تقارير وحوارات

في عزلة عن العالم.. “وادي العين بحضرموت” خدمات شبه معدومة

تقرير / صبري باداكي:

يعاني سكان وادي العين، بمديرية حورة ووادي العين بمحافظة حضرموت، من وضع إنساني صعب جراء انعدام الخدمات الأساسية التي تُعد حقًا طبيعيًا لأي مجتمع. وتواجه هذه المنطقة النائية نقصًا في خدمات عديدة، أبرزها الكهرباء وخدمة “المشفر” والإنترنت الأرضي، كما أن شبكة الاتصالات لشركة (سبافون) شبه منعدمة أو منعدمة بالكامل أحيانًا، بينما تنقطع شبكة اتصالات (يمن موبايل) بشكل متكرر.

وتتفاقم المعاناة مع غياب الخدمات، حيث تفتقر المنطقة إلى توفرها بشكل مستدام، مما يعيق التواصل الاجتماعي بين السكان داخل المنطقة وخارجها.

ولا تقل معاناة قطاع الكهرباء وشبكات الاتصالات في وادي العين عن باقي القطاعات، إذ تعاني المنطقة من غياب الكهرباء والإنترنت والاتصالات، مما يحرم الطلاب من أي فرصة للتعلم عن بُعد أو الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، ويزيد من الفجوة التعليمية بينهم وبين أقرانهم في المدن.

“خدمات في مهب الريح”

وادي العين المنطقة النائية التابعة لمديرية حورة ووادي العين بمحافظة حضرموت، تعاني اليوم من غياب الخدمات الأساسية، مما جعلها في دائرة الإهمال والتهميش، وقد حُرِمَ سكانها من أبسط حقوقهم، على عكس المناطق الأخرى التي تنعم بحياة كريمة بفضل توفر الخدمات فيها.

وتعاني وادي العين من انقطاعات التيار الكهربائي، رغم أن السكان كانوا ينتظرون تنفيذ مشروع حيوي للطاقة الشمسية بمساحة تقدر بحوالي 5 كيلومترات، كان من الممكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين وضع الكهرباء، لينعم أهالي الوادي بإضاءة مستدامة بعد سنوات من العيش في ظلام دامس ومعاناة لا توصف، ولكن المفاجأة كانت بتبخر المشروع وغياب التنفيذ دون أي مبررات مقنعة.

كما لا توجد في المنطقة خدمة “المشفر” بالكامل، ولا يوجد إنترنت أرضي أو “DSL”، ولا اشتراكات مفتوحة للإنترنت من قبل أصحاب الشبكات، سواءً ستارلينك أو الشبكات الأرضية (واي فاي)، بالإضافة إلى غلاء أسعار الكروت وتقليل حصصها. والطامة الكبرى هي شبه انعدام شبكات الاتصال لشركتي (سبافون ويمن موبايل)، بل وانعدامها الكامل أحيانًا داخل المنطقة، ويُضاف إلى ذلك ضعف تكوين الفرق التطوعية واللجان المجتمعية لمتابعة مشاريع وخدمات المنطقة مع الجهات المعنية.

“حُرِمَت من الخدمات.. من المسؤول عن ذلك؟”

تطرح هذه المعاناة تساؤلات عديدة تحتاج إلى إجابات واضحة: لماذا حُرِمَت منطقة وادي العين من أبسط حقوقها المشروعة؟ من المسؤول عن جعل أهالي هذه المنطقة يعانون مرارًا من انعدام الخدمات، مثل الكهرباء وشبكات الاتصالات (“سبافون” و”يمن موبايل”) والإنترنت الأرضي، وغيرها من المشاريع الحيوية والتنموية التي يمكن أن تساهم في تطوير المنطقة، كما هو الحال في المناطق الأخرى؟.. وهل يأتي الإهمال والتهميش من قبل أهالي المنطقة أنفسهم بعدم سعيهم وطرقهم لأبواب الجهات المعنية للمطالبة بتوفير الخدمات؟ أم أن الجهات المسؤولة تتعمد ذلك وتُهمل وادي العين دون مبالاة أو رحمة بسكانها؟ وهل سنرى أي تحرك جاد من قبل السلطات المحلية في المديرية والمحافظة، لضمان حياة كريمة لهؤلاء السكان؟

“بارقة أمل”

يُلوح في الأفق البعيد بصيص أمل قد ينهي معاناة أهالي وادي العين، بتوفير الخدمات التي تفتقر إليها المنطقة. وفي ظل المساعي الحثيثة والجهود الكبيرة التي تبذلها شخصيات اجتماعية وأعيان المنطقة، ينتظر السكان بفارغ الصبر شروق شمس يوم جديد، يحمل معه أملاً في تحسين أوضاعهم، وينتظرون أن تنظر الجهات المعنية – سواء السلطات المحلية في المديرية والمحافظة أو المنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية – إلى معاناتهم بعين الرحمة والشفقة، لضمان حصول هؤلاء السكان على حقوقهم الأساسية، حتى ينعموا بحياة هانئة دون معاناة.

ختاماً..
غياب شبه كامل للخدمات الحكومية والتنموية، مما يجبر مواطني الوادي بالاعتماد على أنفسهم في تلبية أبسط احتياجاتهم، في ظل غياب دعم حقيقي من السلطات المحلية أو المنظمات الإنسانية، مما يزيد من معاناتهم ويعمق شعورهم بالتهميش. وهذه الظروف القاسية تستدعي تدخلاً عاجلًا لإنقاذ ما تبقى من كرامة لهؤلاء السكان، الذين يستحقون العيش بسلام، وبتوفر خدمات أساسية تضمن لهم حياة كريمة.

زر الذهاب إلى الأعلى