تقارير وحوارات

عقب نجاته من محاولة الاغتيال ..الرصاصة التي أصابت ترامب هل تساعده في الدخول للبيت الأبيض مجدداً؟

كريترنيوز/ تقرير

يرى مراقبون أن شعبية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ارتفعت وتوسع نطاقها عقب نجاته من محاولة اغتيال صبيحة يوم الأحد 14 يوليو 2024م، أثناء إلقائه خطابا أمام أنصاره في تجمع انتخابي بمدينة بتلر بولاية بنسلفانيا.

حيث صوب شاب في العشرينيات من عمره يدعى (توماس ماثيو كروكس) بندقيته من مكان مرتفع باتجاه ترامب وأطلق عليه عدة أعيرة نارية أصابته إحداها بخدوش سطحية في الخد والأذن اليمنى.

وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) أسفر حادث إطلاق النار عن مقتل أحد الحضور وإصابة اثنين آخرين بجروح ، كما تم ملاحقة وقتل الجاني على الفور.

وقال ترامب عقب حادثة إطلاق النار : أنا بخير وأخضع لفحوصات طبية.

وفي وقت لاحق من نفس اليوم خرج ترامب من المستشفى التي نقل إليها وشوهد في ساعة مبكرة يوم الأحد الماضي يترجل من طائرته من دون مساعدة حسب مقطع مصوّر نشرته نائب مدير الاتصالات لفريقه على وسائل التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك سارعت شخصيات كبيرة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري إلى إدانة حادثة إطلاق النار .

 

وعقب الحادثة بيوم اختار الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة الأمريكية رسميا يوم الاثنين 15 يوليو 2024 دونالد ترامب مرشحا لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 نوفمبر 2024م ،

جاء ذلك بحسب البيان المتعلق بالانتخابات في المؤتمر للحزب الجمهوري الذي عقد في مدينة ميلووكي.

واختار دونالد ترامب السناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو جيه.دي فانس ليخوض الانتخابات معه على بطاقة نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية.

وأوردت منصة تروث سوشيال التابعة لترامب هذا النبأ مع بدء المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي يستمر أربعة أيام في ميلووكي لإعلان مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية.

وقد يؤدي اختيار فانس إلى زيادة إقبال مناصري ترامب على التصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني نظرا لأنه يحظى بشعبية كبيرة بين قاعدة المرشحين الجمهوريين.

 

محاولة الاغتيال تمنح ترامب زيادة في شعبيته :

 

يرجح محلّلون أمريكيون احتمال تعزيز شعبية ترامب بعد تعرضه للاغتيال استنادًا إلى خبرات سابقة إذ كان لمحاولات الاغتيال التي تستهدف القادة الشعبويين سجلا حافلا في الماضي في تعزيز جاذبيتهم العامة.

وبحسب (موقع الحرة) يعتبر كبير الباحثين في مركز (هادسون) للأبحاث بواشنطن ريتشارد ويتز أن محاولة الاغتيال ستمنح ترامب زيادة في شعبيته على المدى القصير بسبب التعاطف معه والشجاعة التي أظهرها.

ووصف ويتز ما قام به ترامب بالتلويح بقبضة يده بأنه جعله يبدو شجاعا للغاية وقال لموقع “الحرة”: أعتقد أن إصراره على الوقوف رافعا ذراعه وما إلى ذلك جعله يبدو شجاعا للغاية.

بدوره اعتبر أستاذ العلوم السياسية المصري طارق فهمي أن محاولة اغتيال ترامب توفر له الفرصة للتأكيد أمام جمهوره على مظلومية جديدة تضاف إلى مظلومياته السابقة، بما في ذلك محاكمته في تهم جنائية.

 

وقال لموقع (الحرة) : بالتأكيد هذا الحادث سيكون له تأثير مباشر على ترامب فمن الناحية الإيجابية سيستطيع أن يؤكد لجمهوره والتيار الشعبي الذي يمثله بأنه تعرض لمظلومية جديدة تستكمل تلك التي بدأت بمحاكمته وهذا سيعزز شعبيته في ظل السباق الرئاسي.

