تقارير وحوارات

اجتياح أرض الجنوب وانطلاقة الحراك السلمي الجنوبي.. “7/7 ذكرى الآلام والآمال”: جنوبيات يتذكرن المأساة وتبعاتها وينشدن الأمل القادم..!

كريترنيوز /صحيفة شقائق/ تقرير

 

31 عاماً، ثلاثة عقود مرت على الكارثة التي حلت بشعب الجنوب، عمر جيل بأكمله فتح عينيه ونشأ وترعرع في ظل دولة مختطفة منهوبة مسلوبة، ولا تزال كذلك حتى اللحظة.

 

“شقائق” التقت عدداً من الجنوبيات، تبادلت معهن أطراف الحديث.

فمنذ ذاك التاريخ 7/71994م، حتى اللحظة لا يوجد شيء نفتخر به. يدور شعب الجنوب في دوامة الاغتيالات والسرقة والنهب والضم والإلحاق.

يوم أسود في الذاكرة الوطنية الجنوبية (في حياة كل جنوبي). إنه ذكرى اجتياح الجنوب بالحرب الظالمة التي شنت عليه واستمرت 73 يوماً.

 

حدثت خلال الفترة من 27 أبريل 1994 حتى 7 يوليو 1994، بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، تخللها إعلان الرئيس علي سالم البيض فك ارتباط الجنوب عن اليمن يوم 21 مايو 1994م.

ذكرى أليمة في تاريخ الجنوبيين وحقبة جديدة من الظلم والاستبداد، لما خلفته الحرب وتبعاتها من ضحايا وتشريد ومعاناة إنسانية، بالإضافة إلى فقدان جزء كبير من تاريخ الجنوبيين وهويتهم ومعالم وآثار ومكتسبات دولتهم التي دمرها ونهبها المحتل اليمني. كما تم تفكيك وتدمير الجيش الجنوبي وإحالة جميع منتسبيه إلى التقاعد. كل مؤسسات الدولة الجنوبية الفتية تعرضت للنهب والتدمير.

 

كما كشفت ذكرى الاحتلال اليمني للجنوبيين حقيقة استخدام الدين ذرعية لاجتياح الجنوب، استخدم اليمنيين الدين الإسلامي مصدر لشرعنة قتل النفس واستباحة العرض والأرض الجنوبية، وامتهان كرامة الانسان الجنوبي عبر فتوى تكفيرية بأسم الدين من علماء صنعاء.

 

ذكرى مؤلمة لا تنسى من الذاكرة الوطنية الجنوبية:

 

يحيي الجنوبيون هذه الذكرى المؤلمة من كل عام بفعاليات، ومسيرات، ووقفات احتجاجية، وتشتعل المواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي بالهاشتاجات والتغريدات والمقالات، للتعبير عن رفضهم لما حدث وللمطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة الجنوبية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. يحيون ذكرى اجتياح العاصمة عدن وألوف الشهداء والجرحى الذين سقطوا.

 

السابع من يوليو 1994م كان ولا يزال عنواناً لنكبة تعرض لها الجنوب على يد قوى الاحتلال، التي تكالبت فيما بينها، استعانت بعناصر إرهابية من الأفغان العرب والإخوان المسلمين، حرب غير مسبوقة دمرت كل شيء جميل، حولت نهار الجنوب إلى ليل وأمنه واستقراره وسكينته إلى إرهاب ورعب.

 

حرب موثقة لمشاهد القتل والإرهاب والتدمير والنهب والسطو، هدف من خلفها الاحتلال اليمني إلى فرض الوحدة المشؤومة بقوة السلاح، ضارباً بالقانون الدولي الناص على أن لا وحدة بالقوة عرض الحائط، ورغم التحذيرات الإقليمية والدولية، فقد سبق أن صدر قراران من مجلس الأمن وكذلك تحذير من مجلس التعاون الخليجي، تحذر جميعها من وطأة الحرب الظالمة التي يشنها نظام صنعاء ضد الجنوب.

تجاهلت قوى صنعاء أصوات العقل ومضت في غيها وعدوانها الغاسم، لتبرهن للعالم أنها صاحبة باع طويلة في الإجرام والعنف، وأنها لا تفقه غير لغة العنف.

 

يوم دخل الجنوب أسوأ مرحلة في تاريخه:

 

أكدت ناشطات جنوبيات أن يوم 7 يوليو 1994م هو اليوم المشؤوم، الذي دخل فيه الجنوب أسوأ حقبة في تاريخه المعاصر، ذكرى مؤلمة لا تزال عالقة في أذهان الجنوبيين طالما أنها لا تزال مستمرة، يتجرع تبعاتها شعب الجنوب منذ 31 عاماً حتى اللحظة، فمنذ ذاك الحين وشعب الجنوب يبحث عن وطنه، يناضل لأجل استعادة دولته المسلوبة المنهوبة. يرزح تحت هيمنة أسوأ احتلال غجري قبلي عرفته البشرية، أعاد الجنوب دولةً وإنساناً عشرات السنين إلى الخلف.

 

تحركت قوى الإرهاب اليمنية ذاك اليوم لتشن حربها الظالمة على الجنوب، مستندة إلى فتاوى وتحريضات أطلقتها قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي لشرعنة الحرب على الجنوب واستحلال دماء شعبه، في واحدة من أكثر صور الإرهاب فتكاً ووحشية..

 

7يوليو 2007 يوم انطلاق ثورة الحراك السلمي الجنوبي:

 

في السياق، لفتت الناشطات إلى أن تاريخ 7/7 يعيد بالذاكرة أيضاً إلى ذكرى انطلاقة ثورة الحراك السلمي الجنوبي 2007م، التي أضاءت للجنوبيين النور في نفق الاحتلال المظلم وما رافقها من تضحيات وسقوط ألوف الشهداء والجرحى.

 

ورغم ذلك إلا أن بعض الأمور لا تزال ضبابية وبحاجة إلى تفسير منطقي، فعلى الرغم من تحرير الأرض الجنوبية من الوجود اليمني في العام 2015م، وعلى الرغم من كل تلك الدماء التي سالت إلا أن قيادات يمنية ممن شاركت بالأمس في غزو الجنوب، يتقدمهم الدكتور رشاد العليمي، أصبحت اليوم تدير المشهد السياسي الجنوبي من قصر معاشيق من قلب العاصمة عدن، وتحاول مراراً وتكراراً الانقلاب على الجنوبيين من داخل الجنوب.

 

جنوبيات يجددن التمسك بالانتقالي الجنوبي:

 

في السياق، وبه نختم التقرير، جددت الناشطات الجنوبيات التمسك بالمجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، مؤكدات أنه الكيان الجامع الضامن بعد الله في استعادة الحق الجنوبي، المدافع عن ديار الجنوبيين ومنجزاتهم ومكتسباتهم من الغزو الحوثي عفاشي، في ظله ينعم الجنوبيون بالأمن والاستقرار، وعلى يديه ستعود الدولة الجنوبية الفيدرالية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. وإن غداً لناظره لقريب.

زر الذهاب إلى الأعلى