العاصمة عدن تحتفي باليوم العالمي للسياحة العاقل: نسعى لإعادة عدن لمكانتها الطبيعية كمركز للإشعاع الإعلامي والثقافي والسياحي

تقرير/ حنان فضل
شهدت العاصمة عدن احتفالًا استثنائيًا باليوم العالمي للسياحة 2025، تحت شعار “السياحة والتحول المستدام”، وسط حضور رسمي وثقافي وفني واسع، جسّد مكانة عدن كوجهة سياحية واعدة.
وانطلق الحفل بتدشين المعرض التشكيلي والفلكلوري، الذي عكس ثراء الموروث العدني وأصالته، بمشاركة نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة، الأستاذ صلاح العاقل، ووكيل محافظ العاصمة عدن الدكتور رشاد شائع.
وتنوعت فقرات البرنامج بين كلمات رسمية عكست رؤية السلطة المحلية ومكتب السياحة لتعزيز القطاع السياحي، إلى جانب عروض فنية غنائية ورقصات شعبية قدّمتها زهرات مكتبة مسواط وفرقة الفنون الشعبية.
كما تخلل الحفل عرض فيديوهات ترويجية أبرزت جماليات عدن تحت عنوان “حكاية مدينة”، وأخرى عن رياضة وسياحة الغوص قدمتها جمعية الغواصين بالعاصمة عدن، إلى جانب تكريم نخبة من الشخصيات والمؤسسات التي أسهمت في إثراء المشهد السياحي والثقافي، منهم مدير عام مكتب السياحة بعدن الأستاذ عادل الحوشبي، ونائبه محمد أنور العدني – منسق عام الحفل، والفنان التشكيلي العالمي علي سالم عبيد، والدكتورة زبيدة وجيه لقمان، والدكتور فاطمة علي جابر، إضافة إلى تكريم الكادر السياحي القديم ومدراء المديريات.
واختُتمت الفعالية بأغانٍ لافتة للفنان معاذ الأصبحي والفنانة ماريا قحطان، في أجواء احتفالية جسّدت تطلع عدن لاستعادة مكانتها كعاصمة سياحية وثقافية على المستويين الإقليمي والدولي.
ما أهمية السياحة؟
تلعب السياحة دوراً هاماً في الاقتصاد والمجتمع، وتأثيرها يمكن أن يكون إيجابياً. وتعتبر السياحة جزءاً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية إذا تم ادارتها بشكل مستدام ومسؤول.
يتم الاحتفال باليوم العالمي للسياحة World Tourism Day في يوم 27 سبتمبر من كل عام، لغرض زيادة الوعي بدور السياحة داخل المجتمع الدولي، وإظهار كيفية تأثيرها على القيم الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء العالم.
إعادة العاصمة عدن لمكانتها:
قال نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة، الأستاذ صلاح العاقل، إن العمل جارٍ لإعادة العاصمة عدن إلى مكانتها الطبيعية، مؤكداً أن ذلك يتطلب تكاتف جميع الجهود الرسمية والشعبية.
وأشار العاقل، في تصريح صحفي، إلى أن المؤسسات الإعلامية والمنشآت السياحية والفعاليات الثقافية ستستعيد قريبًا نشاطها الكامل، بما يعيد للمدينة دورها الحيوي كمركز للإشعاع الإعلامي والثقافي والسياحي.
وأكد نائب الوزير أن وزارته تولي قطاعي الإعلام والسياحة في عدن أهمية قصوى، مشدداً على أن عودة الحياة لهذه القطاعات تمثل خطوة أساسية في تعزيز الاستقرار والتنمية، وإبراز الصورة الحقيقية للمدينة أمام الداخل والخارج.
السياحة مورد اقتصادي وإيرادي:
فيما قال الدكتور سامي محمد قاسم نعمان، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية – جامعة عدن: السياحة مورد اقتصادي إيرادي مهم من موارد الكثير من الدول، بل إن كثيراً من الدول تعتمد على السياحة في مواردها
مثل تايلند والمالديف، بينما دول أخرى تعتبر السياحة من الموارد المهمة لها، مثل مصر التي يعتبر المصدر الثالث للنقد الأجنبي، وأيضاً الأردن والإمارات والمغرب ورواندا. لذلك، الكثير من الدول بدأت تهتم بالمجال السياحي، وتحاول أن تجعله مورداً هاماً مثل المملكة العربية السعودية.
وأضاف: السياحة تسهم في إدخال عملة صعبة، وتوفر فرص عمل في قطاع الخدمات الفندقية والنقل والمطاعم، وبالتالي تعمل على امتصاص البطالة، لكن الاعتماد الكلي عليها أيضاً يعتبر خطراً لأنها تتأثر بالوضع الأمني المحلي والدولي، وبالتالي يجب الموازنة بين أهميتها وخلق تكامل محلي لها.
وللأسف بسبب الظروف التي تمر بها البلد، فإن قطاع السياحة يعتبر من أكثر القطاعات التي تأثرت.
السياحة في بلادنا:
فيما قالت الأستاذة فاطمة العاقل، عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي في لجنة الثقافة والسياحة: السياحة كنز وثروة غالية، وعلينا الاهتمام بها لأنها تساهم في اقتصاد البلاد بدخول عدد من السائحين من جميع دول العالم، ومهمة الدولة توفير لهم الراحة والشعور بالأمان، والحفاظ على الأماكن السياحية. وأيضاً هي ليست مجرد نشاط ترفيهي بل هي قطاع استراتيجي يعزز التنمية الاقتصادية والثقافية. لذلك، يجب تطوير البنية التحتية ودعم السياحة، لجذب المزيد من الزوار وتحقيق فوائد أكبر للمجتمع.
وأضافت: كما أن السياحة ركيزة مهمة وعماد اساسي في اقتصاد أي دولة، وهي الشاهد على حضارة وقيمه البلاد، فتعكس الثقافة والحضارة والتاريخ كونها تعكس قيمة الدولة الحضارية بين الدول. ويطّلع السائح على ثقافات مختلفة فتتوسع ويكتسب معارف. كما تزيد من فرص العمل وتقضي على البطالة وتوفر العملة الصعبة.
وأيضاً تعتبر السياحة فرصة للراحة بعد تعب الحياة، يختار فيها الشخص منطقة أو بلد من البلدان، للاستمتاع بجمال الطبيعة الساحرة، والتعرف على المعالم والآثار، والاطلاع على تاريخ الأمم.