عام جديد في ظل عدوان صهيوني يتصاعد:..«غزة 2025» استمرار المعاناة والأليم.. إلى متى؟

كريترنيوز /صحيفة شقائق /تقرير/ فتحية علي
يستقبل أهالي قطاع غزة بفلسطين العام الميلادي الجديد 2025م بمعاناة وألم لا نهاية واضحة المعالم له، كل شيء من حولهم مدمر ورائحة الموت تحوم في الأرجاء. مجاعة، نزوح، تشرد، آلاف الأسر تبات في العراء في ظل الشتاء القارس، وفي ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي الهمجي المستمر.
وبحسب صحيفة الخليج الإماراتية، لم يمر على الشعب الفلسطيني عام أشد وطأة دموية على الإطلاق أكثر من العام 2024، الذي شهدت أيامه فصولاً متوالية من حرب إبادة غير مسبوقة في غزة قضت على كل مقومات الحياة.
ففي الوقت الذي يستقبل فيه العالم أعياد الميلاد للعام الجديد 2025، يعد العام 2024 أيامه الأخيرة، وليس هناك تغيير في الحالة الفلسطينية التي اختزلتها المأساة المفتوحة في غزة، والظروف الإنسانية القاسية التي ألمت بها. أما استشراف المستقبل فلا ينبئ بانفراجة يمكن الوثوق بها، ولا يمكن للأعوام المقبلة أن تعرف جديداً، إلا إذا حدثت تطورات غير متوقعة، مثلما هي حال الأحداث في الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية. وما وقع فقد وقع، وما جرى في غزة طوال 2024 وقبل ذلك بثلاثة أشهر في العام الذي سبقه 2023، فلا يمكن لأي إحصاءات أو كلمات أن تنقل بشكل كامل مدى الدمار الجسدي والعقلي والمجتمعي الذي حدث في ذلك القطاع الساحلي الصغير.
10% من سكان غزة بين قتيل وجريح ومفقود
يشير أحد التقارير إلى أن غزة فقدت نحو 10% من سكانها بين قتيل وجريح ومفقود.
أرقام مفزعة
والأرقام والإحصاءات حول نتائج العدوان على غزة مفزعة، وحتى هذا الشهر ديسمبر 2024، فقد خلف العدوان الإسرائيلي أكثر من 55 ألف قتيل ومفقود بين الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر 2023، وارتكب نحو 10.000 مجزرة منها 7168 ضد عائلات فلسطينية. وحتى منتصف شهر ديسمبر 2024، وفق إحصائية للمكتب الحكومي في غزة، فقد مسحت حرب الإبادة الإسرائيلية أكثر 1140 عائلة فلسطينية من السجل المدني، وذلك بعد قتل الأب والأم وجميع أفراد الأسرة، وهناك 3563 عائلة فلسطينية أبادها الجيش الإسرائيلي ولم يتبق منها سوى فرد واحد.
كما تستمر فصول المأساة بتسجيل مقتل نحو 18 ألف طفل من ضمن إجمالي الضحايا، بمعدل طفل قتيل كل ساعة بحسب «الأونروا». كما حُرم الأطفال من سنة دراسية كاملة، وتعرضت المدارس التي تؤوي الأسر النازحة للقصف بشكل متكرر، وتعرض العاملون في مجال الرعاية الصحية والمستشفيات لهجمات متكررة، بينما بلغ عدد النساء اللواتي قتلن 12136 امرأة، فيما بلغ نحو 70% من الضحايا من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف الضحايا من الأطباء والممرضين ورجال الإغاثة والمسعفين والصحفيين والمصورين والعاملين في المنظمات الإنسانية، وهذه الإحصاءات تتغير كل يوم وأحياناً كل ساعة.
وشردت الحرب معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتسببت في أزمة إنسانية عاتية. وحسب الأمم المتحدة، فقد تم تهجير كامل سكان غزة تقريباً، وعدد كبير منهم نزحوا عدة مرات، ولم يجدوا مكاناً آمناً يذهبون إليه.
أوضاع إنسانية بلغت مستوى حرجاً
أما بالنسبة للأوضاع الإنسانية، فقد بلغت مستوى حرجاً ووصل إلى درجة الإبادة الجماعية، مع تدهور الأمن الغذائي الحاد الذي يعانيه نحو نصف السكان، وسط توقعات بأن أكثر من 50.000 طفل يحتاجون إلى علاج من سوء التغذية الحاد، فيما هناك 160.000 امرأة حامل ومرضع بحاجة إلى تغذية ومكملات غذائية.
