استمرار مظاهر الاحتفاء بالذكرى العاشرة لتحريرها.. الضالع بوابة عبور الجنوبيين لنيل الاستقلال الثاني

كريترنيوز / تقرير
لا تزال مظاهر الاحتفاء بالذكرى العاشرة لتحرير محافظة الضالع من الغزو الحوثي عفاشي، الذي صادف يوم 25 مايو 2025م، مستمرة بأوساط الجنوبيين. مقالات وتقارير وهاشتاجات ومنشورات وصور ومقاطع فيديو يتناقلها النشطاء، تكشف حقيقة ما دار في تلك المعركة المصيرية، والهزيمة الكبيرة التي ألحقها الثوار بالغزاة، لتتوارثه أجيال الجنوب جيلاً بعد جيل. وتزينت سماء مدينة الضالع بالألعاب النارية للتعبير عن الفرحة بذكرى التحرير وطرد المحتل اليمني.
وأكد ناشطون أن قائد معركة تحرير الضالع الميداني بالصفوف الأمامية، هو الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي.. مشيدين بحنكته وصلابته في قيادة معركة تحرير المحافظة، واستعداده للتضحية في سبيل الجنوب.
كما استرسل ناشطون تفاصيل ما حدث، والشجاعة والإقدام التي كان يتحلى بها قائد المقاومة الجنوبية الميداني “الزبيدي”، صاحب فكرة حمل السلاح لدحر المحتل اليمني ومواجهته بالقوة، بدلاً من النضال السلمي الذي خسر فيه الجنوب خيرة رجاله وشبابه وهم عزّل.
ذكرى تحرير الضالع مناسبة نستلهم منها العبر، ومن خلال ما تبعها من إحداث مأساوية وحروب أخذت أشكالاً متعددة (خدمية، أمنية، اقتصادية) تأكد للجميع أن لا خيار أمام الجنوبي إلا انتزاع وطنه المسلوب المنهوب بالقوة، وإعادة بناء دولته والتسيد عليها بعيداً عن الإملاءات والضغوط الخارجية.
كما اعتبر جنوبيون تحرير الضالع البذرة الأولى لمشروع استعادة الدولة الجنوبية، من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً، وبوابة عبور الجنوبيين لنيل الاستقلال الثاني. لذلك، فهو ليس حدثًا عابرًا بل يمثل عمق القضية الجنوبية التي يخوض لأجلها شعب الجنوب نضاله، منذ أن دنست أقدام جحافل نظام صنعاء عام 1994م أرض الجنوب.
يمثل تحرير محافظة الضالع الجنوبية محطة استراتيجية ضمن المشروع الوطني الجنوبي التحرري لاستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وهذا ما أثار حفيظة الحاقدين والأعداء الذين نراهم اليوم يسعون لتشويه نضال الجنوبيين والنيل منه، من خلال نشر الأكاذيب والدعايات المغرضة عن الضالع وشعبها.
تحرير محافظة الضالع كان بداية كسر مشروع التمدد الفارسي في الجنوب، جنوب جزيرة العرب ومنطقة الخليج والوطن العربي عامة، وإنهاء أي تواجد عسكري للقوات اليمنية الغازية للجنوب.
أرواح الشهداء تظل حية:
كما استحضر جنوبيون أرواح الشهداء الأبطال الذين سقطوا في ذاك اليوم الخالد، مؤكدين أن أرواحهم حية خالدة تطوف الأرجاء، تمد شعب الجنوب بالقوة والعزيمة والصبر والإصرار على مواصلة النضال بكل أشكاله حتى استعادة دولة الجنوب. وتزامناً مع الذكرى الخالدة اطلق جنوبيون هاشتاج ووسم #الذكرى_العاشرة_لتحرير_الضالع على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبول وتوتير،
وأكدوا على أن النصر في معركة الضالع كان مفتاح النصر لتحرير باقي محافظات الجنوب..
مشيرين إلى أن محافظة الضالع فخر الجنوب والعرب، باعتبارها أول مدينة جنوبية وعربية ترفض وتلفظ الوجود الفارسي المباشر، أو عبر أدواته الحوثي يمنية، حيث تحررت من مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران في 25 مايو 2015م..
منوهين إلى أن تحرير الضالع كان بداية كسر مشروع التمدد الفارسي في الجنوب خاصة والوطن العربي عامة.. ومؤكدين على أهمية تعزيز موقع الضالع في الوعي الجنوبي والعربي كرمز للتحرر والمقاومة والانتصار القومي.
وطالبوا بأهمية تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية والانتماء لقضية شعب الجنوب التحررية، من خلال ترسيخ الشعور بالانتماء للجنوب وهويته وتاريخه النضالي، والتأكيد على وحدة الصف الجنوبي تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي.
بطولات وتضحيات موثقة تدحض ضلالات الأعداء:
وكان ناشطون جنوبيون عرضوا مقاطع فيديو وصوراً توثق التضحيات والانتصارات التي تكللت، من خلال عرض بطولات الشهداء والجرحى والمقاتلين، وسرد قصص ما اجترحوه ضمن روزنامة وطنية تلهم الأجيال وتعزز روح الفداء والتضحية، تدحض وبالدليل الملموس ضلالات وإشاعات الأعداء.
