موسم البلدة ظاهرة فلكية سياحة واستجمام .. وعلاج طبيعي وتقليد سنوي يحتفي به أهالي حضرموت كل عام

كريترنيوز / تقرير / صبري باداكي
يعد “نجم البلدة ” من النجوم الفلكية التي ترتبط بالأشهر الميلادية، ومن نجوم فصل الخريف ، بحيث يبدأ حسب التقويم الميلادي في منتصف شهر يوليو ( تموز ) من خلال تكون تيارات بحرية شديدة تنبع من أعالي البحار، تتأثر بها سواحل مديريات محافظة حضرموت، وتكون باردة جداً وتؤدي إلى تلطيف الجو في مياه بحر حضرموت، لاسيما في الأجزاء المطلة على مدينة المكلا والشحر والحامي وقصيعر وشحير وبروم ميفع والمناطق الحضرمية الساحلية الواقعة إلى الشرق والغرب من العاصمة المكلا.
والبلدة في حضرموت هي فترة زمنية محدودة في العام ‘ تشهد تغيرات مناخية متميزة في مختلف مديريات ساحل حضرموت’ تؤدي إلى برودة مياه البحر ، مما يدفع بأهالي حضرموت وبعض المحافظات الأخرى بالتوافد للاغتسال كعلاج طبيعي والاستجمام والسياحة.
وشهد موسم البلدة لهذا العام إقبالاً كبيراً من الزوار، واقيمت بالمناسبة فعاليات متنوعة من الفنون والعادات والتقاليد والألعاب الشعبية والأنشطة الترفيهية والرياضية والثقافية للشباب والأطفال.
فرحة وابتهاج :
شهد الموسم لهذا العام حضورا وتفاعلا غير مسبوق من أهالي حضرموت من مختلف المديريات وجميع أطياف المجتمع، استقبالاً وفرحاً بأجواء نجم البلدة التي كانت مفعمة بالفرح والسرور والبهجة، واستمتع الحاضرون فيها بنسمات الهواء العليل من الصباح الباكر والاغتسال في مياه البحر الباردة وسط فعاليات جميلة في افتتاح مهرجان موسم البلدة دلالة على رسالة السلام من حضرموت للعالم.
دور السلطة في حضرموت :
وفي تدشين مهرجان موسم البلدة السياحي بعاصمة حضرموت المكلا بحضور رسمي لقيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، والمئات من المواطنين من أبناء المكلا والزوار من داخل حضرموت وخارجها، أطلق محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي 500 من الحمام الزاجل إعلانًا بتدشين المهرجان دلالة تحمل رسالة سلام من حضرموت للعالم، مؤكدًا على أهمية المناسبة في إحياء روح الأمل وإضفاء الفرحة على مواطني المحافظة وزوارها، وإبراز مواهب الشباب والأسر المنتجة، منوهاً بأن فعاليات هذا العام تقتصر على الجوانب الثقافية والإبداعية، مشيراً إلى جهود السلطة المحلية في تهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح المهرجان لتنشيط الواقع الثقافي والسياحي.
ويصاحب ذلك التدشين فعاليات مماثلة في مديريات الشحر وشحير بمدينة غيل باوزير وبروم ميفع.
الألعاب والأنشطة .. وعادات وتقاليد :
استقبالاً لموسم البلدة يتم تقديم وجبة الإفطار المكونة من التمر الحجري وقهوة البُن للمواطنين والزوار، وإضافة إلى الألعاب الشعبية، ويشمل برنامج المهرجان ندوات ثقافية وعروض بحرية وتراثية ومخيمات للأسر المنتجة، ومسرح العائلة للأطفال ومعرض للصور الفوتوغرافية والفنون التشكيلية ومنافسات رياضية في لعبة الجودو ، ومصارعة الذراعين وكرة السلة وكرة القدم الشاطئية والسباحة.
انتعاش الاقتصاد :
موسم البلدة موسم غير عادي في حضرموت بحيث تنتعش فيه حركة الاقتصاد والسوق بكونه يشهد إقبالا كبيرا من المواطنين والزوار من حضرموت وخارجها ما يؤدي إلى تحريك الاقتصاد والسوق (الفنادق والمطاعم والأسواق الشعبية والأكلات الشعبية والصناعات التقليدية ) وتحظى الأسر المنتجة بنصيب وافر في عرض بضائعها وتسويقها لتحسين سبل العيش لديهما في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.
انطباعات الأهالي :
خلال تجولنا في شواطئ الستين بالمكلا وبروم وروكب رصدنا انطباعات المواطنين حول موسم البلدة لهذا العام الذين عبروا عن سعادتهم بالقول : إن أجواء البلدة كانت مفعمة بالفرحة والسعادة واستمتعنا فيها بالهواء النقي ، والاغتسال في المياه الباردة وسط هذه الفعاليات الجميلة كالرقصات التراثية المتنوعة التي تقدم في الصباح الباكر، والعروض البحرية وهي ترسم اجمل اللوحات على البحر، مضيفين أن لموسم البلدة السياحي رونقا خاصا يميز أهل حضرموت عن غيرهم من المحافظات الأخرى، ويعد موسم البلدة الحدث الأبرز والأجمل للمحافظة بحيث تشهد إقبالا كبيرا من الزوار من وادي حضرموت وخارجها لحضور هذا الموسم وكذلك تنتعش فيه حركة الاقتصاد والسوق، وبذلك فرصة رائعة للاحتفال بالإبداع والتنوع في مجتمعنا ، إنه حدث لا ينبغي أن تفوته أذا كنت في المنطقة خلال هذا الوقت من العام، والاغتسال في هذه الأيام في ظل برودة مياه البحر ، إنها مفيدة من بعض الأمراض.
انطباعات الزوار :
وكان للزوار نصيب كاف من الاستماع إلى انطباعاتهما حول موسم البلدة لهذا العام التي قطعت تلك المسافات من المحافظات الأخرى وخارج البلاد ومن مديريات وادي حضرموت الذين عبروا بالقول : نحن سعداء لحضور موسم البلدة في ساحل حضرموت إنها أجواء رائعة جداً، والاغتسال في مياه البحر الباردة مفيدة وزينة لجسم الإنسان، البلدة جميلة استمتعنا بالعادات والتقاليد والأسواق الشعبية والأنشطة الترفيهية والرياضية والوصلات من الرقصات الشعبية والتراث الحضرمي الأصيل، نعيش لحظات صعب تنسى وإن موسم البلدة في حضرموت جميل جداً.
ختامًا ..
إن مهرجان موسم البلدة في حضرموت رسم الفرح والبهجة والسعادة على وجوه المواطنين والزوار الذين تواجدوا ، وشاركوا بأعداد كبيرة، من خلاله استطاعت إظهار بعض المقومات والجوانب السياحية والتراثية والاقتصادية لحضرموت، مؤكدين على استمرارية تنفيذ هذا المهرجان السياحي في الأعوام القادمة والارتقاء به وتطويره بما يواكب الطموح والتطلعات.