قصة ملهمة كشفت رحلة الألم والأمل..«أمين الهجري» من بائع سمك إلى معالج طبيعي

كريترنيوز/ تقرير /صبري باداكي
أمين محمد سلمان الهجري المولود في العام 1981م بمدينة المكلا محافظة حضرموت يجسد قصة نجاح ونموذج للشاب الطموح الذي حول مسيرة حياته من الألم إلى الأمل، من بائع أسماك إلى معالج طبيعي.
رحلة التعليم:
بدأت رحلته التعليمية في مدرسة الخنساء بالشرج، حيث أمضى سنواته من الصف الأول حتى التاسع، ليكمل مرحلة التعليم الأساسي وينتقل بعدها إلى التعليم الثانوي في ثانوية ابن سيناء، والتي مثلت محطة فارقة في مسيرته.
من المدرسة إلى سوق العمل:
انتقل أمين إلى عالم مختلف تمامًا، حيث اشتغل في بيع الأسماك في محيط شاق، وواجه فيه تحديات الحياة اليومية، بما في ذلك ظروف مشاكل “ارحل” عام 2011م. قادته الصدفة إلى نقطة تحول كبرى، عندما رافق صديقًا له يعاني من آلام في الكتف إلى معالج شعبي،و هناك بدأت ملامحه تتغير، وبفضل الله ثم ملاحظته الدقيقة وفضوله الفطري، بدأت شرارة موهبته الخفية بالظهور.
لحظة تحول فارقة:
في لحظة تحول فارقة، قلبت الموازين ورسمت مصيرا مختلفا عما خطط له الطبيب أمين ، كانت تلك اللحظة في زيارة روتينية لإحدى أصدقائه ليتحول مساره من بائع سمك إلى معالج طبيعي يحمل شهادات دولية ويساهم في تخفيف آلام الآخرين، وصنع لنفسه مكانة عظيمة ليعمل في مستشفى رفيع المستوى بالإضافة إلى عيادته الخاصة.
من بائع سمك إلى اليد الحانية:
في منعطف غير متوقع، رافق الهجري صديقًا له كان يعاني من آلام في الكتف إلى أحد المعالجين الشعبيين ، وبينما كان يراقب حركات وطريقة العلاج عن كثب، لاحظ أمين أن لديه فهمًا مختلفًا لطريقة التدليك، وبعد أن انتهى الرجل من علاج صديقه، زاد فضوله فسأله إذا كان بإمكانه أن يروي له الطريقة التي فهمها، وقام بعد ذلك بتدليك كتف صديقه، وبفضل الله خف الألم فورًا.
التحدي الأول.. وبداية رحلة الشفاء:
لم تمر هذه المهارة الفطرية مرور الكرام، فأصر الرجل المسن على أخذ رقم التواصل للهجري لإرسال الحالات إليه، لم يكد أمين يصدق الأمر الذي نزل عليه كالصاعقة، حتى جاءه أول اختبار حقيقي، حين أرسل له الرجل مريضًا يعاني من جلطة، وكانت المرة الأولى التي يواجه فيها حالة كهذه، حينها شعر الهجري بخوف شديد ولم يعرف من أين يبدأ، ولكنه توكل على الله، وابتسامة الرضا ملأت وجهه في أول تجربة علاجية، وبفضل الله ومنته، وفي غضون ثلاث أيام فقط، تحسنت حالت الرجل وصحته بشكل ملحوظ، وهذه النتيجة غير المتوقعة كانت الشرارة التي أطلقت شغفه الخفي بالعلاج.
الانطلاق نحو العالمية:
حين رأى الرجل المسن أن الهجري مؤهل للعمل بهذه المهنة دون دراستها والتعمق فيها، عرض عليه العمل معه في عيادته الخاصة، فلم يتردد الهجري في اقتناص الفرصة الثمينة التي ستقربه كثيرًا من تحقيق حلمه المنشود الذي عكف على تحقيقه مستقبلًا، فوافق على العمل برفقة الرجل المسن لاكتساب الخبرة وتطوير نفسه، وبدأ أمين العمل لفترة وجيزة استفاد منها الكثير وتعلم من الرجل مهارات شعبية أفادته في مسيرته، ولكن طموح الهجري تجاوز حدود مدينته المكلا، ومحافظته حضرموت عامة وبلاده فسافر للخارج حاملًا معه ثقة جديدة بمهاراته، وكانت أول رحلاته إلى الهند، ثم إلى مصر، أم الدنيا كما يسميها الآخرون، وهناك كانت الانطلاقة الحقيقية وظهرت ملامح تحقيق حلم أمين الهجري في القاهرة، وفي المعهد الكندي التقى بزملاء أصبحوا رفاق دربه، وتخرج متخصصًا في العلاج الطبيعي والتأهيل الحركي،ومن تلك اللحظة التي خاف فيها على صديقه في الكتف، إلى تخرجه من مصر، وإلى يومنا هذا، نجح وتعلم واستفاد، و بهذه الكلمات يلخص الهجري رحلته التي توجها بتحقيق حلمه المنشود بحصوله على شهادات من معاهد مرموقة على مستوى العالم في مجاله.
ختامًا..
اليوم لم يعد أمين ذلك الشاب الذي يحمل هموم العمل في محل السمك، بل أصبح الحلم حقيقة ليكون محترفًا يثق بيديه وعلمه لتخفيف الألم، محتفظًا بتواضعه وإيمانه بأن البدايات البسيطة هي من تقودك إلى نهايات عظيمة إذا اقترنت بالإصرار والعزيمة، والثقة بالله، والرغبة الصادقة في مساعدة الغير، سواء في علاجه أو تحقيق حلمه.