كما حثوا وسائل إعلام الجنوب المختلفة على ضرورة مواجهة الحملات الإعلامية المعادية التي تستهدف الضالع، والرد على الروايات المضللة التي تحاول طمس نضال أبطال ورجالات الضالع والجنوب عامة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروجها قوى الاحتلال والإرهاب اليمني..
مشيرين إلى أن تحرير الضالع يندرج ضمن مشروع الجنوبيين الكبير في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، بحسب حدودها المتعارف عليها دولياً.. مؤكدين على أن معركة تحرير الضالع لم تكن حدثًا عابرًا وأن له ما بعده، وبأنها بوابة عبور الجنوبيين لنيل الاستقلال الثاني.
تجديد مبايعة الانتقالي الجنوبي:
لم يفت الناشطون المناسبة لتجديد مبايعة وتفويض المجلس الانتقالي الجنوبي، وقائده عيدروس بن قاسم الزُبيدي، مجددين الدعم الشعبي والسياسي للانتقالي، مطالبين شرائح المجتمع الجنوبي بمختلف مشاربه بأهمية التمسك به كمكسب وإنجاز جنوبي كبير، وبصفته الممثل والحامل الشرعي السياسي للقضية الجنوبية التحررية، ودوره في تحقيق الانتصارات العسكرية والسياسية ضد التنظيمات الإرهابية الحوثية والقاعدة وداعش.
وأهمية تعزيز وعي شعب الجنوب بالمخاطر المختلفة التي يحيك خيوطها وأبعادها الأعداء من حوله، وكيفية التصدي لها وإفشال المخططات في مهدها، وأهمية الدفاع عن المكتسبات والمنجزات المحققة في الضالع وبقية محافظات الجنوب، والتأكيد على أن الحفاظ على النصر لا يقل أهمية عن تحقيقه.
وسلطوا الضوء على دور المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، في حماية مكتسبات النصر واستدامة الأمن والاستقرار في الضالع، وأهمية تعزيز الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية الجنوبية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي.. مجددين العهد لدماء الشهداء، وأن لا ثمن لها إلا استعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الفيدرالية. داعين الجميع إلى التفاعل بقوة وحيوية ونشاط مع الهاشتاج.
يوم أشرقت شمس التحرير على جبال الضالع الأبية:
من جهته، وصف الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، يوم تحرير محافظة الضالع من الاحتلال اليمني، باليوم الذي أشرقت فيه شمس التحرير على جبال الضالع الأبية. جاء ذلك في منشور خطه بهذه المناسبة في صفحته على الفيس بوك، قال في نصه:
“في فجر الخامس والعشرين من مايو 2015 أشرقت شمس التحرير على جبال الضالع الأبية، سيظل هذا اليوم الأغر علامة فارقة في سجل نضالات شعبنا الجنوبي نحو الاستقلال، يوم سطرت مجده سواعد الرجال من منتسبي المقاومة الجنوبية الأبطال، الذين رسموا بدمائهم الزكية باكورة النصر ضد المشروع الإيراني في منطقتنا العربية، لتتوالى الانتصارات بذات الزخم والعنفوان والتلاحم المجيد، وبذات الأهمية والأثر والأبعاد على المستوى الوطني والإقليمي في كل من العاصمة عدن، وأبين، ولحج، وشبوة، ليتوج بنصر عظيم في واحدة من أهم ملاحم معركتنا الوطنية الوجودية ضد الإرهاب في حضرموت الإباء والإلهام الرائد لكفاح ونضالات شعبنا السلمي والعسكري.
ختاماً..
ثورة شعب الجنوب التحررية، بشقيها السلمي والمسلح، مستمرة وتتجدد منذ العام 1994م، لم تأتِ من فراغ عبثي، بل مرت بالعديد من المنعطفات وواجهت تحديات ومؤامرات، كان أخطرها على الإطلاق ما تتعرض له في الوقت الراهن من العام 2025م من دسائس سياسية وحروب وأزمات مفتعلة، تديرها أدوات يمنية وخونة جنوبيون في السر والعلن، بدعم إقليمي ودولي (اقتصادية، خدمية، أمنية وعسكرية)، إلى جانب دعم التنظيمات الإرهابية بالعتاد والمال والطائرات المسيرة لقتل الجنوبيين، وتدمير المنظومة التعليمية والصحية، وسياسة إفقار وتجويع الجنوبيين.. تندرج إجمالاً ضمن مخطط تصفية القضية الجنوبية واستبعاد مشروع الجنوبيين في استعادة دولتهم عن المشهد السياسي في الحاضر والمستقبل..
مؤكدين أن مصير المخطط الأخير هو الفشل، وأن مصير الأطراف المعادية هو الرضوخ أمام صلابة وعزيمة وتماسك شعب الجنوب.