انهيار اقتصادي وارتفاع الأسعار وعجز الحكومة .. كيف يستقبل أبناء الجنوب شهر رمضان الفضيل؟

كريترنيوز / تقرير / محمود أنيس
أيام قليلة ويحل علينا شهر رمضان المبارك ، وفيه يستعد الناس في شراء احتياجات ومتطلبات الحياة كون هذا الشهر يختلف عن غيره من الأشهر. إلا أنه أصبح استقبال هذا الشهر في ظل الظروف الراهنة يختلف عن الماضي خاصة في ظل ارتفاع الأسعار وانهيار العملة وتردي الخدمات وعجز الحكومة عن القيام بواجبها تجاه المواطن وما يحتاج.
الأسواق التجارية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب تشهد حالة من الركود والخمول منذ فترة خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، في مشهد يعكس التحديات الاقتصادية التي تواجه المواطنين والمعاناة التي يعيشونها .
وعلى عكس السنوات الماضية، حيث كانت الأسواق تعج بالمتسوقين استعدادًا للشهر الفضيل، وتبدو اليوم المحال التجارية والأسواق الشعبية شبه خالية، ما يعكس تراجع القدرة الشرائية وسط أزمة معيشية خانقة. ويعود ذلك بسبب ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش في السلع الغذائية وهو ما شكّل تحديات أمام أبناء العاصمة عدن والجنوب.
حيث تحدث الأخ ميهال عبدالستار قائلاً : العادات الرمضانية لدى أبناء العاصمة عدن شيء مهم توارثناها عبر آبائنا وأجدادنا ومنها تبادل الوجبات والإفطار الجماعي، والمساعدات الاجتماعية، إلا أن تلك الأمور أصبحت صعبة في الوقت الحالي نظرا لما نعيشه من أزمات اقتصادية وارتفاع جنوني في كل شيء.
فيما قالت الأخت وفاء عامر : بسبب ارتفاع الأسعار أصبحت العديد من الأسر تعاني صعوبة في توفير الطعام بشكل كافٍ في الأيام العادية ، فما بالك في شهر رمضان. حيث كان سعر السمك يصل إلى ١٢ ألف وأكثر بهذه الأيام وأصغر حبة دجاج ٦٥٠٠ والكيلو البطاط 2000ريال ، فكيف سيكون الحال في رمضان هذا، حيث أننا لم نتحدث عن أسعار اللحوم،لأن هذه السلعة أصبحنا محرومين منها، وأيضا خلال شهر رمضان يتم مضاعفة الأسعار .
واختتمت الأخت وفاء قائلة: عن أي رمضان تتكلم ونحن في هذا الوضع المؤلم، لا خدمات ولا مراقبة للأسعار ولا مرتبات تكاد تذكر ، ولاسيما أن أننا نعاني من تدهور للكهرباء خاصة ونحن في فصل الشتاء فكيف سيكون الحال في رمضان والصيف.
وقالت إحدى الشخصيات الاجتماعية بالعاصمة عدن المهندس أحمد علي : مما لايخفى على أحد ماتمر به بلادنا من أزمات أقتصادية قاتلة قرعت أبواب السواد الأعظم من المجتمع وكشفت عن عوراتهم ، فأصبح الناس صرعى الهموم والنكبات في ظل عجز وغياب للحكومة والسلطة للأسف.
ويتزامن مع أن شهر رمضان المبارك يقرع أبوابه مقبلاً علينا لنشمّر فيه للطاعات ويرحم بعضنا بعضا، يبقى المواطن في مواجهة مع شبح الغلاء وتردي الخدمات .
ولهذا فإننا نطرح من خلالكم بعض النقاط لتخفيف المعاناة ونتمنى أن تلقى استجابة والعمل بها.
1/قيام المؤسسة الاقتصادية بتوفير المواد الأساسية كالرز والدقيق والسكر والزيت للمواطن بأسعار خيرية عبر الخيم الرمضانية بطريقة مقننة مدروسة لكل أسرة حتى لايفتح المجال لتدخل التجار واحتكارها.
2/ على السلطات المحلية مراقبة الأسعار وضبطها.
3/ على التجار بذل الخير والمعروف في شهر رمضان لتخفيف المعاناة على الناس والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.
