تقارير وحوارات

الكاتبة المصرية “هبة الحسيني” في حوار خاص: مهمة أصحاب القلم تعزيز روح المقاومة والتوعية بالقضية الفلسطينية

كريترنيوز  /حاورها/ محمد أبو الجدايل

“جائزة فلسطين العالمية للآداب” جائزة عالمية غير حكومية تقام مرة كل سنتين، تأسّست عام 2019 بالتعاون مع اتحادات الكتاب والنقابات الثقافية والأدبية في بعض الدول الإسلامية ودول أخرى، وهدفها التعريف بالكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين والمقاومة وتحرير القدس.
فتحت لجنة الجائزة منذ العام المنصرم باب المشاركة للأعمال المؤلفة في الأعوام 2021، 2022 و2023، والتي “تتحدّث عن المقاومة وتحرير فلسطين عموماً والقدس خصوصاً من الاحتلال الصهيوني، وكذلك الأعمال المتعلقة بفضح الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين”.
وتتضمن الجائزة أقسام القصص الطويلة والقصيرة وقصائد للأطفال، والرواية، والمذكرات، والشعر، والمسرح.

تتم مراجعة جميع الأعمال التي تتلقّاها لجنة التحكيم من الدول المختلفة بعد انتهاء مهلة الاستلام، من ثم تمنح أمانة الجائزة مبالغ مالية لأعمال مختارة من كل مجموعة بعد مراجعة العمل والاتفاق عليه.

لا يختلف عاقلان على أنّ تنظيم الفعاليات الأدبية حول القضية الفلسطينية، خصوصاً في ضوء ما يجري في فلسطين المحتلة من مجازر وحشية، سيشكل لا محالة وعياً قومياً وإسلامياً حول القضية، كما يعتبر مؤشراً إيجابياً لنهضة أدبية وثورة فكرية افتقدناها لعقود، من شأنها أن تُحرك الضمير العالمي والإسلامي والعربي.

ليس من باب المزايدة أن نُصنِّف الفعاليات الأدبية بمختلف تشعباتها ومحاورها، بأنها تضاهي في تأثيرها وعنفوانها وبلاغتها قوّة السلاح، ألم تقم الثورة الفلسطينية على أكتاف الأدباء؟

عطفاً على ما سلف، وفيما لم تعد تفصلنا سوى أيام عن تظاهرة جائزة فلسطين العالمية للآداب في دورتها الثانية، أجرينا حواراً مع الكاتبة المصرية الشابة “هبة الحسيني”، وهي من مواليد عام 1991، تخرجت في “كلية الهندسة بشبرا جامعة بنها” عام 2013، ونُشرت لها عدة قصائد، كما يغصّ إنتاجها الأدبي بالعديد من القصص والروايات، من أبرزها رواية “هذيان”.

وفيما يلي نص الحوار:

ما هي أهم مهمة لأهالي القلم في مواجهة القضية الفلسطينية وحرب محور المقاومة الأخيرة مع الكيان الصهيوني؟

تعزيز روح المقاومة والتوعية بالقضية ضد موجات التطبيع من خلال توضيح تاريخ القضية وأسباب النزاع وأهمية الجهاد من الناحية الدينية والقومية.

برأيك، إلى أي مدى يكون السرد وإنتاج أدب المقاومة والنضال فعالاً في لفت انتباه الأمم إلى القضية الفلسطينية؟

لمدى واسع، حيث أنه يمكن شرح القضية وتوضيح أهمية المقاومة للشباب مثلاً وغير الملمين بالقضية من محبي الأدب. كما أنه يمكن للكاتب إيصال الفكرة وتحريك مشاعر القارئ من خلال شخصيات العمل أو القصيدة مثلاً، خاصة في ظل ظروف الجيل الحالي من تضليل إعلامي وجهل للبعض بتاريخ أوطانهم، فالبعض يفضل قراءة قصة عن الاستماع إلى الأخبار أو مطالعة كتاب تاريخ.

