تقارير وحوارات

جنوبيون يتساءلون .. هل عودة العطاس إلى العاصمة عدن (حميدة أم مكيدة)؟ 

كريترنيوز/ تقرير

في الوقت الذي استبشر فيه ناشطون جنوبيون بعودة دولة رئيس الوزراء السابق المهندس حيدر أبوبكر العطاس مراهنين على أن عودته ستعطي دافعاً قوياً لقضية شعب الجنوب التحررية لاسيما أن الرجل له باع طويل وتاريخ نضالي عريق، يُعد من أوائل المطالبين بفك ارتباط الجنوب عن اليمن، وله بصمات نضالية إيجابية في الدفاع عن الجنوب.

 

يرى آخرون أن الرجل لم يعد يهش ولاينش ولايحظى بأي قاعدة شعبية ولا ثقل سياسي، ولن تحدث عودته أو تأثير لا سلبي ولا إيجابي على الساحة الشعبية ولا في الأروقة السياسية، مؤكدين أنه أصبح من الماضي الذي طوى عهده وحقبته الجنوبيون إلى غير رجعة.

 

وعن توقيت العودة إلى الجنوب تزامناً مع النجاحات الميدانية السياسية والجماهيرية التي حققها الانتقالي.

 

قال مراقبون إن الرجل مرسل من قبل جهات إقليمية معادية للمجلس الانتقالي الجنوبي مهمته تعطيل ثورة الجنوب التحررية التي يقودها الانتقالي الجنوبي، لوضع عقبات وعراقيل لتضييق المساحة التي يتحرك في نطاقها الانتقالي. وأن مهمته تبدأ من محافظة حضرموت، بإنشاء كيان سياسي يضم العناصر المناهضة للانتقالي على طريق فصل المحافظة عن الجسد الجنوبي، مؤكدين أن العطاس مدعوم بالمال واللوجستية إقليمياً.

 

 

 

حيدر العطاس هو آخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، خلال الفترة من 1986 إلى 1990، حين إعلان الوحدة اليمنية. وكان ضمن المتهمين بإعلان الانفصال بعد 4 سنوات من إعلان الوحدة اليمنية.

 

صدر بحقه حكم الإعدام غيابيا عام 1998، ومن ثم شمله عفو عام صدر في 20 مايو 2003، وكافة قادة الانفصال حينها.

 

 

 

عاد مساء الثلاثاء الماضي 15 اكتوبر 2024م إلى مدينة عدن بعد غياب دام ثلاثة عقود منذ مغادرته البلاد عقب حرب صيف 1994.

 

 

 

ضبابية وغموض يكتنف عودة العطاس :

 

 

 

بحسب وسائل إعلام عربية وجنوبية أثارت عودة العطاس في هذا التوقيت الحساس العديد من الأسئلة حول المهمة الموكلة للرجل، سيما أنها جاءت تزامناً مع مليونية سيئون.

 

حيث تشهد المنطقة توترات متزايدة بعد (مليونية الهوية الجنوبية) في سيئون، التي أكدت من جديد على دعم أبناء الجنوب لاستقلالهم واستعادة دولتهم والتمسك بالمجلس الانتقالي الجنوبي ممثل وحيد لشعب الجنوب، بالإضافة إلى مطالب الجماهير بخروج قوات الاحتلال اليمني المتمثل في المنطقة العسكرية الأولى وإحلال النخبة الحضرمية بدلاً عنها، الأمر الذي زاد الوضع تأزما.

 

وأشارت مصادر إعلامية جنوبية بأن عودة العطاس قد تكون محاولة لتحقيق مكاسب سياسية للحكومة اليمنية ومن خلفها قوى إقليمية على حساب إضعاف المجلس الانتقالي الجنوبي وتقليص نفوذه خصوصا بعد النجاح الجماهيري للمليونية التي عكست قوة وحاضنة المجلس الانتقالي الجنوبي.

 

وبحسب وكالة الأنباء الرسمية اليمنية (سبأ) أفادت أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي عاد إلى مدينة عدن وبرفقته مستشاره المهندس حيدر أبوبكر العطاس.

 

وتأتي زيارة العطاس إلى مدينة عدن، في ظل الخلافات التي يعيشها المجلس الرئاسي اليمني منذ إعلانه في أبريل 2022.

