.
وتحدث السقلدي في مداخلته عن بداية تأسيسه لـ”شبكة خليج عدن” الإعلامية خلال تلك المرحلة المرافقة للثورة الجنوبية السلمية ضد نظام صالح البائد. حيث أوضح أن “العمل الإعلامي الثوري الذي كانت تمارسه شبكة خليج عدن كان له دور فعال في إثارة الخوف والقلق لدى قيادات نظام صالح، ما دفعهم لممارسة القمع والتعسف لمحاولة إسكات صوت الحق”.
وتطرق السقلدي إلى ما تعرض له من قمع وتعسف واعتقال في سجون صنعاء لعدة أشهر، هو وعدد من ناشطي الثورة الجنوبية، بسبب ممارسة العمل الإعلامي الثوري ضد سياسة ذلك النظام.
وفي أحد الفعاليات المتعلقة بالحافة قال الدكتور محمد عبدالهادي متحدث عن تكاملية الخطاب الإعلامي الجنوبي منذ ما بعد عام 1993، وتوحيد الجبهة الإعلامية ضد سياسة الطغيان التي كان يمارسها نظام الرئيس صالح خلال تلك الفترة في الجنوب. مؤكداً أن تلك التكاملية للمنابر الإعلامية الجنوبية زلزلت كيان نظام صنعاء، وشكلت مصدر هلع له فعمد إلى قمعها ومحاولة إسكاتها.
وعبر عبدالهادي عن الواقع المؤسف الذي وصل له الإعلام الجنوبي اليوم من تشتت وتشظي، داعياً إلى توحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي لدعم القضية الجنوبية العادلة، ومساندة أبناء الجنوب في تحقيق أهدافهم وتطلعاتهم باستعادة دولتهم الجنوبية وفرض سيطرتهم على كامل تراب الجنوب.
وكما نعرف ونتابع بأنه بعد تطور الأحداث وخاصة منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي قد لاقى قطاع الإعلام الجنوبي أهمية كبرى من قبل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، فبعد أن كان الجنوبيين لا يمتلكون وسائل إعلامية لنقل ما يحتاجونه، فقد أصبح الحال متغير ومختلف بالسنوات الماضية.
فبعد أن كان يفتقر الجنوب للآلة الإعلامية أصبح الان يمتلك الآلة إعلامية واسعة ومختلفة من قناة ومواقع اخبارية وصحف وصحفيين وإعلاميين ليس على المستوى المحلي فقط بل وصلوا للعالمية، مما ساهم ذلك في نقل معاناة شعب الجنوب وساهم أيضا في إيصال مطالب استعادة دولة الجنوب.
ولهذا بعد أن أصبح للجنوب والجنوبيين الآلة الإعلامية المتطورة المواكبة، أصبح أعداء الجنوب مكشوفين ويعيشوا في حالة من التهجس والقلق والرعب.