ما الذي دفعك الى الاهتمام بالكتابة عن فلسطين؟

في رأيي القضية الفلسطينية هى أهم قضية للإنسان المسلم والعربي، فهل يوجد ما هو أهم من المسجد الأقصى؟ وما يتعرض له من انتهاكات؟ هل يوجد أهم واغلى من دماء مسلمة وعربية تراق بوحشية وتنتهك منذ ثمانين عام؟ وهي أهم قضية إنسانية بوجه عام فليس هناك اجراما وارهابا ووحشية ضد الإنسانية والطفولة تعادل ما يفعله الكيان الغالب

باعتبارك أحد الفائزين بالدورة الأولى لجائزة فلسطين العالمية، كيف تقيمين ضرورة إطلاق مثل هذه الجائزة التي تسعى إلى تعزيز إنتاج الأعمال الجيدة والرائدة حول القضية الفلسطينية؟

مهمة جداً، لما فيها من تشجيع للأدباء لإبراز أعمالهم عن القضية الفلسطينية والمقاومة في مواجهة التطبيع والتضليل الإعلامي، ويمكن أن تكون فعالة بنسبة كبيرة لما لها من تأثير على نقل هذه الأعمال التى تمثل القضية للعالم، للتذكير بتاريخ ووحشية الاحتلال وإظهار وجهه الحقيقي دون القناع الذي يصدّره لبعض الشعوب.

*برأيك، ما مدى فعالية ودور جائزة أدبية عالمية لسرد قصة فلسطين والمقاومة في النضال الناعم والثقافي ضد الكيان الصهيوني؟
ترجمة بعض الأعمال الفائزة ونشرها بصورة أوسع أو المساهمة في تحويل بعضها إلى صورة مرئية مترجمة لكون الصورة أكثر وصولاً.

ما هي الحلول التي تقترحها لتوسيع نطاق الجمهور العالمي للاعمال المختارة بهذه الجائزة؟

تشريف الكتاب بالجائزة وحمل اسم فلسطين كاف جدا للأدباء والاستمرار في طرح الجائزة بمواعيدها إجراء مهم ولكن كما ذكرنا لو شملت الجائزة ترجمة العمل الفائز ربما كان أكثر تشجيعاً.

ما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتشجيع وتعزيز رواة نضال وملحمة الشعب الفلسطيني؟

من خلال تقدير الأعمال الخاصة بالمقاومة والدعايا لها، وتخصيص جائزة للرواية غير المنشورة لنشر العمل الفائز. فللأسف أكثر ما يعيق الكتاب أمام الرواية التي تتحدث عن المقاومة هو رغبة بعض دور النشر فى نشر أعمال تحقق مبيعات وليس أعمال هادفة وحقيقية كهذا النوع.

كيف يمكن تشجيع الجيل الجديد من الكتّاب والتعبير عن روايات المقاومة؟

كما ذكرت، أقترح ترجمة الأعمال الفائزة ونشرها ورقياً بمعارض دولية أو إلكترونياً، أو تقديم مقاطع مصور للأعمال الفائزة مترجمة.

هل لديك مقترح لتطوير التعاون الدولي في مجال أدب المقاومة حول فلسطين؟ وكيف يمكن تعزيز هذا التعاون؟

تساهم بشكل كبير، ولكن يجب على المجتمع العربي والدولي تقديم جوائز أخرى لتشجيع الكتاب على الاستمرار في عرض القضية، حتى لا تأتي أجيال ينسيها التضليل الإعلامي الذي يتفشّى يوماً بعد يوم.

هل يمكن لهذه الجائزة وحدها أن تعوض الفجوات الموجودة في الإنتاج الأدبي حول فلسطين على مستوى العالم؟
وما هي الاقتراحات الأخرى التي لديك؟

طبعاً لا، وأقترح توضيح أسباب النزاع الأصلية والأهداف الصهيونية الحقيقية، وأحقية شعب فلسطين في استعادة دولته على أرضه، ووحشية الكيان المحتل، ومحاولته طمس القضية مع الزمن، وفرض وجوده بالقوة الناعمة، والتطبيع بعد فرضه بالقوة.

زر الذهاب إلى الأعلى