هل يمتلك الحكمة الكافية لحلحلتها؟ .. “ترامب” ملفات شائكة وتحديات كبيرة بانتظاره..!
كريترنيوز / تقرير
حرائق أمريكا والمهاجرين غير الشرعيين والحدود مع المكسيك ومضيق بنما، وأطماعه في جزيرة غرينلاند وكندا
وتبعات حرب غزة وعن كيفية تعامله المرتقب مع حركة حماس عقب انتهاء الحرب.
بالإضافة إلى حرب أوكرانيا
وحرب اليمن والحوثيين وتهديداتهم لخطوط الملاحة الدولية بمضيق باب المندب، وملف إيران النووي والحرب الاقتصادية مع الصين.
وأزمة هونج كونج
والأزمات الحاصلة في كوريا الجنوبية. والملف النووي والتجارب الصاروخية بعيدة المدى لكوريا الشمالية.
وغيرها من الملفات والتحديات الماثلة أمام الرئيس الأمريكي ترامب.
فهل يمتلك القدر الكافي من الحكمة لحلحلتها؟
هل ينجح في نزع فتيل الأزمات؟ أم يؤججها؟
20 يناير 2025م يوم ترامب :
يوم الإثنين 2025م، شهد العالم حدثًا تاريخيًا حيث أدَّى الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليمين الدستورية في مبنى الكابيتول، ليصبح رئيس الولايات المتحدة للمرة الثانية.
بدأت الفعاليات في صباح يوم الاثنين الباكر بفتح البوابات للفحص الأمني، تليها العروض الموسيقية، ثم موكب من البيت الأبيض إلى مبنى الكابيتول.
وفي تمام الظهيرة، افتتح نائب الرئيس جي دي فانس المراسم بأدائه القسم، ثم يليه ترامب لأداء اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة العليا، واضعًا يده اليسرى على الإنجيل، وهو تقليد بدأه جورج واشنطن عام 1789م.
أدَّى ترامب القسم المنصوص عليه في المادة الثانية من الدستور الأمريكي : “أقسم رسميًا بأنني سأنفذ بإخلاص مهام رئيس الولايات المتحدة، وسأقوم بقدر استطاعتي بالحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه.
عقب ذلك ألقى خطاب التنصيب.
مقتطفات من خطاب التنصيب :
في أول خطاب له رصدت « سمانيوز» مقتطفات منه قال : سأعلن حالة الطوارئ الوطنية على حدودنا الجنوبية وجميع الذين دخلوا إلى البلد بطريقة غير شرعية سيتم اعتقالهم وإعادتهم من حيث اتوا، وسأطبق سياسة ابقوا في المكسيك،
وسوف أرسل قواتنا إلى الحدود الجنوبية لمطاردة الغزاة، في إشارة منه إلى المهاجرين العابرين الحدود الأمريكية عبر المكسيك.
وأضاف ترامب : بموجب الأوامر التنفيذية التي سأوقعها اليوم هو إعادة (الكارتيل) كمنظمة إرهابية أجنبية وبالعودة إلى قانون العام 1795م بشأن الأجانب سأصدر أوامر لإدارتي باستخدام كافة القوانين للقضاء على العصابات والمجرمين الأجانب الذين جلبوا جرائم مدمرة إلى الأراضي الأمريكية.
وقال في سياق خطابه ستصدر أوامر تنفيذية لخفض الأسعار ، وسأعلن حالة طوارئ طاقة وطنية، وفي عهدي ستكون أمريكا أكبر دولة مصنعة ولدينا مخزون هائل من النفط والغاز أكثر من أي بلد في العالم وسوف نستخدمه ونكون أمة ثرية مرة أخرى وهذا الذهب السائل تحت أقدامنا سوف يساعدنا في ذلك. سأبدأ فورا في تحسين النظام التجاري وفرض ضرائب على بلدان أجنبية لأجل إثراء أمتنا. وستقوم إدارتي بإنشاء وزارة جديدة هي وزارة (الكفاءة الحكومية)،
وسوف أوقع أمراً تنفيذياً لوقف كافة الرقابة الحكومية وإعادة حرية التعبير إلى أمريكا، لن تكون هناك سلطة الدولة التي تستخدم لقمع الخصوم السياسيين لن نسمح بحدوث ذلك ، ولن يتكرر تحت قيادتي بل سيكون هناك نظام عدالة منصف بموجب القانون والدستور.
وتابع ترامب قائلاً : سأوقف كل محاولات هندسة الجنس والعرق، فهناك جنسان فقط هما الذكر والانثى، سوف أوقع على أمر تنفيذي للقضاء على جنون التحول الجنسي وقبح المثلية وإنهاء تشويه القيم الأمريكية لأطفالنا وإخراج المتحولين جنسيا من مدارسنا وكلياتنا ودولتنا، وسنمنع الرجال من ممارسة الرياضة مع النساء وسيتم في اليوم الأول والثاني والثالث.
أمريكا بعد اليوم وتحت إدارة ترامب سيكون في الولايات المتحدة الأمريكية هو وجود جنسين فقط كما خلقهم الله (ذكر وانثى).