 

تعاطف ودفعة مؤقتة :

 

وبحسب شبكة الجزيرة ستوفر الحادثة دفعة “مؤقتة” من التعاطف مع ترامب ، لكن تأثيراتها طويلة المدى على مستقبله السياسي وعلى نتائج الانتخابات تظل غير مؤكدة. كانت حظوظ ترامب لحسم المقعد الرئاسي تتزايد بالفعل كما تشير استطلاعات الرأي وآخرها استطلاع لمركز (بيو) صدر في 11 يوليو الحالي ، وأكد تقدم ترامب على بايدن بأربع نقاط كاملة. ربما يتعزز هذا التفوق نسبيا في الاستطلاعات القادمة ، لكن الأهم أن فرص استبعاد ترامب من السباق الانتخابي عبر القضاء أصبحت ضئيلة.

 

ستنعكس حادثة إطلاق النار إيجابيا إذاً على خطاب ترامب الانتخابي وحملته الانتخابية ، حيث سيجد الفرصة سانحة لتبني خطاب أكثر عدائية ضد بايدن وإظهاره بمظهر الضعيف أكثر فأكثر من أجل إثارة حماس أنصاره في المقابل سيواجه بايدن ارتباكا في خطابه الانتخابي ، حيث سيكون مضطرا لتبني خطاب (نبذ العنف) و(الوحدة) وهو ما سيربك استراتيجيته الخطابية وقدرته على توجيه الضربات لخصمه وبالتالي سيؤثر على حظوظه في نهاية المطاف.

ويتابع الموقع نقلاً عن رويترز قائلاً ؛ أكثر ما يهدد بايدن ويرفع من فرص فوز ترامب بالانتخابات هو تأرجح شعبية بايدن في الولايات المتأرجحة كولاية ميشيغان.

قبل الحادثة كان ترامب ماضيا بالفعل في طريقه للعودة إلى البيت الأبيض بثبات كبير تشير نتائج جولة الثلاثاء الكبيرة في 5 مارس الماضي إلى أن الساحة تتهيأ لمباراة العودة بين جو بايدن ودونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستقام في 5 نوفمبر القادم.

 

أظهر ترامب موهبة في تنشيط مؤيديه والتغلب على تعقيدات سياسات الحزب الجمهوري محققا ما يكفي من الانتصارات ليضمن مقعده مرشحا عن الحزب بعد أن تجاوز عتبة الـ1215 مندوبا المطلوبة. كان وصول ترامب إلى هذه المرحلة أسرع مما كان عليه في الانتخابات التمهيدية عام 2016، مما يُعد مؤشرا على أنه المرشح الأكثر تفضيلا داخل الحزب الجمهوري، ويمتلك قاعدة جماهيرية صلبة.

 

لقد تم إقرار ترشيح ترامب رسميا في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي عقد خلال الفترة بين 15-18 يوليو الحالي. أما على الجانب الديمقراطي فقد ضمن الرئيس جو بايدن ترشيح حزبه له بعد فوزه في جميع الولايات التي أُجريت فيها الانتخابات التمهيدية يوم الثلاثاء الكبير، وذلك رغم تزايد المطالبات باستبعاده من قواعد الحزب خصوصا بعد أدائه الهزيل في المناظرة مع ترامب في 27 يونيو الماضي. ومن المقرر عقد مناظرة أخرى بين المرشحين في شهر سبتمبر المقبل، قبل الانتخابات بنحو شهر.

 

ختامًا ..

 

لانريد استباق الأحداث ، ولكن جميع الدلائل تشير إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هو الأوفر حظاً والمرجح فوزه في انتخابات نوفمبر القادم (الرئاسية) لاسيما أن منافسه بايدن يمر بأسوأ حالاته البدنية والسياسية والشعبية.

زر الذهاب إلى الأعلى