 

 

 

تاريخ نضالي على المحك :

 

 

 

من جهته علق الأكاديمي أ. د أحمد الشاعر باسردة” في تغريدة على منصة إكس جاء في نصها : لماذا لم يحظى ابو معتز باستقبال يليق برجل دولة من الوزن الثقيل، السبب أن عودته بمعية، د. العليمي، غير المرحب به اصلا في العاصمة عدن، مما أحجم الجنوبيون عن استقباله، أعتقد لو عاد وحده، لوجدت عدن تخرج عن بكرة أبيها استقبالا شعبيا له خاصة بعد غيبة طويلة، لكن غلطة الشاطر بألف كما يقولون.

 

وتثير خطوة المجلس الرئاسي العديد من الأسئلة حول ما إذا كانت تنوي استخدام العطاس كشخصية مؤثرة لتخفيف شعبية المجلس الانتقالي الجنوبي والتأثير على دعمه المتزايد بين الجنوبيين، إذ يرى المصدر ذاته أن العطاس يواجه خطرًا حقيقيًا بفقدان مكانته النضالية المشرفة، إذا كانت عودته تحمل مثل هذه الأهداف.

 

وكان للعطاس دور بارز في مسيرة الجنوب السياسية منذ عقود، وسنوات نضاله تجعل منه شخصية محورية في تاريخ الحركة الجنوبية. إلا أن العودة الآن، وفي هذا التوقيت تحديدا، تضعه أمام تحديات قد تفقده الدعم الشعبي إذا ما تبين أن دوره يتقاطع مع أهداف تعزز الهيمنة على الجنوب أو تطيل أمد الأزمات التي يعاني منها الشعب الجنوبي.

 

 

 

عودة عفوية أم مدفوعة :

 

 

 

ويشير موقع الكتروني جنوبي إلى وجود قلق كبير من أن عودة العطاس في هذا التوقيت بالذات قد لا تكون محض صدفة، إذ يرى أن عودته بصحبة العليمي قد تكون جزءًا من محاولة لتمديد فترة سيطرة حكومة الشرعية وتفادي أي خطوات حاسمة قد يتخذها المجلس الانتقالي لاستعادة الدولة الجنوبية.

 

ويضيف المصدر ذاته أن ما يثير القلق أكثر هو أن عودة العطاس قد تكون بتوجيهات من قوى إقليمية ودولية، تسعى للحفاظ على مصالحها الاقتصادية في الجنوب، وخاصة في مناطق حضرموت وشبوة الغنية بالنفط والغاز، لافتا إلى أنه إذا كانت هذه الشكوك صحيحة، فقد يجد العطاس نفسه في مواجهة ضغوط هائلة للحفاظ على مصالح الشركات النفطية وتجار السلطة الذين استغلوا الثروات الجنوبية لعقود دون محاسبة.

 

ويُخشى أن تكون عودة العطاس جزءًا من ترتيبات تهدف إلى ضمان استمرار نفوذ “هوامير” الشركات النفطية، الذين نهبوا ثروات الجنوب منذ عام 1994،.

 

وفي ظل التحولات السياسية المتوقعة، فإن هذه الشركات والرموز المتحالفة معها تسعى بكل جهد للحفاظ على امتيازاتها، خوفًا من أن تتحرك قوى الجنوب لاستعادة حقوقها وثرواتها.

 

 

 

ويقول المصدر إذا كان العطاس سيعود كوسيط للتفاوض حول هذه الملفات، فإن ذلك قد يضر بسمعته السياسية ويضعه في مواجهة مع أبناء الجنوب، الذين لن يقبلوا بمزيد من التنازلات على حساب مستقبلهم ومواردهم.

 

وبحسب الموقع فإن عودة العطاس الذي رغم أنه يحظى باحترام كبير بسبب تاريخه الطويل في النضال، إلا أنه من الصعب على أبناء الجنوب الترحيب بهذه العودة دون وضوح في الرؤية والموقف، خاصة في ظل التعقيدات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الجنوب.

 

 

 

ختامًا ..

 

 

 

الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على سؤال الشارع الجنوبي. هل عودة المهندس حيدر العطاس إلى العاصمة عدن حميدة أم مكيدة تقف خلفها أجندات يمنية وإقليمية خبيثة؟.

زر الذهاب إلى الأعلى