وسوف أعيد كل جندي طرد من الخدمة بسبب اعتراضه على لقاح كورونا كوفيد 21 وإعطائه كافة رواتبه السالفة. وسأوقع أمراً تنفيذيا بموجبه سيتم إيقاف كافة السياسات الراديكالية ضد جنودنا في الخدمة، قواتنا المسلحة ستركز على مهمة واحدة فقط هي هزيمة أعداء أمريكا.
وسنبني أقوى جيش لم يشهده العالم من ذي قبل.
وسوف أبرهن ذلك ليس من خلال انتصاراتنا في الحروب وإنما في كيفية إيقافها وعدم التدخل فيها وهناك حروب لانرغب في التدخل فيها وأريد أن يكون إرثي هو صناعة السلام.
ولقد أخبرتكم قبل ذلك أن الرهائن في غزة سيعودون إلى ديارهم قبل 20 يناير.
وأضاف ترامب : سوف نغير خليج المكسيك الى خليج أمريكا. وأيضًا قناة بنما سوف نستعيدها حيث الصين المستفيد الأكبر منها بينما سفننا تدفع مبالغ ضخمة مقابل المرور فيها لذا سنستعيدها بعد أن تنازلنا عنها بطريقة سخيفة حد وصفه.
وسوف نسعى لإرسال رجالنا لرسم علم أمريكا على كوكب المريخ. ففي أمريكا المستحيل هو أفضل ما يمكن أن نقوم به.
وختم ترامب بالقول : أمريكا عانت الكثير خلال السنوات الأخيرة ولكن عصرها الذهبي بدأ للتو.
وتساءل مراقبون لماذا لم يتطرق ترامب في خطابه للحرب الروسية أوكرانية ومليشيات الحوثي؟ ولم يتطرق إلى حرائق امريكا ولم يترحم على أرواح القتلى؟ ولم يبد أسفه على الخسائر التي لحقت بالبلد؟
عواقب ترحيل 11 مليون مهاجر من أمريكا :
وبحسب فرانس24 أعرب البابا فرنسيس عن مخاوفه من تأثيرات عمليات الترحيل الجماعية التي تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بتنفيذها بحق المهاجرين غير النظاميين.
واعتبر البابا في مقابلة مع التلفزيون الإيطالي أن “مثل هذه الخطوة ستكون كارثية، لأنها ستجعل الفقراء المعدمين يدفعون ثمنا باهظا.
وأعلن ترامب، الذي تولى منصبه الإثنين، التزامه بموقف صارم تجاه نحو 11 مليون مهاجر لا يحملون وثائق إقامة قانونية في الولايات المتحدة.
ووعد بما وصفه بـ”أكبر عملية طرد في التاريخ الأمريكي”، على الرغم من احتمالية أن تواجه خطته تحديات قانونية ورفضا من بعض الدول استقبال المرحلين.
دور ترامب في صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس :
في سياق منفصل وبحسب الجزيرة نت أجمعت تقديرات إسرائيلية على أن ستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط مارس ضغوطات على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة تبادل الأسرى، وذلك مقابل “هدايا” سيقدمها ترامب لإسرائيل.
وأضافت أن ترامب تعهد لنتنياهو بأنه مقابل موافقته على الاتفاق سيدعم استئناف الحرب في المستقبل، وتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وإلغاء قرارات إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مثل العقوبات ضد المستوطنين “الإرهابيين” وإدخال برنامج التجسس “بيغاسوس” بالقائمة السوداء، والعودة إلى مسار التطبيع بحسب “اتفاقيات أبراهام”، وهناك مؤشرات عن توجه ترامب إلى “محاربة” محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، والتصدي لمذكرات الاعتقال الدولية الصادرة ضد نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، وإجراءات دولية أخرى ضد مسؤولين سياسيين وعسكرين لارتكابهم جرائم حرب.
موقف ترامب من الحرب الروسية أوكرانية :
وفق BBC عربي خلال حملته الانتخابية، قال ترامب مراراً وتكراراً إنه يستطيع إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في غضون يوم واحد، دون إعطاء تفاصيل.
لطالما انتقد ترامب تدفق مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا، منذ الغزو الروسي الشامل لذلك البلد في عام 2022. وقد أثار هذا مخاوف بين مؤيدي أوكرانيا، من أنه سيدفع البلاد إلى التوصل لتسويات على حساب أراضيها من أجل إنهاء الحرب.
ختامًا..
ترامب رجل (تاجر) مادي لا يفعل شيئا إلا بمقابل، ويستثمر كل شيء لصالحه، علاقاته مبنية على المصالح بعيد كل البعد عن الإنسانيّة وملحقاتها.
ليس له صاحب غير المال والمصلحة.
ووصفه محللون (بالخبيث الواضح) وبأنه (نرجسي خبيث). ويبقى السؤال : كيف هو شكل السياسة الخارجية الأمريكية والمفاجآت المتوقع حدوثها في عهده؟.