تقارير وحوارات

أزمات الماء والكهرباء في فصل الصيف.. من المستفيد من تهييج الشارع وتعذيب أهالي العاصمة عدن..؟

كريترنيوز /صحيفة شقائق/ تقرير

 

مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، تفاقمت أزمتا الماء والكهرباء بالعاصمة عدن، وأصبح الوضع داخل البيوت حرجاً للغاية ولا يطاق. تضاعفت الضغوط النفسية والمعيشية على أهالي العاصمة عدن، خصوصًا الفئات غير القادرة على توفير بدائل كهربائية أو شراء صهاريج مياه شرب، وهم السواد الأعظم من سكان المدينة، ما قد يؤدي إلى مخاطر بيئية وصحية على أغلب الأسر، وتعطيل المصالح الخاصة والعامة وتفاقم الوضع المعيشي الهش أصلاً..

 

تراكم الأزمات زاد من الاحتقان، ودفع جموعاً من المواطنين للخروج إلى الشوارع للتعبير عن غضبهم وسخطهم، والمطالبة بإنقاذ الأسر في البيوت والمرضى في المستشفيات من مضاعفات موجات الحر القاتلة، الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي الذي وصل – بحسب الأهالي – إلى 20 ساعة انطفاء مقابل ساعتين تشغيل، محملين الرئاسي والحكومة الفشل في إدارة ملفي المياه والكهرباء والتبعات المترتبة على ذلك.

 

توافد العشرات من الشباب صباح يوم الإثنين 28 إبريل 2025م، وكالمعتاد قاموا بإشعال النيران في الإطارات المستخدمة، بوسط الطرقات المؤدية من وإلى قصر معاشيق بمدينة كريتر وعدد من مديريات العاصمة، تعطلت على إثرها حركة السير وغطى الدخان الأسود سماء المدينة، لإحداث نوع من الضجة الحقوقية، ولإيقاظ ضمائر المسؤولين، لعل وعسى يجدون آذاناً صاغية أو من يلتفت إليهم ويضع لمعاناتهم حداً.

بالمقابل، وواجهت الحكومة والرئاسي تلك الأزمات والمناشدات الرسمية الاستباقية والغضب الشعبي بالسكوت، ولم تحرك ساكناً وكأن الأمر لا يعنيهم.

 

تأييد وتحذير أمني:

 

في مقابل ذلك الهيجان الحاصل في الشارع بالعاصمة عدن، ووفق المكتب الإعلامي لإدارة أمن عدن، أعلنت الأجهزة الأمنية بالمدينة يوم الإثنين 28 إبريل 2025م، تفهمها الكامل لحالة الغضب الشعبي التي تسود الأوساط المجتمعية، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود المشغل لمحطات الطاقة.

 

وأكدت الأجهزة الأمنية، في بيان رسمي، مساندتها للمطالب المشروعة للمواطنين، ودعت إلى التعبير عن الاحتجاجات بالطرق السلمية والقانونية. وشددت في المقابل على رفضها القاطع لأي اعتداء أو مساس بالممتلكات العامة والخاصة، محذرة من محاولات استغلال حالة الغضب لتنفيذ أعمال تخريبية تضر بمصالح المواطنين وأمن المدينة.

 

وجدد البيان تأكيد وقوف الأجهزة الأمنية إلى جانب المواطنين ومطالبهم العادلة، داعيًا إلى التحلي بضبط النفس واليقظة، وعدم الانجرار وراء محاولات مشبوهة تهدف إلى الإخلال بالأمن والاستقرار.

 

وفي السياق ذاته، أوضح البيان أن هناك جهودًا مكثفة تبذلها الجهات المختصة لتوفير مادتي الديزل والمازوت لمحطات الكهرباء، بهدف إعادة تشغيلها واستقرار خدمة التيار الكهربائي في أقرب وقت.

 

كما حذرت الأجهزة الأمنية من استغلال القُصّر في أعمال التخريب، مؤكدة أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أولياء أمور القُصّر الذين يثبت تورط أبنائهم، في مثل هذه الأعمال التي تمس الأمن والاستقرار في العاصمة عدن.

 

تساؤلات وعلامات استفهام:

 

في السياق، تساءل ناشطون جنوبيون: لماذا يتكرر سيناريو افتعال أزمات الماء والكهرباء، تزامناً مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وعدم الاستجابة المسبقة للمناشدات الرسمية، وعدم مبالاة جهات الاختصاص بالتبعات الخطيرة التي قد يتعرض لها المواطن؟!

ومن المستفيد من تهييج الشارع وتعذيب أهالي العاصمة عدن، بافتعال تلك الأزمات في توقيت حساس يكون المواطن فيه بأمس الحاجة لتوفر تلك الخدمات الضرورية؟!

هل الهدف من ذلك تهييج الشارع الجنوبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، ولخلق صراع داخلي جنوبي جنوبي لتمرير أجندات يمنية إقليمية خبيثة، تفضي إلى ضرب النسيج الاجتماعي والسياسي الجنوبي، وتصفية القضية الجنوبية، ومحو مشروع الجنوبيين الكبير المتمثل في استعادة دولتهم، ليتسنى لتلك الجهات تحقيق مصالحها؟!

 

ختامًا..

لم يستبعد ناشطون جنوبيون وقوف أجندات سياسية خلف تلك الأزمات، مطالبين المجلس الانتقالي الجنوبي برفع الغطاء عن تلك الجهات، وتعريتها أمام شعب الجنوب..

زر الذهاب إلى الأعلى