أما على الجانب الصحي، يواجه نحو مليون شخص تهديدات صحية بسبب انتشار القوارض والآفات والنفايات الصلبة والبشرية، ومياه الصرف الصحي، ويحصل نحو 1.4 مليون شخص على أقل من الكمية الموصى بها من الماء، والتي تُقدر بـ6 لترات للشخص الواحد يومياً للشرب والطهي.
87 ألف طن متفجرات ألقيت على غزة
وبحسب الصحيفة، فإن طوال أكثر من 14 شهراً ألقت إسرائيل 87 ألف طن متفجرات على قطاع غزة، ما يعادل أكثر من ثلاث قنابل ذرية قياساً بقنبلتي هيروشيما وناجازاكي.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإن العدوان الإسرائيلي دمر 160 ألفاً و500 وحدة سكنية بشكل كلي، و83 ألف وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن، و193 ألف وحدة سكنية دمرت جزئياً. كما دمر الجيش الإسرائيلي 819 مسجداً بشكل كلي، و153 مسجداً بشكل بليغ وبحاجة إلى إعادة ترميم، وثلاث كنائس تم تدميرها، و19 مقبرة دمرها الجيش بشكل كلي وجزئي من أصل 60 مقبرة، فيما صادر الجيش نحو 2300 جثمان من العديد من مقابر قطاع غزة، بينما تم إخراج 34 مستشفى و80 مركزاً صحياً و162 مؤسسة صحية و135 سيارة إسعاف عن الخدمة.
إعطاء الضوء الأخضر لقتل الفلسطينيين دون تمييز
أفاد تحقيق أجرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، بأن إسرائيل خفّفت بشكل كبير قيود قواعد الاشتباك في حربها على قطاع غزة بعد هجمات 7 أكتوبر 2023، وسمحت بقتل المدنيين الفلسطينيين بأعداد كبيرة خلال عملياتها العسكرية.
وذكر التقرير أن القيادة العسكرية الإسرائيلية منحت ضباطاً من رتب متوسطة صلاحيات لشن عمليات عسكرية في غزة، حتى ولو كانت ستتسبب في قتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء.
وأوضح التحقيق أن الجيش الإسرائيلي، سمح باستهداف من اعتبرتهم مقاتلين في الفصائل الفلسطينية من غير القادة، خلال وجودهم في منازلهم محاطين بالأقارب والجيران، بدلاً من استهدافهم فقط عندما يكونون بمفردهم في الخارج.
وأشار تحقيق الصحيفة الأميركية إلى أن إسرائيل “وسّعت بشكل كبير بنك الأهداف” في غاراتها الجوية على غزة، وزادت في الوقت نفسه عدد المدنيين الذين يمكن للضباط إصابتهم بشكل مباشر في كل هجوم.
وقالت “نيويورك تايمز”، إنه خلال الشهرين الأولين من الحرب الإسرائيلية على غزة، لم يكن الجيش الإسرائيلي يفرق بين المدنيين والمقاتلين، إذ قتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، وهو ما يمثل نحو ثلث إجمالي الضحايا في هذه الحرب.
استخدام الروبوتات المتفجرة
ونقلاً عن وكالات، قالت صحيفة الخليج الإماراتية إن الجيش الإسرائيلي ارتكب، الخميس الماضي 26 ديسمبر 2024م، مجازر جديدة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أوقعت عشرات القتلى والجرحى جلهم من النساء والأطفال وكبار السن، إضافة إلى خمسة صحفيين.
وحذر مسعفون من أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع لأن هناك العديد من الأشخاص المحاصرين تحت الأنقاض، بينما كثف الجيش الإسرائيلي استخدام الروبوتات المتفجرة لتدمير مرافق مستشفى كمال عدوان بشمال القطاع.
وتضيف الصحيفة: في اليوم الـ447 للعدوان، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع، ارتفعت إلى 45.399 قتيلاً و107.940 جريحاً، إثر ارتكاب جيش الاحتلال ثلاث مجازر جديدة ضد المدنيين، مما أسفر عن مقتل 38 شخصاً وإصابة 137 آخرين.
ختاماً..
لا يزال مسلسل سفك الدماء والتهجير مستمراً في قطاع غزة، في ظل العجز الإقليمي والدولي عن فعل شيء، الأمر الذي شجع الكيان الإسرائيلي على مواصلة العدوان.
عدوان مستمر لم تلح في الأفق أي انفراجة له مع قدوم العام 2025.