4/ على الدولة صرف إكرامية شهر رمضان للجنود وكل موظفي الدولة وحث القطاع الخاص بذلك.
5/ علينا كمواطنين بث روح التعاون بيننا والتكافل نتقاسم اللقمة فيما بيننا.
وأخيرا شهر رمضان شهر طاعة للرحمن يهذب النفوس ويؤدبها ويجعلها تشعر بالجوع والعطش لتعلم أن هناك أسرا يعيشون العام كله رمضان، ونسأل الله أن يخفف من معاناة أخوانا بهذا الشهر وأن يرفع عنا البلاء.
فيما قال الأخ عمير جعموم : غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار والتلاعب بسعر العملات جعلنا نتردد عن شراء ما نحتاجه في شهر رمضان، لذلك نحن كل يوم ونترقب أسعار بيع وشراء العملات التي يترتب عليها ارتفاع الأسعار”.
وأضاف جعموم : في السابق كانت خمسين ألف تكاد تكفي لشراء ما نحتاجه في رمضان، لكن حاليا 100 ألف غير كافية، ولهذا نحن نعاني من توفير هذا المبلغ ما يجعلنا نتأخر ونلغي الكثير من الاحتياجات حتى يفرجها الله، ورواتبنا معروفة نحن الموظفون كم هي تكفي ماذا أو ماذا.
وأردف جعموم قائلاً : معاناتنا لا تقتصر على الأسعار وانهيار العمله بل أننا نعاني من تردي الخدمات ،أنت شايف كيف حال الكهرباء والمعاناة التي نعاني بسببها، فإن كان هذا هو الحال في االشتاء كيف سيكون الحال في رمضان والصيف.
واختتم جعموم حديثة قائلاً: نطالب الحكومة بتثبيت سعر العملة المحلية فيما يوازي رواتبنا الشهرية، فالأسعار هذه الأيام تفوق الراتب كما نطالبهم في إيجاد حلول عاجلة لمشكلة الكهرباء فيكفي ما مرينا به في الشهور والأيام الماضية.
أما المواطن محمد زغينة وهو سائق تاكسي قال : ارتفاع الأسعار جعلنا غير مستعدين لاستقبال رمضان للأسف لأسباب عدة أبرزها تأخير الرواتب وارتفاع الأسعار وانهيار العملة.
وأضاف زغينة : هناك متطلبات تفتقرها بعض الأسر لأسابيع إذا لم يكن لأشهر والسبب ارتفاع سعرها الجنوني الذي جعل المواطن يتجنب شراءها، ونحن الآن ظروفنا صعبة هذه السنة رمضان سنستقبله في ظروف قاهرة نتيجة لما وصلنا إليه من حالة مزرية في ظل صمت وغياب تام وكامل للحكومة.
ولاشي يوحي بقدوم شهر رمضان .. هكذا قالت الأستاذة ريهام محمود وهي مدرسة والتي أضافت : هناك الكثير من المنغصات التي حولت شهر رمضان من فرحة دينية روحانية إلى هم ومعاناة كل أبناء العاصمة عدن والجنوب يعاني منها. ومن متطلبات شهر رمضان لم يعد باستطاعتنا توفيرها بسبب ارتفاع أسعارها الجنوني الذي لم يشهد أي تحسن ملحوظ ، فقد وصل الكيلو العتر إلى 6500 والكريم كراميل 17000 وغيرها من الأشياء في ارتفاع جنوني.
وختمت الأستاذة ريهام قائلة : هناك الكثير من المبررات والحجج نسمعها من التجار منها أن البضاعة تم شراؤها بالعملة الصعبة ، ومع كل ما يقال يظل المواطنون هم من يدفعون الثمن والحكومة في غياب عن مايحدث من تجاوزات وأزمات.
ختاماً ..
رغم الارتفاع الكبير والجنوني في الأسعار وانعدام الخدمات، يظل أبناء العاصمة عدن والجنوب يستقبلون شهر رمضان بصبر وعزيمة، مع تأكيدهم على الروح الجماعية والدعم المتبادل في ظل مجلس رئاسي وحكومة لا يوجد لهما أثر على أرض الواقع.